تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


من نبض الحدث.. ليست استدارة.. واللين والمرونة مجرد مراوغة

الصفحة الأولى
الثلاثاء 5-7-2016
كتب علي نصر الله

فجأة وربما من غير مقدمات كبرى يذهب البعض لمقولات لا يتناسب حجمها مع الواقع، والحالة الراهنة في حقيقة الأمر وفي اللحظة السياسية الحالية تشي بمتغيرات وتغييرات، وتُقدم لتحولات واستدارات لكنها قولاً واحداً لا تعني حدوث انقلابات في المشهد، في الموقف، في الخندق والتخندق.

حديث واشنطن عن تعاون عسكري مع روسيا ترغب به في سورية، تلميح أنقرة ثم نفيها حول قاعدة أنجرليك العسكرية، ومواقف جديدة تراوحت بين إقرار مسؤولين أميركيين بدور إيران المؤثر في الحرب على الإرهاب في سورية والعراق، وبين مهادنات خطابية تميزت لغتها باللين والمرونة، كل هذا وغيره لا يعني أن ثمة انقلابات ستجري، وإنما قد تعني بأن الطرف الآخر الذي توهم كثيراً وطويلاً قد صار أكثر ميلاً للتحلي الجزئي بالموضوعية، وأكثر استعداداً ربما للاعتراف بأنه لم يكن واقعياً عندما حمل ما لا قدرة له على حمله.‏

الوقت والتوقيت الانتخابي الأميركي قد لا يعمل حالياً لمصلحة فريق العدوان ولمصلحة فرق الإرهاب التي تشغلها واشنطن على مدار الساعة، لكن هذا الوقت سيمضي وليس هناك من ضمانات تكفل عدم عودة أعضاء هذا الفريق ومنظومة الإرهاب التي تتشكل منه إلى متاريسها الأولى، خصوصاً أن الولايات المتحدة ما زالت حتى الساعة تناور وتداور لحماية مرتزقتها من المعتدلين وغير المعتدلين بطرح ما لا يمكن القبول به.‏

تركيا الإخوانية لن تتغير مهما حاولت التظاهر بأنها قد تغيرت طالما بقي المستبد أردوغان على رأس السلطة سلطاناً يحلم مع زمرته بالامبراطورية، والسعودية إذا ما سعت للتغيير والتحول، ومعها الخليج، فإلى أي شكل واتجاه سيكون التغيير والتحول وما من قابلية في التكوين والبنية إلا للأسوأ، وها هي الوهابية في السعودية والإخوانية في قطر وغزة وأنقرة تنصهران مع الصهيونية في قالب واحد ستقدمه أميركا بطريقة أكثر استفزازاً للعالم بعد انتهاء انتخاباتها الرئاسية.‏

إن الاستدارة غير المكتملة التي بدأتها تركيا لها أسبابها، وإن للمرونة التي تبديها أميركا أسبابها أيضاً، وإذا كان صحيحاً أن الوقائع وحيثيات الميدان في سورية تحديداً قد فرضتا الاستدارة والمرونة، كحالتين، فإن الصحيح أيضاً أن تصميم سورية على الصمود وتحقيق الانتصار على الإرهاب وسياسات الهيمنة بالتشارك مع الحلفاء والأصدقاء، ربما لن يدع في مقبل الأيام فرصة لاستدارة معاكسة ولا لتصلب إلا ويكون لهما أثمان باهظة لا قدرة للراغبين بهما على دفعها وتسديدها.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية