تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أسعد فضة:مشروع العمر لم يتحقق بعد !!... أخشى علــى الدرامــا.. لكنها ليست بخطر‏



فنون‏
الأربعاء 1-7-2009م‏
فاتن دعبول‏

لاتزال أعماله تسكن الذاكرة، ومازال يعتلي عرش الدراما، تلفزيونياً، وسينمائياً، ومسرحياً، متسلحاً بموهبة فذة، وحرفية لاتكاد تضاهى، وحضور شخصي آسر يأخذك إلى عوالم الفن الحقيقي.‏

يتقن عمله، ويخلص له، وقد حباه الله كاريزما تضاف إلى مقومات نجاحه.. مع الفنان القدير أسعد فضة كان اللقاء:‏‏

‏‏

- أين تجد نفسك، وقد عملت في المسرح والسينما والتلفزيون، إضافة إلى الاخراج والإدارة ؟‏‏

-- أرى نفسي في جميع هذه الأماكن، وفي كل مهمة توكل إلي، ويصبح هاجسي الوحيد هو النجاح في مهمتي، وأحرص أشد الحرص على النجاح، ربما أفشل، ولكن مع ذلك فأنا لست مع الرأي الذي يقول «أرى نفسي هنا، ولاأرى نفسي في مكان آخر، بل يجب أن نضع أمام أنفسنا النجاح أينما كنّا..‏‏

- مارؤيتك لمشروع العمر؟‏‏

-- لايوجد لدي مشروع اسمه مشروع العمر، فكل مشروع أقوم به، هو أكثر طموحاً من سابقه، وعندما أسأل ماذا يمكن أن تعمل بعد شخصية معينة؟ أقول:يمكنني أن أعمل أفضل منها، وهذا طبعاً يتبع للظروف.‏‏

ولاأحب الحديث عما مضى من أعمال، لأنها أصبحت ملكاً للجمهور، وهو من يحكم ويقيّم.‏‏

ومشروع العمر لم يتحقق بعد، فلو تحقق تكون النهاية، وأنا دائم التفاؤل بالمستقبل، وعلى الإنسان أن يمتلك التفاؤل فيما يتعلق بمهنته وعمله.‏‏

ورغم وجود الكثير من السلبيات في الوسط الفني، وتحفظي على مايجري بالنسبة للمهنة وتطويرها، والعمل على طريقة الحفاظ على ماوصلنا إليه، والتطلع للمستقبل، وكيف يمكننا الاستمرار بهذه الوتيرة من النجاح لكن هذه التحفظات لاتجعلني أصل إلى درجة التشاؤم طالما لدينا طاقات فنة وإبداعية متميزة.‏‏

- كيف نحافظ على سوية الدراما في سورية؟‏‏

-- هذا يحتاج إلى استراتيجية من الفنانين والجهات المعنية من الرسميين والخاصة بهذا الشأن، وهذه الاستراتيجية تعتمد على أسس أهمها:‏‏

أن نعي المحيط الذي نحن فيه (التلفزيون مثلاً..) وماتقوم به الشركات والفضائيات وغيرها، ونكون على دراية لدرجة دراسة هذا الواقع ومعرفة كيفية التحكم فيه، إضافة إلى المحافظة على الطاقات الابداعية الموجودة ورعايتها والسعي لتطويرها وأيضاً تسويقها.‏‏

ويجب بعد ذلك تأمين القاعدة الاقتصادية التي بإمكانها أن تحقق انتاجات على سوية عالية، لنصل بالعمل إلى درجة المنافسة مع المحيط الذي نحن فيه.‏‏

وثمة أمر آخر لايمكن تجاهله وهو ضرورة التعاون بين القطاعين العام والخاص على أسس واضحة، وألا يدير القطاع العام ظهره للقطاع الخاص ليفعل مايريد، فالقطاع الخاص يموّل غالباً من خارج سورية، فإذا انقطع هذا التمويل، ما البديل لتلافي هذا الوضع، يجب أن يؤخذ هذا الأمر بعين الاهتمام والحرص.‏‏

وأخيراً، التنسيق في العمل بين الشركات، فلا يمكن أن تتزاحم أكثر من شركة على إنتاج العمل نفسه، وإن كان لكل فنان رؤيته في العمل، لكن يجب أن توظف هذه الرؤية بعمل آخر.‏‏

إذاً وجود الاستراتيجية ضرورة لابد منها، لأنها تحقق الحماية للفنان ولشركات الإنتاج، وتحقق حماية للجميع، وبوجودها ينجح الجميع.‏‏

- هل بغياب الاستراتيجية، تكون الدراما بخطر؟‏‏

-- هي ليست في خطر، ولكن يخشى على الدراما، وخصوصاً بعد دبلجة المسلسلات المكسيكية والتركية، رغم أن هذه الدبلجة تشكل مصدر رزق للعديد من الفنانين فهل نفكر بدبلجة أعمالنا إلى لغات أخرى، وهل يمكن تقنين هذا الموضوع والتعامل معه بشكل يكون رديفاً للدراما العربية وليس ضده، أو يحل محله؟‏‏

إذاً هناك أمور كثيرة تجعلنا نشعر بالخشية على الدراما العربية بشكل عام ولكن لاتشكل خطراً، ولاأجد ضيراً من عمل الفنان السوري في الدراما المصرية، بل نحن نسعى لأعمال مشتركة، وهذا شيء جد إيجابي، والفنانون الذين يعترضون على ذلك سواء من مصر أم سورية، ذلك يعد تسويقاً لأنفسهم لاأكثر ولاأقل.‏‏

- توجه بعض كتاب الدراما لمرحلة الشباب وبذلك فقد جزءاً كبيراً من فناني الرعيل السابق فرصتهم بالعمل، كيف تفسر هذا الأمر؟‏‏

-- المجتمع ليس شباباً فحسب، أو كهولاً أو متوسطي العمر فقط، فالحياة هؤلاء جميعاً، لكن بعض القضايا تعترض نفسها، من مثل «شباب عاطلون عن العمل.. وهذا ليس سلباً، ولكن السلب أن نركز على عادات انقرضت في المجتمع كسلوك الحارة الشامية، ومسلسل «أبو كامل» هو أول من طرح الحارة الشامية، وهذه الحارة تضم «المثقف، والمجرم، والتاجر، والمرأة الفاضلة، والمقهورة» لكن عندما أكرس وضع المرأة المقهورة، فهذا أمر غير حضاري.‏‏

- ماذا بشأن المسرح، وهل هناك نية لإعادة ألقه؟‏‏

-- نحن في استراحة المحارب، عندما يوجد العمل الجيد، سنجد اقبالاً جماهيرياً كبيراً، فالمشكلة ليست في الجمهور ولدينا طاقات إبداعية شبابية تجيد العمل في المسرح، لكن عندما تتجه هذه الطاقات إلى التلفزيون فهذه تشكل مشكلة حقيقية.. ولتلافي هذه المشكلة اقترحت عندما كنت أدرس في المعهد شرطاً على خريج المعهد أن يعمل على الأقل سنتين في المسرح مع عمله بالتلفزيون والمرافق الأخرى.‏‏

لأن المسرح يصقل المواهب، فالمعهد يعطيه جواز عبور، والمسرح يصقل موهبته.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية