هموم النشر والناشرين.. الكتاب السوري في دور النشر ما معوقات نشره هل هوغلاء السعر.. أم عزوف القارىء عن قراءته.. أم ثورة التكنولوجيا التي طالت كل شيء من حولنا..، أين موقع الكتاب السوري المترجم في العالم.؟. كتاب الطفل.. هي مجموعة من الأسئلة توجهنا بها إلى الناشرين في مؤتمرهم الثاني الذي عقد في 28-6-2009.
انفرد بالترقيم الدولي المعياري للكتاب
بداية تحدث أ. عدنان سالم- رئيس اتحاد الناشرين السوريين عن طبيعة هذا المؤتمر وماذا فعل المكتب التنفيذي في خطته السابقة وما خطته للمستقبل؟ كما بين أن المكتب التنفيذي قام بأعمال كبيرة أهمها الترقيم الدولي المعياري للكتاب الذي انفرد بين اتحادات الناشرين العرب كلها..أما لماذا التركيز على المحتوى الرقمي.. فأجاب: أ. سالم بأن الكتاب الرقمي هوالتطور الطبيعي الذي يمضي إليه الكتاب فهو ينتقل من وعائه الورقي إلى وعائه الالكتروني وهذا من ضرورات العصر وتقدمه ونحن نعرف أن أوعية الكتاب تعددت عبر الأجيال بدءاً من النقوش على الصخر والكتابة على جلود الحيوانات وسعف النخيل والأحجار إلى أن اخترعت الطباعة والحرف وصولاً إلى الورق الذي خدم البشرية منذ خمسة آلاف عام على اكتشافه والآن تنتقل المعلومات إلى أوعيتها الجديدة نتيجة الانفجار المعرفي الكبير، وكلما تقدمت معارف البشرية احتاجت أوعية جديدة لاستيعابها.
مراحل الانتقال لاتتم بين عشية وضحاها.. فهي تحتاج لوقت طويل لانتقالها من المحتوى الورقي إلى الرقمي وأكبر دليل على ذلك الموسوعة البريطانية فقد كفت منذسنوات عن الإنتاج الورقي وأصبحت تنتج رقمياً.
أما عن خطة المؤتمر على صعيد النشر فيرى أ. سالم أن المرحلة انتقالية من الورقي إلى الرقمي ويعمل منذ خمسة عشر عاماً كرئيس لاتحاد الناشرين السوريين على حث الناشرين لاستيعاب الطريقة الجديدة وأقول إن النشر الالكتروني هو نشر المستقبل لذلك على الناشر أن يمسك بناصيته منذ الآن.
هناك تحولات خطيرة وكبيرة جداً وسوف يشهدها الكتاب من مفهومه التقليدي إلى مفهومه الجديد.. نحن نرعى هذه المرحلة الانتقالية ودور الناشر فيها وكيف يستطيع معالجتها وفي طليعتها مشكلة العزوف عن القراءة التي نعاني منها في الوطن العربي.
غلاء الكتاب.. حجة
أما عن القارىء والقراءة.. وعزوف الناس عن الكتاب أين تكمن مشكلاته فيرى أ. سالم القارئ عزف عن القراءة ونتيجة عزوفه بحث عن الذرائع بدليل أن الاحتياجات الأخرى الاستهلاكية قد تكون أغلى من الكتاب بكثير.. كلمة غلاء الكتاب ناجمة عن قضية العرض والطلب.. هولايريد الكتاب حتى لوقدم مجاناً، لايريدأن يقرأه..
وللكتاب المترجم حصة من الحديث، فما دور الاتحاد في ذلك يقول أ. سالم: الترجمة هي في جزء كبير مهمة الناشر ونحن الآن في هذا العصر عصر تبادل المعرفة ينبغي أن نكسر الحواجز بين اللغات ونترجم قدر الإمكان وندعو الغرب أن يترجم عنا ويفهمنا كما يجب أن نفهمه.
حق يراد به باطل
سعيد البرغوثي- دار كنعان يرى أن هموم النشر كبيرة وتتلخص عملياً بإصدار الكتاب وتسويقه.. ومشكلاته تاريخية وليست طارئة أو جديدة وهي تعترض عملية النشر والتي هدفها الأساسي إصدار كتاب وإيصاله للقارىء.. العوامل الاقتصادية وعجز المواطن عن شرائه ليست هي السبب الوحيد ولكن كأننا نقول: (حق يراد به باطل) فهناك أسباب أخرى وأولها العامل التربوي، فالأسرة من المفترض أن تؤسس الطفل منذ سنواته الأولى وتعويده على القراءة ولو خمس دقائق يومياً وبوقت محدد وهذه تصبح عادة ومن ثم حاجة ومن هنا تؤسس قارئاً يهتم بالكتاب..
الكتاب بإيجاز شديد هو وعاء معرفي وروحي ينبغي تعميمه من خلال معارض الكتاب ورمزية سعر الكتاب.. الورق ودعمه.. أما عن الحلول التي أوجدتها دار كنعان لتسهيل وصول الكتاب إلى القارىء فقد أنشأ أ. البرغوثي مشروع (أصدقاء دار كنعان) وبموجبه يفتح هؤلاء الأصدقاء حساباً أو ماشابه في الدار ليأخذوا الكتب بالتقسيط المريح وفي أي محافظة كانوا يستطيعون ذلك.
ولكن المشروع لم يلق الاهتمام.
لسنا ضد الرقابة.. بل الإطالة
هيثم الحافظ - دار الحافظ للنشر
همومه كناشر سوري يرى أنها تتمحور في علاقة الناشر بالوزارات المعنية في الدول العربية جميعاً مع الجمارك مع وزارة الاقتصاد- وزارة الثقافة والإعلام كمديريات رقابة.. أما ضمن سورية فهناك ثلاث مشكلات هي مع الرقابة والجمارك ومشكلة تنظيم معارض عربية للناشر السوري وتنظيم حضور فاعل للناشر السوري في المعارض العربية.. وهذا يجب أن يكون هدفاً استراتيجياً لاتحاد الناشرين من خلال تفعيل الاتجاهين الآخرين(الرقابة- المعارض) ونحن لسنا ضد الرقابة ولكن ضد الإطالة في أمد الرقابة والوقت، والاصطفائية ضد روتينية الرقابة ونمطيتها التي يجب أن تتطلب السرعة التي تتناسب مع التطور التقني والتكنولوجي في العالم.. الرقابة مازالت تعمل بعقلية وآلية كلاسيكية بطيئة لاتعنى بهموم النشر.. فالرقابة هدفها يجب أن يكون حماية الناشر بكل أشكالها.
مانيا معروف
****
طمـــــــوح كبيـــــــر ..ولــكــــن!؟
عقد المؤتمر العام الثاني لاتحاد الناشرين السوريين في مكتبة الأسد وذلك لمناقشة جدول أعماله من صناعة النشر وتحديات عصرالمعرفة والاحترام المتبادل بين الكاتب والناشر ورغم صدور قانون اتحاد الناشرين ،فعلى الناشر تقديم نفسه كصاحب مكتبة يتعامل بالكتب ولغة الكاتب هي الوحيدة التي تسهم في تطور اتحاد الناشرين، والواجب عطاء محض وشعور بالمسؤولية ومرحلة البناء ترسي قواعد ثابتة للمهنة ونسبة الواجبات إلى نسبة الحقوق ليصل لكل حق حقه في مجتمع يُطالب أبناؤه بالحقوق والخطأ مقرون بالعمل- من لايعمل لايخطىء - تعطي المجتهد أجراً إن أخطأ وأجرين على صوابه إن تجاوز الخطأ وخطوط الاجتهاد الكل مسؤول والالتزام بالتجمعات المهنية فهي أجهزة تراقب وتفحص وتحاسب و المسؤولية التي تنبع من الذات هي من أهم المسؤوليات، فالناشر لايصنعه ترخيص من وزارة الإعلام ولاثروة ولاورقة إنما يصنعه مشروعه الثقافي وثقة القارىء به التي تضمن النقد والعتاب والإطراء.
-التقرير الإداري للمكتب التنفيذي:
لقد تأخر عقد المؤتمر الثاني بسبب انهماك الناشرين في المشاركة بمعارض الكتاب العربية والدولية المتلاحقة التي باتت سوقهم الرئيسي بعد استفحال أزمة الكتاب التي تحول بها من سلعة تطلب إلى سلعة تعرض، فأصبح الناشر معها ينتج جديداً يبحث عن قارىء بعد أن كان يستقبل قارئاً يبحث عن جديد وتحول بذلك إلى بائع متجول جوّاب آفاق لايلقي عن كاهله عصا الترحال.
ولايزال في جعبة اللجنة الثقافية الكثير من البرامج بعيدة المدى المعدة للخروج بالأمة من حالة الركود وردود الأفعال الآنية إلى حالة التخطيط والفعالية والعودة بالكلمة من حالة العطاء إلى حالة التأثير.
-المعارض العربية والدولية:
حملت لجنة المعارض على عاتقها هموم الناشرين السوريين وتذليل العقبات أمام اشتراك الناشرين بالمعارض الخارجية والداخلية لما للمعارض من حاجة ملحة للناشر لعرض إصداراته والتعرف على رأي القارىء بشكل مباشر والاتصال مع المؤلفين والمبدعين وتذليل الكثير من عقبات الشحن وخاصة إلى معرض المدينة، ولقد كان اتحاد الناشرين السوريين الوحيد بين الأقطار العربية التي تضطلع بتوكيل الترقيم الدولي المعياري isbn في بلده وباشر بتعيين أرقام الناشرين زود بها مجاناً 72 ناشراً ويطمح المكتب لأن يغطي كافة الإنتاج السوري بالترقيم الدولي خلال أقصر مدة ممكنة ودخل الاتحاد بموقع الشابكة واستطاع تحقيق التواصل بين المكتب وأعضاء الاتحاد.
ماذا يقول الناشرون؟!.
لقد تحدثنا مع السيدة مريم خيربك صاحبة دار الحارث عن مشاركتها في المؤتمر فقالت:
أشارك في المؤتمر كعضو في الاتحاد باسم دارالنشر وأنا لدي اهتمام آخر وهو أن أكتب وأنشر بنفسي من أكثر من ربع قرن وبالتالي عندي حالة رصد مباشر وغير مباشر لحركة الكتاب سواء كتأليف أو كناشرة لأن الأمرين لاينفصلان عن بعضهما، إذ إن حركة الكتاب تبدأ من قبل المؤلف لكنها عندما تصطدم بإشكاليات النثر والتوزيع تؤثر على الخطوات الأولى، ولاسيما أن عملية النشر بحاجة أكثر إلى دخول العقل الثقافي إلى جانب العقل التجاري.
كيف ترين وضع الكتاب حالياً؟.
الكتاب الآن ليس في حالة سيئة كتأليف وإن كان سيئاً فيما بعد إنما هو في أسوء حال نشر وتوزيع مع غياب النواظم والتعاون العربي والقوانين الداعمة له، ولاسيما في مرحلة نحن بأمس الحاجة فيها إلى أن نساعد ثقافتنا على الصمود في وجه مايخطط لهذه المنطقة ولهذه الثقافة.
وقد كان من ضمن الحضور الاستاذ ماهر عبد الحليم صاحب دار إقرأ والسؤال كان:
ماسبب ارتفاع سعر كتاب الطفل؟.
فأجاب أ. عبد الحليم:
في سورية منتج الأطفال ذو نوعية عالية هوبطبيعته مكلف من حيث المادة واستخدام الألوان والطباعة إلى جانب طريقة الإخراج، وهوالأساس المكلف إضافة إلى تقنية الصور والرسومات وطريقة العرض.
ما أهم مشكلات الناشر العربي؟.
إن هموم الناشر العربي كثيرة منها الرقابات في الدول المختلفة فمايسمح في سورية لا يسمح في غير سورية، إضافة إلى مزاجية الرقابات والجمارك من شحن وصعوباته والتعرفة والوضع الاقتصادي السائد في الوطن العربي، والقارىء العربي غير قادر على اقتناء الكتاب والأساس في المشكلة هي مشكلة القارىء نتحدث عن وضع اقتصادي وعدم وجود مؤسسات تعوّد الطفل على القراءة منها وزارة التربية، فالمطالعة كمادة أساسية ملغاة فلو علمنا الطفل على القراءة لنشأ جيل قارىء إضافة إلى مهمة البيت وتوجيه الأبناء للقراءة ونحن نطالب بتضافر جهود المؤسسات التربوية والحكومية والبيت لخلق جيل قارىء وتنظيم رحلات تربوية صباحية لزيارة معارض الكتب ودور النشر المنتشرة في القطر.
هويدا سوركلي