تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


النفايات الطبية على رأس القائمة...كميات كبيرة من القمامة تلوث ادلب يومياً.. والمعالجة غائبة !?

مراسلون
الاربعاء 23/8/2006م
حسن العبد

نضع اليوم بين يدي الجهات المعنية في محافظة إدلب ملف النفايات الخاصة والعامة الطبية والشعبية وذلك بعد طول عناء..

في جولة انتقلنا خلالها بين مدن المحافظة والدوائر الرسمية المعنية بمعالجة هذه المشكلة بدءاً من مديرية الصحة في ادلب مروراً بأصحاب المستشفيات الخاصة ووصولاً إلى المكتب التنفيذي.. ومقالب ومكبات النفايات في المدن والبلدات وهي المصب التقليدي لكل بقايا ومخلفات السكان وأصحاب المستشفيات.‏

وذلك بعد أن أضحت مشكلة النفايات في ادلب من المشكلات التي يعاني منها عموم سكان المحافظة والمعروف أن محافظة ادلب محافظة زراعية وتجارية مستهلكة ومنتجة ويصاحب نهضتها تقدم حضاري تعيشه اليوم.‏

نقول ذلك ونذكر أن مظاهر التلوث في محافظة ادلب كثيرة ومسبباتها واحدة, ألا وهي النفايات الناتجة عن الاستخدامات البشرية والمتكدسة في مقالب ومكبات ضمن مساحات من الأراضي المحيطة بالتجمعات السكانية, وذلك لا يحتاج إلى مزيد من الايضاح فإنه على بعد 2 كيلومتر من مدينة اريحا يمكن اثبات وجود أنواع من الملوثات الضارة وأشياء أخرى لا تطيقها أي كائنات حية.‏

ويمكن تصور هذه الأشياء على أنها سموم تبرز إلى الفضاء على شكل مواد غازية وسائلة وجامدة وبعض هذه الأشياء ملموس وظاهر للعيان وكلها مصدر لكثير من الاوبئة والآفات التي تصيب الإنسان والحيوان والنبات.‏

فقد أصبحت المنطقة التي تقع بالقرب من (النيرب) باتجاه أريحا والتي تحاذي طريق عام سراقب اللاذقية منطقة ملوثة تتفاعل في سمائها مختلف الغازات, ومجالس المدن والبلدان المجاورة لمكب النفايات في (مصبين) على بيئة تامة بما يحدث من تلوث ولكنها لا تكترث بتعليمات وزارة البيئة لعدم وجود قانون صريح يلزمها ويمنعها من إلقاء موادها الملوثة.‏

وخلال الجولة التي قمنا بها في مدن وبلدات المحافظة كنا نتساءل: لماذا لا تضع الجهات المعنية حداً لمشكلة النفايات بالاعتماد على المبادرات الذاتية?‏

فالمشكلة تتفاقم والواقع يتطلب إيجاد الحلول فالمناطق المحيطة بالمدن والبلدات تحولت إلى مراقد للنفايات.‏

وأثناء جولتنا هذه تحدث إلينا الكثير ممن يبحثون بين أكوام النفايات عن (علب الصفيح زجاجات فارغة -أحذية بالية -عبوات بلاستيكية وزجاجية سليمة ومكسورة..ورق وكرتون..الخ).‏

سألناهم: عما يفعلون بما يلتقطونه من النفايات? فقالوا: كل ما نحصل عليه يعاد تصنيعه مرة أخرى لكن بلون وبشكل آخر لهذه العوادم!! فقلنا: ألا تعتقدون أن في ذلك خطراً على صحة الإنسان? فقالوا: نريد أن نعيش فقلنا: أليس لديكم وسيلة للعيش غير ذلك? فقالوا: إن النفايات في ادلب كثيرة ومتنوعة وغنية المحتوى وها نحن نبحث بينها عن ضالتنا.‏

وهناك سؤال ربما يكون قد راود بعض العقول, والسؤال هو: أين تذهب مئات الأطنان من النفايات يومياً في محافظة ادلب? وهل تبقى حقاً على هيئة أكوام? وهل يمكن الاستفادة منها? وماذا يعني حقاً البحث بينها عن بقايا استخدامات الإنسان? وكلها كما ترون أسئلة حرجة نضعها في هذا الموضوع بين أيدي الجهات المعنية في ادلب.‏

آراء‏

هناك من يرى أن مقالب ومكبات النفايات في أريحا ومعرة النعمان بشكل خاص وجميع مدن وبلدات المحافظة بشكل عام غير صالحة لمعالجة النفايات الخاصة والعامة الطبية والشعبية والكثير من الناس يروي أن وجود مقالب النفايات بالقرب من التجمعات السكانية ينعكس سلباً على الصحة العامة.‏

ونظراً لاحتواء هذه النفايات على الكثير من الاوبئة والسموم وبالأخص مخلفات المستشفيات وترى الغالبية من الناس أن المنطقة المحيطة بمقلب النفايات في أريحا أصبحت تتأثر عاماً بعد عام بالملوثات والمواد الضارة الناتجة عن تفسخ النفايات كما أن النواحي البيئية الأخرى أخذت تتدهور ما قد يؤدي إلى عدم ملاءمة البيئة للإنسان الذي يعيش فيها فهل تريد الجهات المعنية بالأمر أن تزداد نسبة الأمراض بين سكان المحافظة بسبب تلوث جو بلداتهم وماذا تريد هذه الجهات أكثر من تحول مقالب النفايات إلى مزارع تتوالد فيها الاوبئة والحشرات يومياً?‏

ألا يوضح كل هذا مدى الخطورة التي وصل إليها التلوث في الجو المحيط لمقالب القمامة في مناطق جسر الشغور وسلقين ومعرتمصرين? وأن صب نفايات مجالس المدن والبلدان في تلك المناطق بمحاذاة الطرقات العامة والأراضي الزراعية جريمة لا تغتفر بحق الناس هناك والإنسانية ككل فالاعتداء على تلك الأراضي الهشة بحفر مقالب للنفايات فيها كفيل بإحداث التلف ومن شأن ذلك التلف أن يفتك بالبيئة السليمة التي تحتاج إليها حياة الإنسان هناك.‏

مشكلة جديدة‏

المواطنون الذين التقيناهم في المدن والبلدات والتجمعات السكانية التي تحيط بها مقالب النفايات أشاروا لنا بأن هناك مشكلة جديدة برزت إلى الوجود وهي النفايات الطبية الناتجة عن استخدام المستشفيات والقاسم المشترك لمشكلة النفايات في ادلب هو الاتهام الموجه إلى المستشفيات الخاصة والعامة لعدم صحة وسلامة الأسلوب الذي تتبعه في نقل نفاياتها والأسلوب هذا يتمثل في عدم حرق النفايات في كثير من الأحيان وعملية الحرق هذه وإن تمت فهي لا تتم بشكل صحيح إذ إن الدراسات العلمية والبحوث تؤكد أن عمليات حرق النفايات الناتجة عن المستشفيات تحتاج إلى درجة حرارة لا تقل عن 1500 درجة مئوية وما فوق وعدم معالجة هذه النفايات يخل بحالة توازن البيئة ويلحق أَضراراً كثيرة بحياة الإنسان فاليوم ترتفع الأصوات في جميع المدن والبلدات في المحافظة لوضع حد لمشكلة النفايات الطبية.‏

إن مسؤولية هذه النفايات هي مسؤولية كل مواطن له صلة بالمستشفيات والعيادات النسائية وبالأخص الاطباء والقابلات والمطلوب التنبيه إلى كيفية معالجة هذه النفايات في المستشفيات وعيادات التوليد إذ إن أصحاب هذه المستشفيات والعيادات النسائية لا يملكون البديل لحل هذه المشكلة?!‏

علماً أن المستشفيات هذه والعيادات تنتج نوعاً من النفايات الطبية وهي عبارة عن نفايات تحتوي على نواتج الاستهلاك البشري ومواد طبية وأدوات معدنية وأنسجة وسوائل ومخلفات الولادة والتوليد كما شاهدناها,وكلها تحمل الميكروبات والاوبئة وهي لا تعالج!! لماذا!!?‏

وكل من زار محافظة ادلب من الجهات المركزية أكد على ضرورة إيجاد حل لمشكلة النفايات..إلا أن النفايات الطبية لم يطالب أحد بوضع حد لها!! والناس في ادلب بانتظار الحل الموعود لهذه ولتلك.‏

ونسأل الجميع أين أصبحتم في موضوع النفايات? نعتقد أنه بعد أن بدأت ظواهر التلوث تلوح في الأفق بات الحل قريباً كما نعتقد أيضاً أن صلاحية الجهات المعنية في ادلب حول هذا الموضوع لا تتعدى سوى وضع التقارير والدراسات!!‏

إذاً من المعني المباشر بمعالجة هذا الموضوع?! المواطنون في ادلب طال أمدهم وما زالوا بانتظار الفرج عبر حل يعتمد على التقارير والدراسات الصحيحة التي تؤكد على تلزيم مشاريع معالجة النفايات إلى شركات عامة أو خاصة لحرقها والاستفادة من مخلفاتها.‏

ونذكر هنا بحالة التلوث المحيطة بالنيرب والمعرة ونقول إن أزمة النفايات هذه أزمة حقيقية وإنها في حاجة إلى حل سريع وحاسم, فالاهمال لهذه الأزمة لا يعتبر حلاً لها وإهمالها قد يتسبب في المستقبل في خلق درجات خطيرة من التلوث إذا لم تتخذ الاجراءات الكفيلة بالحد من انتشار الملوثات والنفايات وخاصة التي هي من مصادر غير طبيعية ثم إذا كانت غالبية المحافظات في بلادنا المتقدمة قد عرفت مدى الخسائر الفادحة التي تصيب السكان جراء مشكلات التلوث فأقامت منشآت لمعالجة النفايات والتخلص منها فلماذا تترك الجهات المعنية في ادلب المشكلة تمر على المحافظة دون معالجتها?!‏

h-alabad@scs-net.org‏

">‏

h-alabad@scs-net.org‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية