وعبر مشاركته في مهرجان الأغنية السورية الخامس وزع أغنية أدتها (النانا هاسميك) ، واليوم هو يعزف على البيانو والأورغ والأكورديون ، تأثّر بموسيقا زياد الرحباني وقام بتأليف وتسجيل ألبوم موسيقي خاص به يندرج ضمن إطار موسيقا العصر الحديث (new age) حيث مزج الموسيقا الشرقية والغربية ، قام فيما بعد بتوزيع وتسجيل أغانٍ تراثية أرمنية وألّف الموسيقا التصويرية لعدد من الأعمال الدرامية ..
موسيقا العصر الجديد
عبر حديثنا معه تحدث عن ألبومه الذي قدمه بإنتاج شخصي منه وساعده فيه بعض أصدقائه العازفين والموسيقيين في حلب فلم يكن هناك شركة إنتاج تتبناه وعندما وصل الألبوم إلى ايطاليا انبهروا بمستواه فهو من نمط موسيقي لم يقدمه أحد في سورية ..إنه موسيقا العصر الحديث (new age) ، وحول البعد التأملي والفلسفي لهذه الموسيقا وإن كان يحتاج مؤلفها إلى ملكات خاصة ليستطيع تقديم موسيقا منبثقة من تأمل بعد روحي .. قال : يرتبط هذا الأمر بثقافة الموسيقي ، فينبغي أن يكون مثقفاً وقارئاً جيداً ويعرف في علم النفس ولديه إلمام جيد بنظريات الموسيقا والهارموني . كما عليه أن يعرف كيف سيؤلف الموسيقا بحيث تكون معقدة ولكن بالوقت ذاته عميقة تُشعِر المستمع أنه في عوالم أخرى وتُخرجه من حالته اليومية .
وعن إمكانية أن يُقدم عبر هذه الموسيقا ملحمة أو حكاية أو صراع أو حالة عاطفية .. قال : فهم الموسيقا يختلف من شخص لآخر ، ولكن هذا النوع من الفنون من الصعب فهمه فينبغي أن يكون المستمع متعمقاً بالبعد الفلسفي (إن كان للموسيقا معنى محدد) .. من الممكن أن توصل فكرتك بموسيقا معقدة جداً وطويلة كما يمكنك أن توصلها بموسيقا بسيطة وصغيرة ويفهمها الناس ، ولكن مما لا شك فيه أن الكثير من الناس سيفهمونها بعد فترة لأنها موسيقا عالمية ، وهي قريبة من موسيقا الأفلام .
الموسيقا التصويرية
حول الموسيقا التصويرية ومدى أهميتها وإن كان بإمكانها إنجاح أو إفشال العمل الدرامي ، أكد أن الموسيقا تتساوى أحياناً مع العناصر الأخرى في العمل ، فقد نجد أن الموسيقا في كثير من الحالات هي من يرفع سوية الفيلم والعكس صحيح أيضاً .. ورأى أن الموسيقا التصويرية في سورية قد تطورت إلى درجة كبيرة حتى بتنا ننافس بلداناً عربية وأجنبية تنتج الدراما ، لا بل إن الكثير من المسلسلات اشتهرت بموسيقاها .
أما عن تجربته في الموسيقا التصويرية للفيلم التلفزيوني (عندما يضحك الياسمين) ، فقال : قدمت في الفيلم أكثر من تيمة موسيقية ، فكان هناك تيمة خاصة للحب وأخرى خاصة لعشق الوطن وأخرى للثورة .. وكان هناك مزج حذر بين الموسيقا الشرقية الريفية والموسيقا الحديثة وقد ساعدني مخرج العمل د.خالد عنجوكة حتى أنني حضرت تصوير بعض مشاهد الفيلم .
التراث الموسيقي الأرمني
ومما قدمه على الصعيد الموسيقي أيضاً إعادة توزيع أغانٍ من التراث الأرمني فأتى بنوتات قديمة ووزعها بشكل حديث . وضمن هذا الإطار قدم أربعة البومات .. ولكن حول خطورة التجديد في التراث يقول: في البداية كنت خائفاً جداً لكن أعطيت لنفسي الجرأة في أن أعيد توزيع بعض الأعمال ، خاصة أن الموسيقا الأرمنية هي موسيقا شرقية حتى أنها قريبة من الموسيقا العربية ، فعلى سبيل المثال مقام الحجاز يُستخدم في الموسيقا العربية والأرمنية ، ولكن عندما قدمت الألبوم الأول لقيت التشجيع من الناس فحاولت تطوير الفكرة في الألبوم الذي تلاه وبدأت بوضع الآلات الشرقية فجاءت النتيجة أفضل ، وحتى عندما سمعوا الألبومات في أرمينيا فوجئوا فيها . إنها محاولة وتجربة لقيت استحسان الناس .. (ويتابع..) في الموسيقا الأرمنية هناك آلات شرقية مثل العود والقانون ولكن للأسف الجيل الجديد لا يحب الاستماع للموسيقا بهذا النوع من الآلات فهو يحب الموسيقا الالكترونية الحديثة التي يتم من خلالها توزيع حتى الأغاني العربية الحديثة .