تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


السكن العشوائي في محافظة حمص يزداد اتساعاً... ثقافة الفساد تعطل القانون (1) مجالس المدن والقضاء والشرطة معنيون بالتطبيق

مراسلون
الثلاثاء 22/8/2006م
سوزان ابراهيم

في حزيران الماضي أكدت رئاسة مجلس الوزراء في تعميم لها على قمع مخالفات البناء انسجاماً مع القانون الخاص بذلك فالقانون رقم /1/ لعام 2003 قد صدر لقمع تلك المخالفات قبل حدوثها أو ارتكابها ولاتخاذ الإجراءات المناسبة بحق المخالفين وفقاً لأحكام هذا القانون وأكدت رئاسة مجلس الوزراء على جميع الجهات المعنية تطبيق القانون وقمع كل مخالفة أثناء ارتكابها واتخاذ الإجراءات القانونية.

في الطرف الآخر نجد وفي الجلسة التي عقدها مجلس مدينة حمص في إطار دورته العادية الثالثة بتاريخ 14/5/2006 يطرح أحد الأعضاء المسألة وبصوت عال( (بأن ذلك القانون ظل حبراً على ورق ولم تنفع التسويات التي زعمت وزارة الإدارة المحلية أنها ستقوم بها, وصارت المخالفات تشيد أمام أنظار المسؤولين وأسماعهم في مجلس المدينة والمحافظة وعلى كل المستويات وبدلاً من تناقص المخالفات السكنية بعد صدور القانون الآنف الذكر ازدادت وتوسعت بشكل واضح) ويتابع عضو مجلس المدينة عبد الباسط فهد: (قد يكون لأسلوب القمع والهدم والعقوبات الصارمة التي تضمنها القانون رقم /1/ دون أن يترافق ذلك مع بدائل متاحة لتأمين السكن اللائق للمواطن هو السبب الرئيسي للفشل في وضع حد لتضخم هذه الظاهرة.. كنا نتمنى من مجلس المدينة - والكلام ما زال للسيد فهد - تشكيل لجنة لترى الوضع في دوائر الخدمات التي ذهبت بعيداً بالتطنيش واللامبالاة ولابد من محاسبة كل المسؤولين في هذه الدوائر ليعلم الجميع أن الاستهتار بالوطن والمواطن لن يمر دون عقاب).‏

مخالفات بالجملة‏

ثمة مناطق محدثة وضمن المخطط التنظيمي لحمص مثل مساكن الادخار- مساكن الشرطة- ضاحية الوليد, تشهد مخالفات بالجملة فأين المعنيون من كل ذلك?‏

في اجتماعها مع الصحفيين في مبنى جريدة العروبة تناولت السيدة لينا الرفاعي رئيس مجلس المدينة وعدد من المسؤولين المعنيين في الدوائر التابعة كثيراً من المواضيع كان في مقدمتها مخالفات البناء حيث أكد الزملاء أن صرامة القانون /1/ ترافقت بارتفاع تسعيرة (الرشوة) وزيادة في المخالفات فلماذا?!‏

بداية أقرت السيدة الرفاعي بأهمية الموضوع وبأنه كبير وشائك ولكن كل مخالفة تحال للقضاء هل تعلمون كم يتوقف المخالف فيها أمام القضاء?! ربما لا يتجاوز الأمر بضع دقائق!!‏

التوسع في المخطط التنظيمي باتجاه الغرب‏

هناك ثلاث مناطق في الجهة الغربية من حمص يتم التوسع فيها باعتبار أن تلك المنطقة بعيدة عن التلوث البيئي الناجم عن مصفاة حمص ومعمل الأسمدة ولأنها خالية من الأراضي الزراعية فهي أراض وعرة قد يبلغ مجموع مساحتها حوالي 7000 هكتار سيتم العمل عليها خلال 40- 50 سنة قادمة لتستوعب ربما مليوناً و200 ألف نسمة أما الآن فتم التعاقد مع الجهات الدارسة على 1700 هكتار.‏

مراسيم إحداث ل 4 مناطق و15 منطقة على قائمة الانتظار‏

هناك أمران يتعلقان بمناطق المخالفات الواقعة شرق المدينة إذ تبلغ مساحتها تقريباً 28% من مساحة المخطط التنظيمي ويقارب عدد سكانها 38% من سكان المدينة إذاً هي منطقة مهمة تشغل حيزاً كبيراً ويتركز عمل مجلس المدينة على كيفية التعامل مع هذه المناطق لتأمين استقرار سكانها, هناك دراسات للوضع الراهن ويعمل مجلس المدينة على إصدار مراسيم إحداث لكل المناطق التي قسمت إلى 19 منطقة, تم إصدار مراسيم إحداث لأربع منها واقترب من نهاية العمل لاستلام كافة المناطق من كل الوحدات الهندسية لتذهب بعدها - أي الدراسات وأضابيرها - إلى الجهات العليا لإصدار مراسيم إحداثها ومن المتوقع الانتهاء من كل ذلك مع نهاية عام 2006 وبذلك تصبح حمص مدينة منظمة وعلى كل من يريد الحصول على ترخيص للبناء في هذه المنطقة أو تلك أن يفعل.‏

ما زال المواطن يخالف‏

ثمة معاناة يشكو منها مجلس المدينة فرغم وجود أربع مناطق منظمة أعلنت للمواطنين ليتقدموا بطلبات الحصول على التراخيص فإنهم ما زالوا يرتكبون المخالفات. وتقول رئيسة المدينة: بوجود تجار بناء وتجار أراض يستفيدون من الوضع لا تزال الشائعات كثيرة حول الكلفة المرتفعة للترخيص (وصلت إلى 600 ألف ليرة حسب الإشاعة!!) فيتراجع المواطن خوفاً من هذا الرقم ويلجأ للمخالفات, نحن نحاول إرسال فرق عمل إلى كل منطقة من أجل نشر المعلومات الصحيحة بأن الكلفة أقل من ذلك بكثير ونحاول تقسيط المبلغ ويعتبر المبلغ المترتب على الترخيص في منطقة المخالفات هو الأقل في المدينة وربما إذا ما صار المواطن بالصورة الحقيقية فسيلجأ للبناء بشروط سليمة فالأبنية التي تشاد تحت جنح الظلام قد يكون بعضها مهدداً بالسقوط, أجرينا في مجلس المدينة دراسة وقدمناها للجهات العليا وصدر فيها تعديل للقانون 46 يقول نصه إنه وفي مناطق المخالفات وبمجرد صدور مرسوم إحداث أي منطقة يسمح للسكان بالترخيص, علماً أن هذا الأمر لم يكن ينفذ إلا بعد أن تنهي لجان حل الخلافات أعمالها والتي كانت تستغرق عادة 4 سنوات وبعد كل ذلك نتساءل لماذا يخالف المواطن?‏

الجهات المعنية بتطبيق القانون‏

هناك 3 جهات معنية بتطبيق القانون /1/ لعام 2003 هي: مجلس المدينة والقضاء والشرطة- ولحديث الشرطة شجون - لابد من التكامل والانسجام في عمل هذه الجهات الثلاث, لقد بحثنا عدة أمور مع السيد وزير الإدارة المحلية. وفيما يتعلق بعمل القضاء والشرطة سوف تكثف الجهود, الآن نسعى لتخفيض رسوم نقابة المهندسين إلى الحد الأدنى الممكن فيما يتعلق بالترخيص وكنا نتمنى إعفاء المواطنين لكن الكلام القانوني والمالي لا يجيز لنا ذلك. إن حصة مجلس المدينة من رسوم الترخيص قليلة ولكن هناك كلفة لمهندس الدراسة الإنشائية والكهربائية الصحية للبناء وإن لم يدفعها المواطن الآن فسيدفعها مستقبلاً وهذا ما يجب أن يعرفه, ولابد أن يتحمل سكان مناطق المخالفات بعض الأعباء من كلف البنى التحتية والمرافق.‏

مخالفات ضمن التنظيم‏

غابة من المخالفات يمكن ملاحظتها ببساطة بعد أن قامت (الثورة) بجولة في مساكن الادخار والشرطة وضاحية الوليد وهي مناطق جديدة ومحدثة فلماذا تتحول كثير من الوجائب إلى محلات لكل ما يخطر على بال المواطن (حلاق- بائع خضار- مكتب عقاري- بقالية...) وتحت نظر المراقبين?! السيد نضال الصوفي مدير الشؤون الفنية في مجلس المدينة أكد ورداً على سؤال (الثورة) حول عدم وجود مراكز للخدمة في تلك المناطق الجديدة - ما يدفع بالبعض للمخالفة وتلبية احتياجات السكان - فإن هناك مراكز خدمة منفذة لكن المواطن لا يريد السير إلى مركز الخدمة الذي قد يبعد عنه 200- 300م وهذه عادة موجودة في البلد ولا أعني أن هذا مسموح به ولكن لابد أن يعتاد المواطن عادات أخرى.‏

(الثورة) لن تجيب عن ذلك بل ندع الأمر للواقع الذي يؤكد عدم وجود مراكز خدمة نظامية وإن وجدت فقد لا نكمل العد حتى ثلاثة!! من جهتها تعترف رئيسة مجلس المدينة بنقص الكادر البشري لديها بسبب عدم وجود اعتمادها أو ملاك عددي لكن رغم النقص تؤكد أن هؤلاء لو عملوا بشكل صحيح لكان أداؤهم أفضل لكن الفساد يطول بعض الدوائر وقد قمنا بتبديل عناصر دوائر الخدمات أكثر من مرة وأحلنا - ربما - 4 مهندسين إلى القضاء ولم يسبق أن حدث ذلك في كل محافظات القطر وفقاً للقانون (1) لكنها تعود لتؤكد أن الفساد ليس مسألة عناصر أو موظفين بل هي ثقافة, ونحن بحاجة إلى دعم الإعلام بكل وسائله وكذلك تضافر الجهات المعنية بتطبيق القانون.‏

suzani@scs-net.org‏

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي |  dalatione@hotmail.com | 22/08/2006 04:29

في حمص يوم بنيت منطقة القصور , وانتقل بعض أسرتي إليها, اضطررت لدخول منطقة كرهتها من اللحظة الأولى, فلا يعقل أن تكون كتلا إسمنتية مغشوشة ومتقشفة متداخلة بغلاظة, وتحشر بينها كل هؤلاء السكان تسمى بالقصور!! إلا إذا كان القصد من التسمية : قصورا في التخطيط وقصورا في التجميل وقصورا في أمانة التنفيذ, وبعد مرور السنين ربما صارت القصور التي بلا قصور أفضل مما خلفها من مناطق جديدة, إنما مراسلة إبنة أخي لي بالإيميل وهي تسكن هذه القصور طمأنتني أن المنطقة والحمد لله مازالت معيبة وتخجل أنها تسكن فيها, ومن عادة الجيران الفوضويين ألا يستعملوا درج العمارة في الصعود والنزول, فقد خصصوه لبعثرة الأغراض , وفضلوا تسلق النافذة إلى مظلة المدخل فالرصيف فالشارع, فهذه رياضة طبيعية ومجانية وتدل على الحيوية الفطرية. بقي أن أذكر لكم أن منطقة القصور كانت محشورة بين كراجات السفر المتخلف(لدرجة كنت أنتظر حافلة السفر خارج الكراج من كثرة الأنشاح) وبين سوق الهال الذي يدفع المواطن الأنيق لتفضيل الريجيم على دخول معمته الفوضوية, ولاأدري اليوم ماذا حصل للكراج المنشح وللسوق المتزعرن, إذ لم أعد أحادث إبنة أخي إلا بالجميل من الأمور.

بسمة |    | 22/08/2006 06:46

مهما علا الكلام ومهما طال الزمان ومهما كثرت الأكاذيب ومهما علق المسؤولين ومهما تذرعت البلديات بالأسباب ومهما اعتذر الجميع ومهما فتشت الرقابة ومهما عوقب البعض واستسخر الباقي ومهما نقصت الكوادر ,,,,,,فلابد من نظرة لواقع الموظف في أي موقع ( حيث يتوقع وجود فيروس منتشر في نسبة كبيرة في تفكير الموظف منذ زمن بعيد ) وهذا الفيروس تبين للمكتشفين سابقا وحاليا أنه يعطل تنفيذ القانون ويشوه سمعة المواقع البلدية منذ عشرات السنين , وأبطل مفعول الرقابة الداخلية والمركزية وشل حركتها , وكذلك أوصل كثيرمن المعنين لبناء معامل ومنشآت كبيرة , وغير ذلك ...........,, وأن هذا الفيروس لايمكن معالجته بطريقة بسيطة كما هو متوقع , اذ لابد من دواء قاتل وحجر صحي للمستشري فيهم هذا الفيروس بشكل مخيف ومقابلات فاضحة ( تتجاوز حد هيفا وهبي ونانسي عجرم ) على التلفاز من أجل الحد من انتشار الفيروس لاأكثر الا أنه يمكن تناقصه تدريجيا فيما لو كانت هناك معالجات واقعية ولجان واسعة النطاق , ويستذكرني هنا لقاء كبير مع مسؤ.........ل كبي.............رالحضور تجاوزوا ال700 من موظفين وجامعيين وغير ذلك وتحدى هذا المس........ل أنه قال أعطوني موظفا خالي من هذا الفيروس فما رأيكم يرعاكم الله

منذر حسن |  mhasan@hotmail.com | 22/08/2006 12:20

لقد ذهبت إلى السيدة لينا الرفاعي من أجل إزالة الأنقاض الناجمة من توسيع شارع في الأرمن الجنوبي (أروى بنت الحارث ) عدة مرات ولم نلقى أي تجاوب علما أن مجلس المدينة هو من قام بالهدم ولما لم يقوم مجلس المدينة وفرعه الموقر في حي الزهراء (أختصاصهم قبض رشاوي) قام أصحاب المخالفة من إعادة المخالفة على ماكانت عليه والواقع خير برهان .

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية