نشاطات المركز ومهامه وبرامجه الرامية إلى الاهتمام بالتراث الاسلامي والعمل على احيائه والحفاظ عليه في جوانبه المختلفة.
وتطرق اللقاء إلى الجهود التي يقوم بها المركز على صعيد الاهتمام بمدينة القدس وحماية تراثها والتصدي لمحاولات اسرائيل واعتداءاتها المستمرة على معالم هذه المدينة وكنوزها العمرانية والاثرية.
كما تم خلال اللقاء تأكيد ضرورة توثيق تراث مدينة القدس ومسجدها الأقصى وترميم معالمها الاثرية والعمرانية حفاظا على هويتها العربية والاسلامية.
وقدم الدكتور أرن خلال اللقاء للمهندس عطري نسخة من كتاب القدس من خلال صور تاريخية الذي نشره المركز في اطار جهوده لتوثيق تاريخ مدينة القدس ومعالمها الحضارية والعمرانية ويضم الكتاب 500 صورة نادرة عن مدينة القدس ومسجدها الاقصى خلال القرنين التاسع عشر والعشرين.
هذا وقد اختتم المؤتمر الدولي حول القدس في العهد العثماني اعمال جلساته في مكتبة الاسد الوطنية أمس.
وقال الشيخ تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين في كلمة المشاركين في المؤتمر ان القدس تحتاج إلى جهد كبير ولاسيما في ظل ما تقوم به اسرائيل من تغيير وتزوير وتزييف للحقائق التاريخية والدينية والاثرية.
واكد التميمي أنه لا يمكن مواجهة هذه الهجمة التي لا تقل عن الاستيطان وتهدف لاستجثاث الهوية العربية الاسلامية من القدس الا بالعلم والعلماء.
وجدد التميمي الشكر والتقدير للسيد الرئيس بشار الاسد لاحتضان سورية هذا المؤتمر الهام للاحتفال بالقدس عاصمة للثقافة العربية بعد أن منعت سلطات الاحتلال الاسرائيلي بقوة السلاح من عقد أي احتفالية في القدس بهذه المناسبة.
وقال التميمي: إنني أشعر بنشوة النصر على اجراءات الاحتلال التي منعتنا أن نقيم مثل هذا المؤتمر في القدس حينما عقد هنا في دمشق مضيفا ان دمشق هي توءم القدس الثقافي والحضاري والسياسي كما أن مكة هي التوءم الديني والعقائدي.
واقترح التميمي أن تتبنى منظمة المؤتمر الاسلامي توصيات المؤتمر الدولي حول القدس في العهد العثماني وأن تكون القدس عاصمة الثقافة العربية الدائمة حتى تتحرر من الاحتلال الاسرائيلي. ودعا قاضي قضاة فلسطين الامة لاستثمار احتفالية القدس عاصمة للثقافة العربية 2009 لاعادة الوعي للذاكرة بمكانة القدس في عقيدتنا وفكرنا وحضارتنا وتراثنا.
من جانبه أكد الدكتور علي القيم معاون وزير الثقافة أن الاحتفال بالقدس عاصمة للثقافة العربية لعام 2009 يستحضر عظمة هذه المدينة العريقة الخالدة خلود التاريخ.
وأضاف القيم ان المؤتمر يأتي ليؤكد ليس عراقة هذه المدينة فحسب بل عروبتها عبر التاريخ وبطلان الحجج التي يقدمها الصهاينة حول يهودية القدس.
وأشار القيم الى أن اسرائيل استولت منذ عام 1948 على نحو ألف مسجد وهدمت عددا كبيرا من المساجد والكنائس والاضرحة وصادرت ملايين الدونمات الموقوفة واضطهدت رجال الدين وقتلت آلاف الابرياء من شعبنا العربي الصامد في فلسطين.
بدوره وجه الدكتور نزيه معروف نائب مدير مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية باسطنبول أرسيكا في كلمة المركز الشكر للسيد الرئيس بشار الأسد والحكومة السورية على اتاحة الفرصة لاقامة هذا المؤتمر الهام.
وأعرب معروف عن امتنانه للجهود والأعباء التي تكبدها المشاركون الذين أتوا من القدس رغم الصعوبات والممارسات الاسرائيلية بحقهم لمنعهم من حضور المؤتمر.
كما أوصى المشاركون في المؤتمر الدولي حول القدس في العهد العثماني في ختام اعمال جلساته بمكتبة الأسد الوطنية صباح أمس بضرورة الاهتمام بقضية التوثيق والتعليم من خلال زيادة حركة البحث العلمي الخاصة بمدينة القدس خلال فترة العهد العثماني وحصر الدراسات التي جرت حول هذا الموضوع وتبويبها وحفظها خدمة للباحثين الذين يدرسون في هذا الموضوع.
كما دعا المؤتمر الى تكثيف حركة البحث العلمي حول هذا الموضوع الذي لم ينل حقه بعد من التمحيص والدراسة بهدف اظهار الحقائق والوقائع التاريخية لتلك الفترة وتقديم المصداقية العلمية لاجيالنا الشابة وتوفير الحماية القانونية للتراث الحضاري لمدينة القدس ودعم الجهود العربية والاسلامية والدولية لمنع التعديات والعبث بهذا التراث المهم من خلال دعوة المنظمات الدولية والجهات المسؤولة في المجتمع الدولي.
وأكدت التوصيات ضرورة تحقيق كل المصطلحات وأسماء الاماكن والآثار التاريخية والدينية في القدس لمواجهة المخططات الاسرائيلية لتزوير وتزييف الحقائق التاريخية والدينية والاثرية لتحويلها لمصطلحات وأسماء اسرائيلية ودعم أهل القدس وتوفير وسائل الدعم اللازمة للمحافظة على هوية المدينة التراثية والتاريخية ودعم الاوقاف ومؤسساتها في القدس والسعي الجاد الى ترميم الاثار الاسلامية والمسيحية في القدس.
ولفت المؤتمر الى دور الاعلام في توعية المجتمع ازاء خطورة ما يجري وتحديد مسؤولية وسائل الاعلام وما يقع على عاتقها من دور أساسي في تنبيه المجتمع الدولي والأطر الاقليمية والمحلية بضرورة المحافظة على هذا التراث الحضاري ثروةً هامة للاجيال الشابة والتركيز الاعلامي بأشكاله كافة على ترسيخ الذاكرة الحضارية للقدس الشريف فلسطينياً وعربياً واسلامياً ومسيحياً وعالمياً.
كما أوصى المؤتمر بتوظيف نتائجه في سياق وحدة الصف الفلسطيني والعربي وخاصة في مجالات الفكر السياسي والتوثيق التاريخي واعادة الاهتمام بدراسة تاريخ القدس في العهد العثماني بشكل موضوعي وعلمي من خلال الحياة الاجتماعية والبعد الانساني في التسامح وقبول الاخر والعمارة ووظائفها في اطار المنظور الاسلامي.
وشددت التوصيات على ضرورة اعادة النظر بمفردات القراءات التاريخية واستقراء منهجي علمي موضوعي في قراءة التاريخ العثماني جزءاً هاماً من التاريخ الاسلامي العام.
ونوه المؤتمر بدور منظمة المؤتمر الاسلامي ومركز أرسيكا والنشاطات المبرمجة التي يتخصص بها هذا المركز وخاصة في المجالات الثقافية والتراثية داعين الى انشاء مركز دراسات القدس والتنسيق مع المراكز الاخرى ذات العلاقة وترجمة بعض الكتب الهامة التي تناولت مدينة القدس باللغات الاخرى وترجمة الكتب الصادرة باللغة العربية الى اللغات الاخرى اضافة الى اصدار كتاب عن أعمال المؤتمر باللغات العربية والتركية والانكليزية.
وكان المؤتمر الدولي حول القدس في العهد العثماني قد تابع أعماله صباح أمس في مكتبة الأسد الوطنية بجلسة ختامية ترأسها الدكتور محمد قجة المستشار الثقافي في محافظة حلب حول الحرم الشريف والاوضاع السائدة في العهد العثماني ووضع السكان والهوية في القدس خلال القرن السادس عشر.
يشار الى أن المؤتمر سينهي أعماله صباح اليوم بعقد طاولة مستديرة في مكتبة الأسد الوطنية لبحث واقع القدس الراهن.