كما أن تحقيق مخططاتها غدا ضرباً من الخيال مع صمود الشعوب- والشعب العربي السوري مثال حي- ووجود قوى عظمى تساند حقق تقرير المصير. وهذا بمواجهة الشعارات التي ترفعها واشنطن والتي اتضح أنها كلام في الهواء، وأن المؤسسات الحاكمة فيها ليست مؤسسات حقوق الإنسان، بل مؤسسات غير أخلاقية تستفيد من الإرهاب وتوظيفه.
على أن تآكل الكتلة الإرهابية على يد الجيش العربي السوري في أكثر من عشر جبهات يجب أن يجعل داعمي الإرهاب الإقليميين يشعرون بأن واشنطن لعبت بهم واستثمرتهم مثل الإرهاب تماماً، لأن اللعب بالإرهاب كان لعباً بالنار، سوف يحرقهم دون واشنطن التي لم تعد تستطيع التحكم بالأحداث لتنقذهم. وفرار الآلاف من الإرهابيين باتجاه الأردن ثم السعودية و باتجاه تركيا أيضاً له مدلولاته، ولا سيما من الإرهابيين الأجانب الذين دأبت واشنطن على اعتبارهم جزءاً مما تسميه معارضة معتدلة.
جل هم الراعي الأول للإرهاب في العالم أن يخرج بصورة أنه كافح الإرهاب وأنه شريك في أي نصر على الإرهاب ليخفي الفضائح ذات العيار الثقيل، ولكن لا فاشل رابحٌ وربما تجد واشنطن أن ما دمرته من المؤسسات السورية وأملاك السوريين يكفيها لتنتشي.
في لقاء فيينا الرباعي بشأن سورية ظهر العرج الأميركي الذي يتكىء على من يساعده على الخروج من دوامة 5 سنوات من الحرب العبثية على سورية، ليظل عنوان وحدة سورية ومؤسساتها وحق السوريين باختيار قيادتهم ووقف تمويل الإرهاب هي الأساس لأي حراك دولي يريد التخلص من شأفة الإرهاب والحل في سورية، ولا سيما بعد التضحيات الكبرى التي قدمها الشعب العربي السوري كي لا يخضع لأميركا، وأدت إلى رسم ملامح انتصار كبير لن يغمطه حقه أحد.