واقعا على كل الجهات والدول، بحيث غيرت تلك الانجازات رياح الاوهام العابرة من بوابات الحلف الارهابي الذي اخذ يغير من موقفه من منطلقات ذلك.
الرسائل الميدانية اخترقت صمم رعاة الارهاب فلم يكن الوضع قبل آستنة بنسختها 13 كما هو الحال بعدها، لا سيما أنها كانت الفرصة الاخيرة للإخواني اردوغان «ضامن» الارهابيين للوقوف على مقرراتها وتطبيقها بعيداً عن غريزته الارهابية التي تجعله ينتفض نجدة لهم في كل مرة يتلقون ضربات متقنة، وهذه المرة بالعودة الى الحضن الاميركي بعد أن ركلته احداث الميدان وانتصارات الحليفين السوري والروسي الى الهامش.
وكان رئيس النظام التركي قد أعلن أنه يعتزم بحث تطورات الأوضاع في إدلب مع نظيره الأميركي دونالد ترامب خلال الأيام القادمة.
تركيا كعادتها تستغل كل ما من شأنه ان يعطيها الوقت الاضافي للمماطلة والإبقاء على اوهامها العثمانية وإصرارها على استهلاك الزمن بأوهام خلبية، فهي تعمل كل ما بوسعها لتقديم الدعم للإرهاب بهدف ايقاف عجلة الجيش العربي السوري في ادلب.
وبهذ الشأن عمدت انقرة الى ارسال المزيد من الاليات العسكرية والعربات المدرعة وادخالها الى الاراضي السورية لتقديم الدعم لإرهابييها، في وقت تجاهر وتزعم بأنها تخشى على اتفاق ادلب من الفشل.
وبحسب كل المعطيات فإن تركيا هي من أجهض بشكل نهائي «اتفاق إدلب» حول المنطقة «المنزوعة السلاح»، التي نصت عليها مذكرة «سوتشي» بتراخيها تارة عن تحمل مسؤولياتها حيال تطبيق بنود الاتفاق وتشجيعها وتماهيها مع «جبهة النصرة» الارهابية وحاضنتها «هيئة تحرير الشام»، وبقية التنظيمات الإرهابية المرتبطة بها، لرفض تطبيقه وتقوية نفوذها على الأرض تارة أخرى.
أميركا بدورها تسعى الى نفس الغايات والأهداف الدنيئة في الجزيرة السورية، حيث تواصل الولايات المتحدة الأميركية خرقها للقوانين الدولية ودعمها للتنظيمات الإرهابية في سورية من خلال ما تقدم عليه، وخلال الساعات الماضية أدخلت واشنطن قافلة جديدة مؤلفة من عشرات السيارات والآليات المحملة بمعدات عسكرية ومساعدات لوجستية بشكل غير شرعي إلى مدينة القامشلي دعما لميليشيا «قسد» الانفصالية التي تحاصر عشرات آلاف المدنيين في مناطق انتشارها بمباركة قوات احتلال أميركية في منطقة الجزيرة السورية.
مصادر أهلية من مدينة القامشلي وريفها رصدت دخول قافلة من 200 شاحنة بشكل غير شرعي عبر معبر «سيمالكا» النهري الذي يربط بين منطقة كردستان شمال العراق والحسكة حيث شوهدت القافلة وهي تعبر حي الهلالية غرب مدينة القامشلي متجهة إلى منطقة رأس العين شمال غرب مدينة الحسكة بنحو 85 كم بالقرب من الحدود التركية.
وهي ليست المرة الاولى فلطالما عمدت أميركا الى تقديم الدعم لكل الفصائل الارهابية والانفصالية بمختلف مسمياتها.
ميليشيا «قسد» التي تسعى جاهدة لأن تجد لنفسها موطئ قدم في ظل كل المتغيرات الحاصلة والتي تصب في عكس اوهامها الانفصالية على الرغم من كل الدعم الاميركي بعد أن استشعرت قرب انتهاء أجلها.
فمنذ أن تم الإعلان عن المحادثات التي تجري بين تركيا وأمريكا حول مشروع ما يسمى»المنطقة الآمنة» المزعومة، بدأ العديد من متزعمي مرتزقة «قسد» الإعلان عن تخوفهم من الموقف الأميركي إزاءهم، حيث شدد البعض على أن واشنطن حليف لا يمكن الوثوق به، لافتين إلى ضرورة التوجه نحو الحوار مع الدولة السورية، كما ناشد أحد متزعمي «قسد» الدولة السورية بضرورة التدخل شمالي شرق سورية، لحمايتهم من العدوان التركي، وبعد أيام تم الإعلان عن الوصول لاتفاق حول «المنطقة الآمنة» المزعومة.
فكل ما يجري على الارض يوحي بتفضيل أميركا لمصالح حليفتها تركيا عن مصالح الأجير الكردي في سورية، الأمر الذي دفع بحسب محللين الانفصاليين إلى إعادة التفكير في خيارهم المتعلق بتبعيتهم العمياء للولايات المتحدة، في حين أنه ليس من مصلحة أميركا في المرحلة الحالية خسارة تحالفها مع «قسد»، فتوجهت إلى محاولة طمأنتهم من خلال التعزيزات العسكرية التي أرسلتها لمواقع سيطرتهم في الجزيرة السورية ومنها المساعدات الاخيرة والتي تقدر بـ 200 شاحنة.
الى عفرين التي احتلتها قوات النظام التركي وهجرت آلاف المدنيين منها، حيث تستمر انتهاكات الفصائل الارهابية الموالية لتركيا في المناطق هناك بحق المدنيين، حيث اكدت مصادر اهلية بأن الفصائل الارهابية الموالية لتركيا والتي شاركت في عملية «غصن الزيتون» واحتلت على إثرها مدينة عفرين، تختطف المدنيين من أحياء المدينة وتقتادهم إلى جهات مجهولة بهدف دفع الفدية وإرغام المواطنين على الخضوع.
وإلى جانب عمليات الخطف، تستمر الفصائل الارهابية بسرقة ممتلكات المدنيين وتهجيرهم من بيوتهم، وذلك بالتهجم على منازل المدنيين وإجبارهم على الخروج من منازلهم من اجل السرقة.
على الصعيد الميداني تمكن الجيش العربي السوري من السيطرة على اللطامنة وكفر زيتا وتل فاس ولطمين ضمن الجيب المحاصر في إطار تقدمه لتحرير الريف الشمالي بالكامل لحماة من الارهابيين.
وبسيطرة الجيش العربي السوري على اللطامنة يكون قد أنهى ما اصطلح على تسميته بـ «مثلث الموت» الذي ظل سنوات مصدرا للقنص وإطلاق القذائف الصاروخية التي قتلت وأصابت آلاف المدنيين في البلدات والقرى الآمنة وخاصة مدينتا محردة والسقيلبية والقرى والبلدات المجاورة لهما.