تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


وفي دير الزور الواقع ليس أفضل حالاً...الشوارع تستغيث ومجلس المدينة يقر بعجزه

مراسلون
الاربعاء 23/8/2006م
عبد اللطيف الصالح

تعاني مدينة دير الزور من سوء وتردي معظم الخدمات الأساسية ولو وقفنا عند حال النظافة كنموذج للواقع نجد غيابها يتصدر هذا السوء

حيث تكاد المدينة تغرق في أكوام القمامة المتراكمة والممتدة على مساحات جسمها وتتحول الى مدينة أشباح وللحقيقة أن تردي واقع النظافة لم يكن نتاج زمن محدود وإنما ناتج عن عجز تراكمي يتمثل في قلة الامكانات من جهة وضعف الأداء.‏

والمتابعة من جهة أخرى وعلى مر سنوات طوال لأنه من غير المعقول أن يعمل مجلس المدينة بآليات نظافة عبارة عن هياكل حديدية مشلولة ومعقدة لا تتناسب مع حجم وكميات القمامة المنتجة من المدينة وتزيد عن 350 طنا يوميا ومن غير المعقول أيضا أن ينحصر عمل السادة المعنيين فقط بتقديم التبريرات واطلاق الوعود الخلبية على فعل كذا والعمل بكذا دون أن يفعلوا شيئا أمام حالات الاستصراخ والاستغاثة التي دائما ما تنشدها المدينة من هذا الوجع ولا تتعدى أفعالهم حدود الجعجعة دون طحن..‏

وهنا إذا قلنا إن استمرار هذا الحال ينذر بمخاطر جمة إن لم يتدارك السادة المسؤولون على مختلف درجاتهم هذا الوجع لا نكون مبالغين في تشخيص الواقع بدليل الوقائع والشواهد التي يؤكدها العاملون في مصلحة النظافة والذين لا حول ولا قوة لهم فيما يحيط بهم من متاعب ناتجة عن قلة الامكانات ويشير هؤلاء العاملون الى أن سيارات النظافة في المصلحة قديمة جدا وبخاصة سيارات الضواغط التي تعتبر العصب الرئيسي للمصلحة إذ يوجد حوالى عشرة منها ولكنها لا تعمل باستثناء واحدة منها وهي أيضا بأقل من نصف عمرها الفني حيث تعمل ساعة وتتعطل أربع ساعات في اليوم وهكذا اضافة الى وجود بعض العربات التي تجرها جرارات وهي غير مجدية ويتساءل العاملون كيف يمكن للمصلحة أن تقوم بترحيل هذه الكميات الكبيرة من القمامة والتي تصل في فصل الصيف الى ما يزيد عن 400 طن يوميا بآلية واحدة وهي بالأصل مصابة بشلل نصفي.‏

ومع تزايد هذا الحال سواء وترديا يقر مجلس المدينة بعجزه عن فعل شيء ما لم يتم دعم مصلحة النظافة بالامكانات والآليات القادرة على تغيير هذا الواقع إذ يؤكد المهندس محمد حيو رئيس المجلس أن الآليات المتوفرة قديمة جدا وغير فاعلة ونحاول بالمقدرات المالية التي نملكها وهي بالأصل ضعيفة جدا أن تقوم بعمليات الاصلاح لبعض سيارات النظافة لرفع كفاءتها الفنية وذلك في محاولة سد الهوة الحاصلة في موضوع النظافة أو التقليل منها ولا يمكننا تجاوز هذا التردي إلا في أمرين ونعمل حاليا على تحقيقهما الأول يتمثل بانهاء الاجراءات الخاصة باستيراد سيارات الضواغط والبالغ عددها 3 والتي تم الموافقة على شرائها من قبل السيد رئيس مجلس الوزراء منذ الشهر الثاني من هذا العام وهذا أن تحقق بالسرعة الممكنة نكون قد عالجنا المشكلة ولو اسعافيا والثاني يتجسد في تلزيم النظافة الى متعهد وهذا ما تقوم به حاليا على دراسة جدواه الفنية والاقتصادية ويعتبر هذا الحل أن تحقق حلا جذريا لانهاء المشكلة وتبعاتها.‏

ولكن على ضوء ما تقدم يمكننا أن نتساءل ما الفترة الزمنية التي يمكن أن تنتظرها المدينة لتصبح هذه الحلول أمرا واقعيا هذا إذا ما كانت عبارة عن حلول تبريرية وتسويفية مثل سابقاتها باعتقادنا أن الواقع لم يعد يحتمل أكثر من تلك المهزلة ولم تعد هناك مساحات أخرى لنكتب فيها تبريرات نحاول أن نبرز فيها على الواجهة وبصناعة محلية فالوقت يسبقنا والمدينة على حافة الغرق ولا جدوى إلا بالعمل والفعل والمصداقية وهذا كل ما نحتاجه لكسب الزمن وتحقيق الطموح.‏

a-latef@maktoob.com‏

">‏

a-latef@maktoob.com‏

تعليقات الزوار

سامر العلي |    | 23/08/2006 13:27

شكرا لقد وضعت اليد على الجرح في مسألة خدمات مجلس مدينة دير الزور ولكن السؤ ال امطلوب الاجابة عنه هو لا تغيير المسؤولين وحده كافي لتحسين وضع المجلس وهل يملك السيد رئيس المجلس الجديد حلول سحرية وهل الاصلاح الاداري هو تغيير للاشخاص امام انها عملية دفن الرأس بالرمل للابتعاد عن المشاكال البنيوية التي تعاني منها مؤسساتنا ووالحاجة لتضافر الجهود العامة الرسمية والاهلية لحلها نتمنى تسليط المزيد من الاضواء على المسائل والاشكاليات العالقة عبر حوار مسؤول لايستثني احد بمبادرة من السلطة الرابعة ولكم جزيل الشكر

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية