لكن أم كلثوم استطاعت إزاحتها عن القمة، فأغضب ذلك منيرة المهدية، وأخذت تحيك المكائد ضد ثومة.
ولم تجد منيرة المهدية أفضل من الصحافة فاستدعت إلى عوامتها الصحفي الشاب محمد عبد المجيد صاحب مجلة المسرح.
وأوقعته في حبها وسيطرت عليه، فسلمها مفاتيح قلبه ومجلته وتنفيذاً لرغبتها كتب مقالاً هاجم فيه أم كلثوم بشدة، وأتبعه بمقالات أخرى، نال فيها من شرفها وعفتها لكن ذلك لم يحقق أي فائدة.
ولما لم تحقق منيرة المهدية مأربها في تدمير أم كلثوم من مقالات محمد عبد المجيد، انصرفت عنه ليكتشف الصحفي المسكين أن منيرة على علاقة عاطفية مع فكري أباظة، فتأججت نار الغيرة في قلبه، وسقط مصاباً بالحمى وهو يهذي باسم منيرة، ورفضت هي كل الوساطات لزيارته خوفاً من انتقال العدوى إليها، ليسقط الصحفي الشاب صريعاً بحب منيرة المهدية عام 1927.
ومن أمثلة كيد النساء ضد بعضهن كيد المطربة ماري جبران للمطربة فتحية أحمد ، ففي أربعينيات القرن الماضي، كان في دمشق ملهى مشهور يحمل اسم (ملهى بسمار) وكان موقعه قبالة الزاوية الشرقية الجنوبية لثانوية جودت الهاشمي، وكان يغني على مسرحه كبار المطربين السوريين والعرب.
وذات مرة استضاف الملهى المطربتين الكبيرتين السورية ماري جبران و المصرية فتحية أحمد وكانت المطربتان تغنيان بالتناوب، ليلة لهذه وليلة لتلك.
وفي ليلة كان الدور فيها لفتحية أحمد وكان الليل قد تجاوز منتصفه، طلبت من عازف القانون أن يحاسب لها (يرافقها بالعزف كي تقدم موالاً)، فقال لها إن الكهرباء مقطوعة عن الإذاعة فقد أرسلت ماري جبران أحد أزلامها ليخرب الإذاعة بغية إفشال فتحية أحمد فما كان من فتحية إلا أن رمت بالميكروفون جانباً، وطلبت من عازف القانون أن يعزف لها ، ثم ارتجلت موالاً دون ميكروفون فسمع غناءها سكان حي العمارة الذي يبعد مئات الأمتار عن المسرح المكشوف الذي كانت تغني فيه فتحية في الملهى، وخاب كيد ماري جبران.