وأضاف المصدر إن الاتحاد العام للفلاحين لم يتفاجأ لحظة سماعه نشرة أسعار مبيع مادة الفروج لا بل على العكس كان متأكداً من تسجيل هذه الزيادات إلى جانب زيادات أخرى مرتقبة خلال الأيام المقبلة، والدليل على ذلك هو التحذيرات والنداءات والصرخات التي أطلقها مجلس الاتحاد العام في اجتماعه الأخيرة حول المعاناة التي يعيشها قطاع الدواجن منذ أشهر، والسبب من وجهة نظر الاتحاد مرتبطة بقرارات وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية التي منحت بموجبها الأولوية (ميزة تفضيلية) لتاجرين للقيام بعملية ليست فقط استيراد المواد العلفية وتحديداً الصويا بل واحتكارها والتلاعب بالكميات المعروضة في الأسواق المحلية وبالتالي بالأسعار وهذا هو السبب الرئيس وراء حالة الجنون التي تم تسجيلها في المحال والأسواق، أما الحديث عن ارتفاع درجات الحرارة فهذا قد يكون حادثاً ثانوياً طارئاً لا مباشراً لا بل حادثاً طبيعياً يصيب ليس قطاع الدواجن فحسب بل قطاع الثروة الحيوانية بشكل خاص والنباتي منه بشكل عام.
وأشار المصدر إلى أن عدم التحرك الجاد باتجاه دعم مؤسسات القطاع العام وتحديداً المؤسسة العامة للدواجن والمؤسسة العامة للأعلاف كان له أثره السلبي على القطاع، على الرغم من المرسلات التي أجراها الاتحاد العام للفلاحين مؤخراً مع رئاسة مجلس الوزراء ووزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية ووزارة المالية بهدف تنشيط دور المؤسسة العامة للدواجن ودعمها بكل ما تحتاجه للمحافظة على ديمومة العملية الإنتاجية في منشآتها التي لم تتوقف للحظة طوال السنوات الخمس من عمر المؤامرة الكونية التي تتعرض لها البلاد ولاسيما لجهة تنشيط ودعم عملية التربية لدى صغار المربين إلا أن تلك الجهات لم تحرك ساكناً باتجاه دعم مؤسسة الدواجن، يضاف إلى ذلك عدم السماح للمؤسسة العامة للأعلاف باستيراد مخصصات قطعان الثروة الحيوانية من المواد العلفية ومن ضمنها الدواجن، وتوزيع تلك المواد على القطعان ضمن الدورات العلفية التي تفتتحها المؤسسة دورياً على مدار العام.
وأوضح المصدر أن عدم فتح باب استيراد المواد العلفية على مصراعيه أمام جميع المستوردين من شأنه أن يعكس ارتفاعاً على أسعار مادة البيض أيضاً.
فجوة كبيرة
المهندس سراح خضر مدير عام مؤسسة الدواجن أكد أن موجة الحر الشديدة التي تتعرض لها البلاد كانت السبب الرئيس وراء نفوق عدد كبير من الفروج وحدوث فجوة كبيرة بين الكميات المعروضة في الأسواق والطلب المتزايد خلال شهر رمضان المبارك واقتراب فترة الأعياد.
تسعير قسري
مصدر قال إن ارتفاع أسعار الفروج بشكل كبير مرتبط بعاملين الأول هو الخسائر التراكمية الناجمة عن سياسية التسعير القسرية الذي تمارسها وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك التي تتجاهل فيه تكاليف الإنتاج الفعلية ما أدى إلى عزوف قسم كبير من المربين من دائرة الإنتاج وبالتالي انخفاض الكميات المعروضة من المنتجات، يضاف إلى ذلك زيادة الطلب نتيجة عدة عوامل منها شهر رمضان المبارك وعيد الفطر السعيد وارتفاع أسعار اللحوم الحمراء (غنم + عجل) حيث يوجد تناسب طردي بين زيادة أسعار اللحوم الحمراء وزيادة حجم الطلب على أسعار اللحوم البديلة (دواجن + أسماك).
وبين أن العامل الثاني يعود إلى ارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج كافة من أعلاف وأدوية بيطرية ولقاحات ومواد تعقيم، وأخيراً ارتفاع أسعار مادتي المازوت والبنزين فضلاً عن انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة ما يعني اللجوء إلى المولدات الكهربائية في الحظائر المغلقة التي تعمل بشكل آلي (اتوماتيكي) بحاجة إلى مراوح لتبديل الهواء الموجود داخل الحظائر بشكل مستمر بهدف خفض درجات الحرارة وتشغيل معدات الإنتاج، أما الحظائر المفتوحة فهي الأخرى تحتاج إلى استخدام مراوح لدفع الهواء بسرعة ضمن الحظيرة لضمان عدم حدوث نفوق بين القطعان نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، إضافة إلى تبريد مياه الشرب للقطيع كون الدجاج يشرب المياه بدرجات تتراوح بين 15 ـ 18 درجة مئوية وهذه الأمور مجتمعة تحتاج إلى كهرباء.
ارتفاع أسعار المحروقات
بدوره أشار رئيس جمعية حماية المستهلك عدنان دخاخني إلى أن ارتفاع أسعار المحروقات انعكس سلباً على أجور النقل التي سجلت هي الأخرى أرقاماً كبيرة جداً أثرت هي الأخرى على أسعار المنتج في السوق وصرف مبالغ كبيرة لقاء استجرار مادة المازوت اللازمة لتشغيل المولدات الكهربائية، فضلاً عن تداعيات موجة الحر الشديد وتعرض قطعان كبيرة للنفوق وانخفاض الكمية المعروضة في السوق المحلية، يضاف إلى كل ذلك والأهم انخفاض القوة الشرائية لذوي الدخل المحدود الذي كان أول المستشعرين لغلاء أسعار مادة الفروج.