والقى الرئيس الأسد كلمة خلال العشاء رحب فيها بالرئيس بابولياس .. مؤكدا ان ما يميز العلاقة الوطيدة بين البلدين يعود الى ذلك التفاعل والارتباط الموغل في القدم بين الحضارتين العربية واليونانية اللتين قدمتا اسهامات جليلة الى الحضارة الانسانية مضيفا سيادته ان هذا يجعل من الضروري ان نعمل معا من أجل صد محاولات ازكاء جذوة الصراع بين الثقافات المختلفة واعادة العلاقة بينها الى مسارها الصحيح القائم على التواصل والتكامل والحوار واحترام الآخر وهو المسار الوحيد الذي يؤدي الى تحقيق الاستقرار في العالم.
وقال الرئيس الأسد : إن منطقتنا تمر بمرحلة بالغة الخطورة نتيجة استمرار رفض اسرائيل للسلام.. في حين ان سورية عبرت دائما عن تمسكها بالسلام مقابل اعادة الحقوق الى اصحابها.. مضيفاً انه بسبب استمرار وجود حكومات في اسرائيل معادية لفكرة السلام.. فإننا لم نصل الى السلام المنشود، وان هذا الهدف يتطلب ارادة دولية عقلانية لحسم الصراع عبر رؤية متكاملة ومتوازنة تعالج الاسباب العميقة التي تقف خلفها.
وتابع الرئيس الأسد : إن ايجاد حلول عادلة لمشكلات الشرق الأوسط وكذلك المشكلة القبرصية يقتضي عملا جادا ودؤوبا من جميع الاطراف اذ ان تجاهل هذه المشكلات يزيدها تعقيدا ويجعل من هدف تحقيق السلام والاستقرار أمرا بعيد المنال مؤكدا ان سورية لن تدخر جهدا في سبيل تحقيق هذا الهدف.
وقال الرئيس الأسد ان القرب الجغرافي بين سورية واليونان يدفعنا لبذل المزيد من الجهود لتطوير علاقاتنا الاقتصادية ولاسيما ان سورية هي اقرب منفذ لليونان الى الشرقين الادنى والاقصى.. كما ان اليونان هي نافذة تطل منها سورية على اوروبا.. وعلينا ان نعمل باستمرار للارتقاء بالتعاون الاقتصادي بالشكل الذي يمكننا من توطيد علاقاتنا مباشرة ومواجهة آثار الأزمة الاقتصادية العالمية.
بدوره اعرب الرئيس بابولياس في كلمته عن خالص شكره للاستقبال وكرم الضيافة الذي لقيه في سورية.. مؤكدا ان الصداقة بين البلدين ترسخت جذورها ونمت عبر القرون في المسار التاريخي للشعبين.
وعبر الرئيس بابولياس عن اعجابه الكبير بسورية البلد الغني بالذكريات التاريخية الهامة ونقطة تقارب الثقافات والديانات.
واكد ان السلام الحقيقي في منطقة الشرق الاوسط لا يمكن ان يتحقق ما لم تحترم كل الاطراف قرارات مجلس الامن وتسترد سورية التي تمثل مفتاحا لحل سائر المشكلات في المنطقة مرتفعات الجولان التي هي جزء من اراضيها.
كما أكد الرئيس بابولياس ان بلاده تؤيد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة.. منتقدا استمرار اسرائيل في بناء المستوطنات وبناء جدار العزل في الاراضي الفلسطينية المحتلة.
واعتبر الرئيس بابولياس ان التقدم الباهر الذي حققته سورية في مختلف المجالات اضافة الى موقع سورية الجغرافي يشكلان ميزة ايجابية خاصة لتعزيز وتوسيع التعاون بين البلدين.