وقد اشتهر في بلاط كل خليفة أو والٍ أو ملك عربي، كثير من الأدباء والشعراء وأهل المجون الذين لا همّ لهم سوى إضحاك سادتهم بالفكاهة والنادرة.
وقد اشتهر من هؤلاء أشعب وأبو دلامة وأبو الحسين الخليع وأبو العيناء وأبو نواس... وسواهم.
وكان الحاجظ عمرو بن بحر (163-255هـ = 780-869م) إمام عصره في فن الفكاهة الذي امتلك ناصيته بإدراك واقتدار، أعانهما منه سخرية قادرة ساحرة، وهو يستهدف في الفكاهة الضحك والإضحاك، ،يروي فيهما خير ما في الحياة، وهو يقول في تحليل وتعليل ذلك:
(إنه شيء في أصل الطباع، وفي أساس التركيب، لأن الضحك أول خير يظهر من الصبي، وعليه ينبت شحمه ويكثر دمه الذي هو علة سروره ومادة قوته) ويقول في موضع آخر: (إذا أريد بالمزاح النفع، وبالضحك الخير الذي جعل له الضحك، صار المزح جداً، والضحك وقاراً).