اشتكى سمير إلى المرشدة الاجتماعية في المدرسة قائلاً:
أنا أحب مدرستي كثيراً.. وأحب شيئاً آخر، إنه السؤال..نعم أحب أن أسأل وأستفسر عن كل صغيرة وكبيرة، لأني شديد الاهتمام بدروسي، وعندما يخطر في بالي سؤال ما، أثناء الحصة الدرسية، فوراً أطرح سؤالي على معلمي، فأشعر أن جميع الطلاب ينظرون إلي نظرات مشحونة بالغضب ويصاحب صوتي، صوت أنفاس مرعبة غاضبة ومستاءة تنبعث من حولي. أما معّلمي، فأصبح يتجاهلني في كثير من الأحيان، وأشعر أنه بدأ يكرهني.. لا أدري لماذا !! فالسؤال مفتاح المعرفة، وعلى الإنسان ألاّ يكفّ أبداً عن السؤال، أليس كذلك.. لكن معلم سمير قال في وجهة نظر أخرى:
في كل صباح .. أدخل إلى الصف، وأبدأ بشرح الدرس على السبورة، وفجأة وأنا منهمك بتوضيح فقرة مهمة من الدرس، وإذا بأحد الطلاب يقف ليسأل سؤالاً ما، فأحاول تجاهله ريثما أكمل الفكرة، فيلحّ علي، فأسمح له بالسؤال وأجيبه ،وبعد تشوش الأفكار الذي حدث لي ، أحاول أن ألمّ أفكاري المتشعبة ، والعودة إلى محور ماكنت قد بدأت به ، فيعود ذلك الطالب نفسه ويلحّ مرة أخرى بسؤال آخر يعطل الدرس من جديد ،وحينها يتسلل الغضب إلى قلبي وأخبره أني سأترك وقتاً في نهاية الحصة للأسئلة ، كما أنني سأعطي فرصاً متساوية للإجابة على أسئلة الجميع دون أن أفضل أحداً على آخر...
والعبرة من طرح هذا الموقف ، ألا نخطّىء سميراً ولا المعلم في هذا التصرف فكثرة الأسئلة ليست خطأ ، ولكن الخطأ ألا نختار الوقت المناسب لطرحها .