تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


لقاء علمي- عربي حول اضطرابات الشخصية النرجسية

مجتمع
الخميس 25-6-2009م
علاء الدين محمد

الغاية الأساسية من اللقاء العلمي حول الشخصية النرجسية هو توضيح أهمية الذات عند الشخص كمنطق أول لتحقيقها في الحياة الاجتماعية والتفريق بين مفهوم الذات النرجسي الأناني ومفهوم الذات النرجسية الإيجابية العقلانية،

فمهوم النرجسية بالمعنى الأسطوري هو المبالغة في حب الذات . وفي الأسطورة اليونانية ( نرسيس) إنه عندما رأى صورته في المرآة وجدها بمنتهى الجمال والكمال وحاول أن يلتقط هذه الصورة ويمسك بها.. لكن كان ذلك سراباً ولا يمكن للشخص أن يلتقط خياله في السطح المنعكس، وهذا السطح له تجليات مختلفة سواء على سطح الماء أو في عيون الآخر القريب والغريب, ابتداء من الأم أو صورة ذواتنا في عيون الآخرين.‏

أخذ اللقاء العلمي الذي استضافه ثقافي العدوي طابعاً عربياً شارك فيه عدد من المفكرين من مصر والاردن والعراق ولبنان وسورية وتمحور حول اضطرابات الشخصية النرجسية. وعلى هامش اللقاء حدثتنا الدكتورة مرسلينا شعبان حسن رئيسة مجلس الادارة في مركز الأوائل للتأهيل النفسي عن أهمية مثل هذا اللقاء العلمي وعن الفائدة المرجوة منه، وكانت مشاركته حول النرجسية والجنسية المثلية، فالنرجسية في التحليل النفسي تعني التوظيف المبالغ فيه لليد و( الطاقة الجنسية) في الذات وليس في الآخر، والجنسية المثلية تعني عدم المقدرة على الحياة الجنسية السوية الطبيعية المتمثلة في تحقيق كلا الجنسين «مذكر ومؤنث».‏

حيث يتعطل السلوك الطبيعي لينكفىء كل جنس على نفسه في إشباع الحاجة والرغبة . وأشارت د. مرسلينا أن هناك ذكورة موجبة وذكورة سالبة، وأوضحت الفرق بين السلوك المنحرف والسلوك العصابي المرضي حيث أن السلوك المنحرف هو توظيف الطاقة الجنسية خارج السلوك الجنسي الغيري أو توظيف الطاقة الجنسية في رموز الجنس المغاير، كسلوك الجنس عند الفتيشيين الذين يتعلقون بأخذ آثار المحبوب ويحققون اللذة على هذه الآثار وليس مع شخص المعشوق بالكامل ، كالتعلق بكعب المرأة أو جزء من جسمها وإلغاء باقي المؤثرات الأخرى.‏

أما المفكر مصطفى صفوان يعد من أهم المرجعيات للفكر النفسي التحليلي بصورة خاصة«اللاكاني» نسبة إلى المفكر الفرنسي جاك لاكان حيث طور صفوان فكر لاكان ونقله للباحثين عبر العالم من خلال اللقاءات العلمية وبالأخص في باريس.‏

وتناول البروفسور عدنان حب الله رئيس المركز العربي للابحاث النفسية والتحليلية والذي مقره في بيروت موضوع النرجسية القاتلةالمتمثلة في نرجسية إسرائيل الذين باحوا لأنفسهم قتل النساء والأطفال وقد وضح على ضوء مفاهيم التحليل النفسي الفعل الإجرامي للكيان الصهيوني المتمثل بالنرجسية القاتلة التي تخرج عن سياق المنطق والعقل حيث أن فعلهم ليس دفاعاً عن النفس ولا انتقاماً من مقاوم بل هو تدمير للحياة ، لكن قتل الطفولة والنساء هو موت للحياة.‏

عيوب النرجسية‏

وحول عيوب النرجسية الدينية أشار الأب باولو راعي دير مار موسى الحبشي« الرهبنة الابراهيمية» أن المسيحية بكل معالمها الروحية والمتمثلة بمسيرة السيد المسيح هي مسيرة متواضعة تحارب التكبر وتركز على التواضع والوداعة في التعامل بين البشر ولكن تظهر عند بعض المسيحيين سلوكاً متعالياً ومتكبراً وينظر للاخر بأنه مرفوض وأقل مكانة وهذا كما أكده الأب باولو سيء للدين وتخريب للمعتقدات.‏

والدكتور محمد حبش وضح مفهوم النرجسية ومخاطرها عند دعاة التفكير الذي يعنى به رفض معتقدات الآخرين والتأكيد على أن معتقداتهم ومقدساتهم هي الحقيقة والصواب فقط وركز على أن الفكر الاسلامي فكر انساني بعيد عن النرجسية.‏

«في مجال العمل العيادي»‏

الدكتورة منى شرباتي من لبنان محللة نفسية تحدثت عن مظاهر النرجسية المازوشية التي تتلذذ بتعذيب النفس بعد أن تعاني من الإحباط والكف في تعاملها مع الآخر، هذا الإحباط يبدأ من مرحلة الطفولة المبكرة وتكوين الهوية الجنسية.‏

والدكتورة حنان هلسا من الاردن ركزت على الآثار السلبية المتجلية في النرجسية بالسلوك الاجتماعي ، وأوضحت بعض المقومات للتخفيف من آثار هذا السلوك واختارت منهجاً وهو العلاج النفسي المعرفي وتحدثت الدكتورة صباح التقا عن النرجسية والاكتئاب وأوضحت أن النرجسي يتمتع بمظاهر اكتئابية عندما يجد في نفسه الكمال ولا يجد منعكساً له في عيون الآخرين وهنا تحصل الصدمة وتبدأ إشكالية الذات، والآخر التي تغرقه في الاكتئاب وتشله عن العمل اليومي.‏

وشارك الدكتور طه ياسين النعمة من العراق بموضوع النرجسية المرضية والسوية من وجهة نظر الطب النفسي.‏

وتحدثت د. غراز بيلا عن النرجسية واضطراب الهوية في المرحلة المعاصرة بين الشرق والغرب. هذا الاخر الذي يعاني من الهويات الهشة ويتم استبدالها باستمرار وكأنها فوضى حيث أصبحت بنية استهلاكية تتغير مع صرعات الموضة المتبدلة، والشخصية عند الشرقيين دخلها التشويش كونهم لم يستطيعوا في المرحلة المعاصرة الاكتفاء بما عنده من موروث ثقافي شعبي وموروث صناعي بات متخلفاً ، فانفتحوا على العالم واضطربت آلية التمثل والاستفادة مما ضيع مفهوم الأنا وأصابها الاضطراب الذي يتجلى في سلوك الشباب بنسبة كبيرة، والذي نجده في التعاطي العدواني مخدرات انحرافات جنسية كلها انعكساسات لتصدع مفهوم الهوية عند الشباب في المرحلة المعاصرة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية