وقد نددت منظمة التحرير الفلسطينية بهذا القرار حيث اعتبرت عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة حنان عشراوي هذا التصعيد الاستيطاني بمثابة استكمال لعملية التطهير العرقي التي تتعرض لها القدس المحتلة لتفريغها من سكانها الأصليين وإغراقها بالمستوطنين مطالبة المجتمع الدولي وفي مقدمته الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بتحمل مسؤولياته الأخلاقية والسياسية والقانونية.
ودعت عشراوي الاسرة الدولية الى وقف سياسة «الكيل بمكيالين ودعم حقوق الشعب الفلسطيني وعلى رأسها حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
وبدوره أعلن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات عن توجه لدى القيادة الفلسطينية بالتوجه إلى مجلس الأمن الدولي لاستصدار قرار حول الاستيطان الإسرائيلي.
وأضاف عريقات أنه ومنذ استلام الرئيس الأمريكي أوباما الحكم، لم يسمح لفلسطين بإصدار قرار واحد من مجلس الأمن ولا بد من إيجاد مخرج لذلك.
وذكر أن اللجنة الوزارية العربية ستتوجه للولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، بالتعاون مع فرنسا ومبادرتها، لطلب تحديد موعد لعقد مؤتمر دولي للسلام كامل الصلاحيات لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة.
واعتبر عريقات أن التقرير الأخير للجنة الرباعية الدولية تضمن توصيات مناقضة لمواقف الولايات المتحدة الأميركية، والاتحاد الأوروبي، وروسيا، والأمم المتحدة.
وقال إن استئناف عملية سلام ذات مغزى ومصداقية لا يمكن أن تتم دون قبول الحكومة الإسرائيلية لمبدأ الدولتين على حدود عام 1967، محذرا من محاولات وصفها بـ»الخبيثة» من تركيز البعض على ذكر حل الدولتين دون التركيز على الحدود المحتلة عام 1967، وهو أمر مرفوض جملة وتفصيلا.
كما اشترط لنجاح عملية السلام أن يتوقف الكيان الصهيوني عن النشاط الاستيطاني، بما يشمل القدس الشرقية المحتلة، ووضع سقف زمني للمفاوضات، ومتابعة مدى تنفيذ إسرائيل لذلك، بالإضافة إلى تنفيذ الاتفاقات الموقعة بما يشمل إعادة المناطق الخاصة للسيطرة الفلسطينية، وإعادة الانتشار.
كما أدانت الخارجية الفرنسية قرار سلطات الاحتلال بناء الوحدات الاستيطانية الجديدة وحذرت من أن يشكل هذا القرار تهديدا مباشرا لفكرة حل الدولتين كما سبق وذكّر تقرير الرباعية الأخير فإنّ كل إعلان عن بناء مستوطنات جديدة هو خطوة غير شرعية ولا تتوافق مع القانون الدولي وتؤدي إلى مزيد من التصعيد .
ميدانيا واستمرارا لعمليات المقاومة الفلسطينية اعلن مصدر تابع لقوات الاحتلال عن اصابة مستوطن اسرائيلي بجروح حيث قام الاسعاف الاسرائيلي بنقله الى مستشفى «رمبام» في مدينة حيفا المحتلة .
من جهة اخرى وتأكيدا على السياسات العنصرية للاحتلال أكد الحاخام اليهودي الأكبر لمدينة صفد المحتلة شموئيل الياهو، أن قتل الفلسطينيين والانتقام منهم هو «فريضة دينية يدعو إليها التوراة»،
وقال في حديث له إنه يجب الانتقام من الفلسطينيين ردا على العمليات الفدائية الأخيرة، مضيفا، أن «الانتقام من هؤلاء فريضة تنص عليها التوراة، ويجب على إسرائيل تطبيقها».
و رأى الياهو أن «فريضة الانتقام» وفريضة «احترام وتقديس يوم السبت» متساويتين في الأهمية، مدعيا أن حكومة الاحتلال تمارس الانتقائية في تطبيق الفرائض، باعتبار أنها لا تنفذ فريضة الانتقام من الفلسطينيين، وفق زعمه.
وسبق لحاخامات يهود أن دعوا إلى قتل الفلسطينيين في أرحام أمهاتهم، وقتل الأمهات الحوامل، وقد خرجت إحدى هذه الدعوات من وزيرة القضاء الحالية ايليت شاكيد، ووبعد تصريحها تم تعيينها في هذا المنصب.
وتدعو شخصيات استيطانية وسياسية إلى اتخاذ إجراءات انتقامية عنيفة بحق الفلسطينيين، بعد العمليات الفدائية الأخيرة، وطالبوا بأن تكون هذه الإجراءات بالبناء الاستيطاني وتكثيف الاعتقالات والقتل وهدم المنازل.
وتتزامن هذه الدعوات مع إعلان الاحتلال حربا على الفلسطينيين بسبب منشوراتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، بدعوى أنها تحرض على القتل والعنف، وقد تجاوبت مع ذلك اللجنة الرباعية الدولية في تقريرها الصادر الجمعة، إذ دعت الفلسطينيين إلى «وقف التحريض على العنف والقتل»، حسب زعمها.