حيث تكاد المدينة تغرق في أكوام القمامة المتراكمة والممتدة على مساحات جسمها وتتحول الى مدينة أشباح وللحقيقة أن تردي واقع النظافة لم يكن نتاج زمن محدود وإنما ناتج عن عجز تراكمي يتمثل في قلة الامكانات من جهة وضعف الأداء.
والمتابعة من جهة أخرى وعلى مر سنوات طوال لأنه من غير المعقول أن يعمل مجلس المدينة بآليات نظافة عبارة عن هياكل حديدية مشلولة ومعقدة لا تتناسب مع حجم وكميات القمامة المنتجة من المدينة وتزيد عن 350 طنا يوميا ومن غير المعقول أيضا أن ينحصر عمل السادة المعنيين فقط بتقديم التبريرات واطلاق الوعود الخلبية على فعل كذا والعمل بكذا دون أن يفعلوا شيئا أمام حالات الاستصراخ والاستغاثة التي دائما ما تنشدها المدينة من هذا الوجع ولا تتعدى أفعالهم حدود الجعجعة دون طحن..
وهنا إذا قلنا إن استمرار هذا الحال ينذر بمخاطر جمة إن لم يتدارك السادة المسؤولون على مختلف درجاتهم هذا الوجع لا نكون مبالغين في تشخيص الواقع بدليل الوقائع والشواهد التي يؤكدها العاملون في مصلحة النظافة والذين لا حول ولا قوة لهم فيما يحيط بهم من متاعب ناتجة عن قلة الامكانات ويشير هؤلاء العاملون الى أن سيارات النظافة في المصلحة قديمة جدا وبخاصة سيارات الضواغط التي تعتبر العصب الرئيسي للمصلحة إذ يوجد حوالى عشرة منها ولكنها لا تعمل باستثناء واحدة منها وهي أيضا بأقل من نصف عمرها الفني حيث تعمل ساعة وتتعطل أربع ساعات في اليوم وهكذا اضافة الى وجود بعض العربات التي تجرها جرارات وهي غير مجدية ويتساءل العاملون كيف يمكن للمصلحة أن تقوم بترحيل هذه الكميات الكبيرة من القمامة والتي تصل في فصل الصيف الى ما يزيد عن 400 طن يوميا بآلية واحدة وهي بالأصل مصابة بشلل نصفي.
ومع تزايد هذا الحال سواء وترديا يقر مجلس المدينة بعجزه عن فعل شيء ما لم يتم دعم مصلحة النظافة بالامكانات والآليات القادرة على تغيير هذا الواقع إذ يؤكد المهندس محمد حيو رئيس المجلس أن الآليات المتوفرة قديمة جدا وغير فاعلة ونحاول بالمقدرات المالية التي نملكها وهي بالأصل ضعيفة جدا أن تقوم بعمليات الاصلاح لبعض سيارات النظافة لرفع كفاءتها الفنية وذلك في محاولة سد الهوة الحاصلة في موضوع النظافة أو التقليل منها ولا يمكننا تجاوز هذا التردي إلا في أمرين ونعمل حاليا على تحقيقهما الأول يتمثل بانهاء الاجراءات الخاصة باستيراد سيارات الضواغط والبالغ عددها 3 والتي تم الموافقة على شرائها من قبل السيد رئيس مجلس الوزراء منذ الشهر الثاني من هذا العام وهذا أن تحقق بالسرعة الممكنة نكون قد عالجنا المشكلة ولو اسعافيا والثاني يتجسد في تلزيم النظافة الى متعهد وهذا ما تقوم به حاليا على دراسة جدواه الفنية والاقتصادية ويعتبر هذا الحل أن تحقق حلا جذريا لانهاء المشكلة وتبعاتها.
ولكن على ضوء ما تقدم يمكننا أن نتساءل ما الفترة الزمنية التي يمكن أن تنتظرها المدينة لتصبح هذه الحلول أمرا واقعيا هذا إذا ما كانت عبارة عن حلول تبريرية وتسويفية مثل سابقاتها باعتقادنا أن الواقع لم يعد يحتمل أكثر من تلك المهزلة ولم تعد هناك مساحات أخرى لنكتب فيها تبريرات نحاول أن نبرز فيها على الواجهة وبصناعة محلية فالوقت يسبقنا والمدينة على حافة الغرق ولا جدوى إلا بالعمل والفعل والمصداقية وهذا كل ما نحتاجه لكسب الزمن وتحقيق الطموح.
a-latef@maktoob.com
">
a-latef@maktoob.com