ولو أصبح ذلك في مساحات ضاقت بسبب الإرهاب، مساحات ذهبت منها حواري ومطاعم ومقاهي حلب القديمة بعد أن تعرضت للتخريب والدمار على أيدي العصابات المجرمة ...
اليوم وبعد سنوات خمس من الأزمة مازالت حلب الشهباء باقية وصامدة صمود قلعتها الشامخة وصمود قاسيون شقيقتها دمشق الفيحاء، أسواقها البديلة تغص بروادها وكذا مطاعمها ومقاهيها التي حملت أسماء حلب القديمة، ففي كل فعالية تجارية نجد لها فرعين / الأول في حلب القديمة - والثاني في حي الفرقان / وما أدخل الفرحة وزرع الأمل هو عودة الحياة إلى سوق التلل الواقع على خطوط التماس مع حلب القديمة مستقبلاً ساعة باب الفرج الأثرية..
صحيفة الثورة جالت أسواق حلب وهي تستعد لاستقبال عيد الفطر السعيد، حيث تشهد هذه السواق حراكاً شعبياً في البيع والشراء يدل على صمود أبناء حلب وإصرارهم على الحياة بحلوها ومرها، إصرارهم على زرع البسمة على شفاه أطفالهم ولو على حساب قدرتهم المالية واحتياجاتهم الأخرى، لأن الطفل في نظر الأسرة الحلبية يجب أن / يعيّد / ويفرح بالعيد ...
أم محمد أكدت - وهي تشتري ألبسة لأطفالها - أن « العيد الصغير « يجب أن يكون فيه لباس جديد للأطفال، ولذلك فهي تشترك بجمعيات حتى تؤمن ثمن اللباس لطفليها ...
أم أسعد - تبسمت وهي تقول بأن حلويات العيد لابد من وجودها حتى يفرح الأطفال ونقدمها للضيوف عربون مباركة وتهنئة..
رزان وسعاد « طفلتان « أكدتا أن لا يأس مع الأمل، وأن العيد هو بوابة الانتصار..
أما بائع الألبسة « أبو عمر « حينما سألناه عن حركة السوق قال / الله مفضل علينا / ...
هذه هي حلب وهي تودع شهر رمضان وتستعد لاستقبال عيد الفطر السعيد، مواطنون لديهم الأمل بأن الغد هو الأفضل وأن النصر قادم لامحالة، وأن أبناء حلب مصممون على البقاء في مدينتهم التي عشقوها وبأيديهم سيعيدون إعمار ما تهدم منها ...