التقيته لأسأله عن دور الفنان في مثل هذه الظروف وما الصرخة التي اطلقها امام ما يحدث في لبنان,وعن المونولوج الشعبي الذي كاد يختفي?
عن دور الفنان في مثل هذه الظروف أجاب:
هناك نظريتان بالنسبة للفن احدهما تتبنى مقولة الفن للفن والاخرى تتبنى مقولة الفن للشعب وانا مع الثانية لان الفن بنظري رسالة هي نوع من التقويم لمظاهر شاذة يعكسها الفنان بأعماله إن كانت درامية أو أغنية أو لوحة فنية,يقع على عاتق الفنان مسؤولية كبيرة لرفع معنويات الشعب,فعندما يكون هناك حادث جلل كالذي يحدث في لبنان من مذابح وجرائم وقتل للطفولة يهتز لها الإنسان العادي فكيف بالفنان?وهنا أؤكد ان الاغنية الوطنية لها تأثير كبير لانها تعبر عما يجيش في صدر المواطن وتمنياته واحاسيسه فتبث بروح المقاتل نوع من التواصل بينه وبين المواطن وتشعره ان هناك من يدعمه ليواصل مسيرته القتالية بإيمان,هونوع من الدعم المعنوي للمقاتل وللمواطن,عندما نستمع الى اغنية وطنية خاصة عندما تكون قريبة من مفهومنا نرددها ويرددها كل انسان صغير أم كبير لان الانسان بحاجة لما يعبر به عن مشاعره,وأكبر دليل على ذلك ان لكل الجيوش في جميع انحاء العالم فرقة موسيقية حماسية اسمها الفرقة النحاسية لتبث الحماس في نفوس الجنود بآلات النفخ والايقاعات القوية وانا أذكر أني عندما كنت طفلا لا يتجاوز عمري الثامنة,اذا مرت امامي فرقة موسيقية عسكرية للجيش أو للشرطة كنت أتبعهم وامشي وراءهم بشغف,خاصة وهم يعزفون الاغاني الحماسية.
> ترى ما الذي قدمته بهذه المناسبة?
> > بحكم واقع شخصيتي الشعبية عندما افكر في أي عمل حماسي وطني ألجأ الى الاهزوجة الشعبية لأنها أقرب للوصول الى قلوب الجماهير لذلك نلاحظ أن كل الذي قدمته بهذا المجال اتسم بهذا الطابع وآخر ما قدمت في هذه المناسبة اغنية كتبتها بنفسي من انفعالاتي واحاسيسي,أو بالأحرى هي اهزوجة بعنوان(بسمة وطني)قلت فيها:
رجعت بسمة وطني والله رجعت والله
الحارس الله ياجنود الله الحارس والله
بوحده كلمة شدوا الهمة والخاين خصيمو الله
رجعت بسمة وطني والله يلله يا جنود الله
يا أبطال الوعد الصادق يليي عليتو البيارق
نحنا منكن..نحنا إلكن حتى يأتيكن نصر الله
رجعت بسمة وطني والله يلله يا جنود الله
على طريق العز مشينا نحقق رسالة نبينا
بدنا نحرر أراضينا ومارح نتراجع لا والله
الشعب العربي كله بينادي جبل وبحر وسهل ووادي
دايم عزك أرض بلادي بالروح منفديك والله
أعداء الأمة العربية وتلاميذ الصهيونية
صابتهن حمة وبردية وبالإيمان انهزموا والله
رجعت بسمة وطني والله يلله ياجنود الله
> اين المونولوج?لماذا بدأ يختفي من أنحاء كثيرة في الوطن العربي مع انه قريب جدا من الشعب?
> > انا اسميه النقد الغنائي لقد انحسر فعلا لم يبق في الوطن العربي إلا رفيق سبيعي الذي يقدم هذا النوع من الغناء سابقا كان يوجد في كل وطن عربي ناقد غنائي والسبب ان هذا النقد بحاجة لمساحة أكبر من الحرية,ليستطيع الفنان نقل نبض الشارع وليس ما تقوله الحكومة والرقابة ليس لديها الشجاعة لتغطي هذه المساحة المطلوبة لذلك,هذه بالفعل معاناة,انا اكتب تعبيرا عن انفعال الحدث واختلاف الرؤية بين المواطن والمسؤول تقف كسد منيع لهذا انهزم معظم الناقدين الغنائيين ولم يبق على الساحة غيري,أناضل كل يوم لتأتيني الموافقة من هنا إلى هناك واغان كثيرة ما زالت على الرف ولم تنفذ,اذن لماذا نكتب?ولماذا نتابع ونصطدم?أصبح لدينا احباط ونتمنى ان تلغى هذه الرقابة لاننا نحب الوطن ولا نزاود عليه.