خبا أتونها على أرض أبية عنود,لم ترتض للجبناء المفسدين موطئ قدم , أرض بتول,أرض الجنوب الذي مازال يشمخ نازفا,غير آبه بجروح المدرعات الهمجية محتضنا بحب جثمانات شهداء الأمة الطاهرين.
أشاهد فلول الجبناء وأتساءل ماذا سيروي هؤلاء عن حرب فاجأت الكثيرين وصدمتهم?عساكر غرر بهم قادة القتل والإرهاب,أوهموهم بأنهم خيرة ما لديهم من المرتزقة,وعشاق الدم,ألوية كاملة من نخبة جيش مدجج بأحدث وأعتى الأسلحة الفتاكة الطازجة...!
لا يدري العائد من هؤلاء الفاشلين ماذا يقول لأهله أو لأخوته,أو لأطفاله الذين وقعوا على صواريخ ذكية وقنابل محرمة دوليا,بحملة هدية لأطفال لبنان...
والذين وضعوا آمالهم وأحلامهم وهواجسهم العنصرية في عساكر افتقدوا الحجة والضمير والأخلاق وكل ما يمت للإنسانية بصلة...
أيقول إنني دخلت أرض لبنان وقلبي يكاد يسقط بين قدمي?أم يقول إنه فوجئ بأسود تنقض عليهم كما لم يحدث في قصص الخيال?أم يقول لهم إنه بالكاد خرج من دبابة الميركافا الرابعة وهي تشتعل سعيرا لا يوصف?تاركا وراءه عشرات العساكر النخبة يتراكضون هنا وهناك,وهم يصرخون بأعلى صوتهم مذعورين يصطك أحدهم بالأخر لاهثا ليعثر له على مكان يؤويه من لعنات التاريخ?
أىقول لمن انتظره عائدا مظفرا إنه بلل ملابسه كما كان يفعل في سني الطفولة الأولى...?ماذا يقول بحق الجحيم...?
أيقول إنه دمر بطائرته بناء كاملا فوق طفلتين أو أكثر,في الضاحية الجنوبيةو قانا وغيرهما,بينما لا يزال بركان المقاومة يصلي رفاقه من عساكر الاحتياط حمما لا تهدأ....?
أم الأفضل أن يركن رأسه على وسادة اليأس الأبدي,ويفكر مليا وبذهول من سمع بأن وجوده في هذه البقعة ليس طويلا....!