تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


آرثـــــــر ميلـــــــــر ملهمـــــــــاً..

ثقافة
الأحد 25-10-2015
 دائرة الثقافة

لاحدود للابداع ابداً، تلك هي الحقيقة التي يجب ان تكون ماثلة امام أي مبدع، وفي أي مجال، ومن المصطلح نفسه الانطلاق، فالابداع من البدعة، والبدعة هي كل شيء غير مألوف، ولايعرفه الناس.

من هذا المنطلق ينبغي ان يكون شرط الابداع الدهشة والقدرة على القفز خارج أي تصور، الجديد الذي توقفت عنده اخبار الادب المصرية في عددها الاخير وكتبه جمال المراغي وهو الذكرى السنوية لآرثر ميلر ولكن ليست هنا الفكرة ابدا، إنما العمل من قبل الفنانين التشكيليين على استلهام اعماله وسلوكه في لوحاتهم، التجربة لم يعرفها الوسط الثقافي العربي الا مرة واحدة وأظن طالبة سورية في كلية الفنون الجميلة، إذ كان مشروع تخرجها مستلهما من اعمال وابداع الراحل نزار قباني، كتب جمال المراغي قائلا: آثار الكاتب آرثر ميلر الذي تحل هذا العام الذكرى العاشرة لوفاته والمئوية لميلاده شغف الفنانين التشكيليين من أكثر من نصف قرن فذهب بعضهم يهتم بملامحه وتعبيرات وجهه التي تكشف واقعاً إنسانياً واجتماعياً وسياسياً لبلاده وبالأحرى العالم الذي يعيش فيه إجمالاً، بينما فضل البعض الآخر أن يبذل مزيداً من الجهد بقراءة كتاباته جيدا، ويصنع من أفكاره لوحات برؤى مختلفة بحسب موضوعها والوقت الذي رسمت فيه.‏

بدأت هذه المحاولات من خلال مجموعة سيلفيج كاليفورنيا في منتصف الخمسينيات، التي قامت بعمل ألبوم لمجموعة لوحات ميلر وعلاقاته، والتي ركزت علي تسجيل مشاهد تجمع ميلر بعدد من أصدقائه مثل هيتشكوك وبروكس وكازان وغيرهم، ولكن أغلبها كانت له مع زوجته الممثلة مارلين مونرو وبدا أنها المقصودة بهذا العمل.‏

ورغم القصور الذي عاب هذه المجموعة ولكنها فتحت الباب لأعمال أخرى ذهبت في ذات الاتجاه بعدما لفتت النظر لإمكانية استغلال ميلر كشخصية لها ملامح مميزة يمكن أن تستوعبها ريشة الفنان وتشكلها بخطوط وتموجات مختلفة، ثم اكتشف الباحثون فيما بعد أن هناك شكلاً آخر لميلر في عالم الفنون التشكيلية ولكنها فردية تركزت على رسم لوحات مستوحاة من مسرحياته وأفكارها وأولها لوحة «سفينة إستر» للرسام «فارنر فينلي» المأخوذة عن مسرحية «كلهم أبنائي» عام 1948.‏

تعددت التجارب التي خضع لها ميلر وأفكاره في العقود التالية في حياته وبعد وفاته، وحاول الكثير من الفنانين التشكيليين اصطياد لحظات لها مدلولها لرسم بورتريهات له، كما دأب كل منهم أن يستوحي من إحدى مسرحياته فكرة لرسم لوحة بسيطة وعميقة واتسمت جميعها بذلك، ومن هؤلاء «الأميرة جلوريا» و»فيكتور روز» و»كاميلا ماتينيز» و»ريفيير كارول» و»ألبرت هارشفيلد» و»توين جيلي» و»جيم هيرون « وغيرهم.‏

شرعت جامعة متشجين في عمل مشروع بعنوان عريض «ميلر والحقب» بدأته بميلر والخمسينيات ويختص جزء منه بالرسومات والأشكال التشكيلية الأخرى، وتسمح فيه للأساتذة والطلاب على حد سواء أن يجتهدوا في وضع رسومات تتسم بالإبداع والابتكار من وحي سلوك ميلر وكلماته وكتاباته في الحقبة المحددة، ولا يتعلق هذا المشروع الضخم والمستمر بالبرنامج الذي وضعته الجامعة للاحتفال بمئوية ميلر.‏

ولكن هناك من اهتم بالمئوية تشكيلياً بطرق مختلفة، فالبعض مثل مجموعة جلوريا للرسوم الزيتية أبرزوا لوحات لميلر ضمن مجموعة من المشاهير بأسلوب معين، بينما أقام منتدى هارشفيلد ركناً خاصاً للوحات ميلر الشخصية وعلاقاته استكمالاً لمشروع قديم بدأ منذ عقود وحان موعد استكماله.‏

وأعلنت عدد من البيوت الفنية والمتاحف عن إقامة معارض خاصة لمجموعة لوحات متعددة الأفكار والأشكال لم تفصح عنها، والمتاح من أعمال ميلر التشكيلية يتضمن بورتريهات تحمل تعبيرات لها معان عامة وخاصة عميقة وبسيطة، وكذلك لوحات تتعلق كل منها بواحدة من مسرحيات ميلر من زاوية مختلفة بحسب التوقيت الذي رسمت فيه، وأغلبها يلقي بظلاله على ما يحدث حول أي إنسان في أي مكان.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية