رسائل متعددة ومتنوعة ترسلها دمشق (كناية عن سورية) إلى العالم، لم تتوقف عند الاقتصاد ولم تنته عند المجتمع، فحماية الصناعة الوطنية وإحلال صناعة بدائل المستوردات رسالة اقتصادية مهمة للعالم أن سورية لن تلبس إلا مما تصنع، وموسم القمح -بالرغم من نار الحقد- بكمياته الكبيرة المستلمة رسالة أخرى تؤكد أن سورية لن تأكل إلا مما تزرع.. ولهذا وذاك لم تقبل سورية إلا مشاركة أبنائها كافة بانطلاقتها الجديدة.. فكانت المباشرة بإعادة الخضراء إدلب إلى حضن وطنها رسالة واضحة يعيها الجميع أن سورية سيدة نفسها وقرارها وعلى كل الصعد.
كل سلعة صنعتها سورية ووصلت إلى بلاد ما كانت بمثابة رسالة.. وكل فريق رياضي أو علمي أو حتى اقتصادي شارك ووضع بصمة كانت رسالة.. أما اليوم ومع الدورة الواحدة والستين يبدو أن المشهد اختلف جذرياً ليس فقط على المستوى العام أو الظاهر، بل حتى في باطن عقل وذهن المواطن نفسه، فالإصرار على الحياة لا يكون بتصريح أو حتى بفعل بل يكون بالفطرة وبما يمليه باطن العقل.. وهو أمر تأكد مع الدورتين الماضيتين..
اليوم تبدو رسالة السوريّ إلى العالم مختلفة تماماً، فلم تعد المسألة تجاوز حرب أو تطويق عقابيلها، بل المسألة لديه أن الحرب باتت وراءه والحياة أمامه وأولاده تأسيساً لسورية الغد.. والبلاد تحتاج كل مخلص ليعمل ويبدع، وإن كان من أولوية في الفترة الحالية بعد تحرير الأرض والأمان فهو الاقتصاد تطويراً وتحديثاً.. وهو ما يُنفّذ..
أعلام متعددة ومتنوعة سترفرف على أرض مدينة المعارض من الثامن والعشرين من آب وحتى السادس من أيلول.. منها ما هو صديق ومنها ما يبغي إعادة الصداقة.. ولكن المهم أن العجلة قد دارت ولا عودة للوراء.. فالوقت لم يعد وقت حديث عما مضى بل عما هو آتٍ.