|
العطش.. يهدد أشجار زيزون وتل شهاب مراسلون وحاجتها الماسة لمياه الري، ويخشى الفلاحون على مستقبل هذه الأشجارالتي يقدر عددها بالآلاف. وتنتج مئات الأطنان من العنب والزيتون وغيرها من الفواكه. منذ عدة سنوات ومحافظة درعا وكباقي المناطق الأخرى تعيش حالة من العوز المائي وخاصة في مجال الري وذلك بسبب قلة الهطل المطري وتوالي سنوات الجفاف عليها ما أدى إلى تراجع غزارات الينابيع وانخفاض مخازين السدود. وللحفاظ على المستوى الاستراتيجي لمياه الينابيع والبحيرات في المحافظة فقد تم دراسة ذلك الواقع بكل جوانبه وتمت التوصل إلى أن هناك المئات من الآبار الارتوازية المخالفة وغير المرخصة تستهلك كميات كبيرة من المياه الجوفية وتؤثر بشكل سلبي على غزارات الينابيع في مزيريب وغيرها وبالتالي قضت التوجهات بالحفاظ على الثروة المائية وترشيد استهلاكها وهذا الأمر استدعى تشميع الآبار المخالفة وبالفعل كان التحرك سريعاً، وتم تشميع تلك الآبار المخالفة بعد حصرها وتوثيقها من قبل مديرية الموارد المائية وبمتابعة من محافظ درعا الذي أكد في أكثر من اجتماع للجنة الزراعية وغيرها ضرورة الحفاظ على المياه وعدم هدرها وتطبيق الخطة الزراعية بشكل دقيق وعدم التهاون في قمع المخالفات حتى على الآبار المرخصة زراعياً أو صناعياً. حيث يبلغ عدد الآبار المخالفة وغير المرخصة بالمحافظة نحو 1235 بئراً حسب الإحصائيات. وتعتبر مديرية الموارد المائية بدرعا الآبار المخالفة خطاً أحمر وهي تعمل جاهدة للاستفادة من كل قطرة ماء تهطل أو تجري في أرض المحافظة وفق الخطة الزراعية والاستراتيجية المائية وأن تشميع الآبار المخالفة هو لمنع الضخ الجائر لمياه الري من باطن الأرض بسبب تراجع الغزارات والمناسيب. اتحاد فلاحي المحافظة راسل الجهات المعنية للنظر بأوضاع الفلاحين في المناطق المذكورة (زيزون- تل شهاب) من أجل إيجاد حل إسعافي لسقاية مزارع العنب والأشجار المثمرة التي بدأت ملامح العطش تظهر عليها حيث يقترح أصحاب المزارع والآبار المخالفة السماح لهم بسقاية الأشجار كل عشرين يوماً خلال أشهر الصيف تحت رقابة مديرية الموارد المائية أو أن تقوم الموارد المائية بتوفير مياه الري لحقولهم المسجلة مروية لديها.
|