رغم انتشار أدوات نقل المعرفة والمعلومات بشكل كبير بين الناس، إلا أن المعلومات غائبة، فما الذي يجعل الشباب والشابات رغم تماسهم مع مصادر المعلومات لا يعرفون الكثير منها، هل هو ضغط الدراسة والنظام التعليمي والاعتماد على الحفظ فما إن تنتهي الامتحانات، حتى ينسى الطلاب كل ما تعلموه، أم انشغال الأهل عن الأبناء وعدم ايلاء موضوع القراءة بهدف الاطلاع وتدريب الذاكرة الاهتمام المطلوب هو السبب، مع تركهم دون متابعة على شاشات التصفح.
إن تلك الأسباب مجتمعة تجعل علاقة الشباب بالقراءة من أجل المتعة والفائدة وتدريب الذاكرة اللغوية والفكرية، غير صحيحة وغير مثمرة، فتجتمع كثافة المناهج والاعتماد على الحفظ، مع عدم اهتمام الأهل ليبتعد الأبناء، و يلجؤون للمعلومات السطحية والكثيفة، حتى الأندية الصيفية المنتشرة في بعض الأحياء تكاد تنعدم فيها أنشطة القراءة، وتخصيص حصص لقراءة بعض الكتب والقصص المناسبة، رغم الاهتمام بالموسيقا والرسم.
إن الاهتمام بالقراءة هو من الأمور التي يجب أن لا تغفل عنها الأسرة ولا تغفل عنها الدولة ، فهي أوّل وسيلة للتعلّم وأقدمها و من خلالها يكتسب الإنسان المعارف والعلوم.
وهي تمنح القدرة للتعلّم الذاتي و لتقوية شخصيّة الإنسان لما لديه من معلومات وخبرات قد قام باكتسابها من القراءة في شتى مجالات الحياة ، و فرصة لاستثمار الوقت وعدم هدره على ما لا ينفع.
لذلك يجب على الدولة أن تضع برامج تشجع على القراءة، وعلى الأهل أن يهتموا بكتاب البيت مثل اهتمامهم بالأكل والشرب.