وفي هذا الإطار حل الفنان التشكيلي نبيل السمان ضيفاً على البرنامج بمناسبة افتتاح معرضه في صالة «أرت هاوس».
ولقد استعاد في إطلالته التلفزيونية الصباحية جوانب حية من هواجسه التشكيلية وإيقاعاته اللونية الحاملة إشارات الإقامة في عوالم الخيال والأسطورة وما تعكسه من تجليات متنوعة وتداعيات قادمة من بقايا أحلام طفولته المنسية.
كما عرضت على الشاشة شهادات في فنه شارك فيها عدد من الفنانين والمتابعين، ولقد استطاع بعضهم الاقتراب من عوالم لغته التشكيلية وإبراز إيحاءات التداخل الإيقاعي الميثولوجي و المعاصر، على حين بدت قراءات البعض الآخر لأعماله الفنية بمثابة استعادة قصصية قادمة من هيمنة إيقاعات الرؤية الأدبية، لامن وضوح الجوانب الفنية البصرية التشكيلية والتقنية والجمالية.
وفي جوابه لسؤال قال السمان: إنه يجنح نحو المزيد من الحرية في تجسيد إيقاعات الأشكال المختلفة في لوحاته (من إنسان وحيوان ونبات وإشارات معمارية وزخرفية وحضارية..) مؤكداً رغبات البحث المتجدد، شأن مجمل الفنانين الباحثين عن الجديد والخاص والمميز، ومنوهاً أنه يقدم لوحات معرضه الجديد دون عناوين، وذلك لإعطاء المشاهد حرية أكبر في خطوات قراءة اللوحة الفنية الحديثة المعرضة أصلاً لكل احتمالات الاجتهاد والتأويل والتنظير.
وحول مسألة استعادته المتواصلة لمعطيات التاريخ السوري القديم أشار إلى أن هاجسه الأساسي يكمن في مدى ابتعاده عن الجانب التأريخي أوالتوثيقي للفن، مؤكداً أن الغزال الذي استعاده من معطيات الحضارة الفينيقية يتشابه مع الغزال القادم من رؤية بعض الآثار التدمرية، الشيء الذي يؤكد حالات التواصل والتفاعل بين الحضارتين.
وهذا يعني أنه يقدم تلك العناصر والإشارات الحضارية بصياغة عفوية وتلقائية وتقنية متنوعة تطرح تساؤلات جمالية وفلسفية، حيث لافواصل ولاحدود بين اللوحة والإحساس، لأنه حين يكون الإحساس يكون الكشف في حركة الخطوط والألوان.
وعن أزمة اجترار البعض للأشكال والعناصر المستهلكة ودخولهم في دوامة المراوحة والترداد الرتيب قال: نشعر في تجارب العديد من الفنانين بحالات من التشابه والتكرار، وهذا يعني أن الفنان الحقيقي لايتوقف عن العمل بهدف اكتشاف حساسيات لونية جديدة تمنح الأشكال والعناصر التراثية طابعها الانفعالي وإحساسها الخاص.
وفي نهاية حديثه التلفزيوني طالب الفنان نبيل السمان الأهالي بأن يذهبوا بأطفالهم إلى المعارض، مؤكداً أن تعويد الصغار على رؤية المعارض الفنية يساهم في إنماء حساسيتهم البصرية والوجدانية ويدفعهم لإظهار الجانب الابداعي والابتكاري، ويحقق عناصر التواصل مع تراثهم وبيئتهم ومظاهر حياتهم اليومية.