تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الأموات المحظوظون

رؤية
الثلاثاء 22/8/2006م
ماهر عزام

لأسباب لا أحد يعرفها بدقة لا تزال الاطروحات الجامعية في مجال النقد الأدبي في سورية مقتصرة على الكتاب الأموات,

أصر طالب ماجستير أن يختار أعمال روائي سوري موضوعا لأطروحته فكان الرد وبحزم غير مقنع: (انتظره حتى يموت كي تنجز الأطروحة) والسبب هو أن العرف الأكاديمي يقتضي أن تكون حياة الكاتب متوقفة بالموت كي تغدو أعماله قابلة للبحث والدراسة الأكاديمية!‏

لنفرض أن كاتب ما قرر التوقف عن الكتابة بوصفها مؤشرا على الحياة, هل يجوز أن نعتبره ميتا فيدخل حقل البحث الأكاديمي?‏

وفق هذا العرف كيف يمكن للدراسات البحثية أن تساهم في تطور تجربة أديب ما?‏

وهكذا أليست الدراسة عن الأموات هي تأكيد على غياب الحيوية النقدية في الجامعات?‏

ثم هل الموت مهما علا شأنه هو مؤشر لإدخال كاتب ما حيز الاهتمام والبحث?‏

ما هذا الربط التعسفي بين اكتمال تجربة الكتابة بالموت? بينما الموت هو انتهاء التجربة.‏

قد لا تكون مفاجأة أن نرى أطروحة جامعية عن كاتب سوري بوزن حنا مينا أو خيري الذهبي أو ممدوح عزام في دولة خليجية بإشراف أستاذ أجنبي, لكن المفاجأة ربما تكون في أطروحة بحثية كبرى عن تجربة شاعر أو قاص خليجي لم يسمع به سوى أصدقائه وجيرانه تُقدم بإشراف أساتذة سوريين!‏

ربما هناك من يرى في إجراء الدراسات النقدية الكثير من المجاملة والعلاقات العامة وربما المصالح الشخصية لكن المؤكد أن إعطاء جرعة حياة للدراسات الأكاديمية العليا في جامعاتنا أهم من اقتصارها على نبش القبور والاكتفاء بالعيش بين الاموات.‏

Maher_a@scs-net.org‏

تعليقات الزوار

علي محمد اسمندر |  astqsa@gmail.com | 22/08/2006 03:20

الانزلاق نحو سجال عقيم قد لا يعود بأية فائدة على الأطراف كلها، رغم أن استغراقنا لعقود في هذا السجال القصدير! و رغم ما يعلوه من صدأ أستطاع أن يقطعنا بدلاً من أن نقطعه! إن أسهل شيء على الجامعي المهزوم ، هو أن يقتل من يود الكتابة عنه لأنه عندئذ سيكون مطمئناً إلى أن العقاب في السجن سيتيح له الفرصة أن يرصد كل مايكتب عن المراد دراسة نتاجه في الصحف . ومتابعة المذياع والتلفاز مما يوفر هليه البحث والاستقصاء وكي يكون جديرا بلقبه، وليس مجرد صدى أو ظل، يجب ان يدفع مبلغا متواضعا لجهة (في اوربا) ليحصل على اللقب الاكاديمي خلال شهر على اكثر تقدير كما الكثيرين ؟؟؟؟ في وطننا !!! و في لحظات الاختبار العسيرة هذه وهنا أتذكر ما قاله ( احد اصدقائي ) في الصحيفة الغراء (ممنوع وضع الدال امام الاسم الا اذا ثبت انه (دجال ) وليس دكتورا بلقب اكاديمي ونحن مجموعة من خريجي الاكاديميات الشرقية (ايام زمان ) نعتذرعن قبول معادلات القابنا من لجنة معادلة الشهادات في وزارة التربية التي سال لعابنا ثلاثة أرباع عمرنا للحصول على اللقب والان نشف الريق ولم نحصل على ما زرعناه و خلطوا الصالح بالطالح والمشتري بالمجتهد والامي بالباحث ومنذ فترة كنا باجتماع اكاديمي وكان مع الحضور الدكتور (م -- ق) الحاصل على دكتوراه ابداع وعند استفساري عن ذلك اجاب بلغة تشبه العبرية انه حصل عليها بنشاطه الانساني والاجتماعي وخصوصا اهتمامه بقضايا الطفل واخيرا صديقي العبث مع الاموات فضيلة والقيمين على ذلك في جامعاتنا ومعاهدنا لايردون فتح النار والمناوشات مع ادباء معاصرين فربما الباحث ينعته بالتطبع او من ...

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية