تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الشجار .. هل بات الخيار الوحيد لمعالجة مشاكل الأزواج؟

مجـتمع
الأربعاء 29-6-2016
فردوس دياب

الشجار بين الزوجين .. هل بات الخيار الوحيد لمعالجة مشاكل الأزواج؟ .. سؤال بات يتردد بكثرة الى درجة انه أصبح يتصدر معظم اللقاءات والاجتماعات الاسرية، بسبب أن هذه المشكلة بدأت تتدحرج ككرة الثلج وبتسارع لافت مدفوعة بالظروف الصعبة والعصيبة التي يمر بها الوطن منذ نحو ستة سنوات

والتي أدت الى خلق حالة من الإحباط والتوتر النفسي في المجتمع السوري انعكست بشكل مباشر على الحياة العامة والخاصة ودفع ثمنها بشكل كبير الأبناء الذين هم الضحية الأبرز لكل ارهاصات وتداعيات واثار الحروب والأزمات.‏

المتنفس الوحيد‏

بحسب بعض اللقاءات التي أجريناه مع عدد من الأزواج والزوجات والذين رفضوا نشر أسمائهم فإن الشجار بين الزوجين بات يسيطر على البعض الكثير من الاسر على اعتبار أنه المتنفس الوحيد لكلا الطرفين لينفثا من خلاله همومهما وسمومهما، الى درجة انه بات ضيفا ثقيل الظل وشبحا مخيفا يلقي بعواقب حضوره الوخيمة على كامل أفراد العائلة.‏

لن نخوض كثيراً في أسباب الخلافات والمشاكل الزوجية لأننا قد ندخل انفسنا في متاهة حقيقية بسب تشعباتها وتعقيداتها ,تفاصيلها الكثيرة التي ضاعفتها وزادت من وتيرتها الظروف الاستثنائية التي يمر بها الوطن، لكننا نتطرق هنا الى الشجار وقد اصبح طريقا وخيارا وحيدا وسهلا لمعظم الأزواج لحل مشاكلهم الزوجية بغض النظر عن ماهيتها هروبا من حلها ومواجهتها أو جهلا بتداعياتها الكارثية على المدى البعيد على الزوجين خاصة والاسرة على العموم.‏

وجبة أساسية‏

لقد أصبح الشجار بين الزوجين وجبة أساسية على مائدة الاسرة تضاف الى وجباتهم الأخرى التي باتت متخمة بالهموم والاوجاع والمشاكل والضغوطات الاجتماعية التي تتزايد وتتضاعف نتيجة ظروف الازمة وعواقبها الوخيمة على جميع افراد الاسرة الذين يعتري جلهم التوتر والإحباط بسبب انحسار الخيارات وصعوبة الظروف وغلاء الأسعار، وهذا ما جعل من كل هذه الأسباب مجتمعة قنبلة موقوتة جاهزة للانفجار بأي لحظة مهددة بإطاحة كامل أفراد الاسرة.‏

لكن بعيدا عن كل الظروف والمسببات الحقيقية التي تقف خلف الشجار الزوجي، فإنه يمكن القول :إن الشجار يعتبر من اهم الامراض الاسرية التي تصيب الاسر المتفككة والضعيفة، ومما يزيد في استفحال هذا المرض الاسري هو جهل الزوجين في كيفية التعامل مع هكذا حالات وعدم تفهم كل طرف للأخر بسبب الكثير من الامراض الاجتماعية التي تصيب الكثير من الأزواج كالنرجسية العالية والغرور المفرط والتجاهل القاتل لمشاعر واحاسيس الطرف الاخر- كالزوج المغرور الذي يتعامل مع زوجته بكل فظاظة وغلاظة وقلة احترام وكأنها عبدة وخادمة تعمل عنده، خاصة إذا كانت الزوجة ربة منزل ولا تعمل أو أقل منه تعليماً وثقافة وهذا ينطبق بالمقابل على الزوجة التي تعاني من نفس الامراض الاجتماعية أيضا.‏

كحل وعلاج حقيقي وحتى لا يتحول الشجار بين الزوجين الى حالة صدامية لها تداعياتها الكارثية على الاسرة بأكملها فإنه يمكن تجنب الشجار من خلال الحوار الهادئ والابتعاد عن كل مسبباته التي تولده وتهيجه وتحرض عليه وتساهم في تسخينه وزيادة اشعاله ومحاولة عدم دحرجته ليكبر، خاصة اذا كان النقاش عقيما ومن دون سبب وبلا هدف ولا يوصل الى أي نتائج وهدفه الوحيد هو التنفيس عن الضغوطات، ومن هنا يظهر دور الزوجة التي تتحمل العبء الأكبر في هذا المجال، خاصة اذا كانت اما و ربة منزل من خلال محاولة نزع فتيل هذا الشجار او من خلال نزع المبرر اذا كان هذا الشجار متعمدا من قبل الزوج لخلق مشكلة ما بهدف التهرب من المسؤولية والواجب او بهدف الترويح عن النفس، خاصة ان بعض الأزواج يعتبرون الشجار عادة مستحبة ادمنوا عليها ويصعب التخلص منها كونها تحقق لهم العديد من الأهداف دفعة واحدة ذكرنا معظمها كما أسلفنا (التنفيس والتهرب من المواجهة ومن المسؤولية ووو الخ).‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية