وقال الرئيس الأسد إن زيارة الرئيس بابولياس تأتي تأكيداً على المستوى المتميز للعلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين والحرص على التشاور الدائم والتنسيق المستمر بينهما ونحن نقدر عالياً مواقف اليونان المتفهمة لقضايانا.
واضاف الرئيس الأسد: أجرينا مع الرئيس بابولياس مباحثات ايجابية وبناءة تعكس عمق التفاهم الذي يجمع بين البلدين حول مختلف القضايا الاقليمية والدولية واتفقنا على تعزيز التشاور على مختلف المستويات بين المسؤولين في البلدين وخاصة في ظل تسارع الاحداث في المنطقة والعالم.
وقال الرئيس الأسد: قدمت خلال اللقاء شرحاً عن رؤية سورية لتطورات الاوضاع في المنطقة وأكدنا على ضرورة تضافر الجهود الدولية لرفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني ودعم عملية المصالحة الوطنية في العراق.
واضاف الرئيس الأسد: كما بحثنا عملية السلام في منطقة الشرق الاوسط وكان هناك تطابق في وجهات النظر حول ضرورة تحقيق السلام العادل والشامل المبني على قرارات الشرعية الدولية التي تؤكد على عدم جواز استمرار الاحتلال الاسرائيلي للاراضي العربية وفي مقدمتها الجولان السوري المحتل وتم التأكيد على ان تحقيق السلام يتطلب شريكاً من الطرف الاسرائيلي والتزاماً منه بمبادئ القانون الدولي وقرارات الامم المتحدة ذات الصلة ومبدأ الارض مقابل السلام وهذا الشريك الاسرائيلي غير موجود حالياً.
وقال الرئيس الأسد: تطرقنا في مباحثاتنا الى القضية القبرصية واعربنا عن اهتمامنا البالغ بإيجاد حل لهذه المشكلة دعماً للجهود المبذولة للتوصل الى حل يؤمن حقوق جميع الاطراف. كما تناولنا خلال المحادثات أهمية الارتقاء بالعلاقات العربية الاوروبية وضرورة تعزيز التواصل والحوار بين دول المنطقة واوروبا على جميع المستويات والبناء على عمق الروابط التاريخية والثقافية والجغرافية التي تجمع المنطقتين لايجاد حلول للمشاكل التي تواجههما وتحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط بما ينعكس على أمن المنطقتين والعالم.
وشكر الرئيس الأسد الرئيس بابولياس على تلبية دعوته له لزيارة سورية ورحب به وبالوفد المرافق أحر الترحيب معرباً عن ثقته أن هذه الزيارة ستسهم في دفع وتعزيز العلاقات بين بلدينا.
من جهته عبر الرئيس بابولياس عن فائق سروره لوجوده في سورية الصديقة وقال: إنني أنقل للشعب السوري الصديق أصدق مشاعر المودة من الشعب اليوناني، هناك صداقة بين الدولتين والشعبين تعود جذورها الى فترة عميقة من العصور التاريخية وأعرب عن ارتياحي لانني أرى علاقات الصداقة التقليدية بين البلدين لا تزال متينة وقوية.
واضاف الرئيس اليوناني انه من خلال المباحثات التي أجراها مع الرئيس الأسد تأكد المستوى العالي والممتاز للعلاقات السياسية بين البلدين وبحثنا امكانية تعميقها أكثر فأكثر واتفقنا مع الرئيس الأسد أنه يجب تنمية العلاقات الاقتصادية والتجارية والسياحية والثقافية بين الجانبين لتصل الى مستوى العلاقات السياسية.
واوضح الرئيس اليوناني أن التقدم الكبير الذي شهدته سورية بقيادة الرئيس الأسد اضافة الى موقع سورية الجغرافي تعتبر مزايا لتفعيل وتنشيط رجال الاعمال وتقوية التعاون بين البلدين.
وأكد الرئيس بابولياس أن مواقف البلدين اعتمدت دائما على الايمان الراسخ بمبادئ التعايش السلمي وخاصة مبادئ القانون الدولي والشرعية الدولية. وقال كانت البوصلة تشير الى الطريق الذي تسير فيه الدولتان وهو الاحترام لسيادة وسلامة الاراضي وعدم انتهاك الحدود ومبدأ حسن الجوار واحترام الحقوق الشرعية والحل السلمي لجميع النزاعات، واعتبر أن الحل الاساسي يجب أن يقوم على حل جميع الخلافات بواسطة الحوار على أساس قرارات الامم المتحدة وليس عن طريق فرض القوة والعنف والاعتراف بالامر الواقع، مشيرا الى ان هذا ينطبق على المشكلتين القبرصية والفلسطينية.
واوضح الرئيس اليوناني أن السلام الحقيقي في المنطقة لا يمكن أن يتحقق اذا لم تحترم جميع الاطراف قرارات مجلس الامن وتوافق على تطبيقها مؤكدا على حق سورية باسترجاع الجولان السوري المحتل.
وقال الرئيس بابولياس إن اليونان بصفتها دولة عضوا في الاتحاد الاوروبي تساند بثبات ضرورة تنمية العلاقات بين الاتحاد الاوروبي وسورية والتوقيع في أقرب وقت ممكن على اتفاقية الشراكة.
وعبر الرئيس اليوناني عن شكره للرئيس الأسد وللحكومة السورية على الحفاوة والضيافة التي لقيها متمنيا للشعب السوري الصديق والعزيز التقدم والرفاه.
وفي ختام تصريحه وجه الرئيس بابولياس دعوة رسمية للسيد الرئيس بشار الأسد لزيارة اليونان في أقرب فرصة.
توقيع مذكرة تفاهم حول التشاور السياسي
ووقعت وزارتا الخارجية في كلا البلدين مذكرة تفاهم على هامش المحادثات حول التشاور السياسي وتبادل وجهات النظر بشكل منتظم بين الجانبين.