هنا تبدأ مع هذا الإعلان التحضيرات الرسمية التي قطعت شوطاً كبيراً لاستقبال العام الدراسي ومعها تجري استعدادات من نوع آخر تتعلق بالأهالي وهي لاتقل أهمية عما سبقها فبقدر ماتشكل هذه التحضيرات حالة فرح وترقب لدى أرباب الأسر, فهي تحمل معها حالات مشروعة من القلق حول تلبية طلبات التلاميذ والطلاب وتجهيزهم بالمستلزمات الدراسية مثل الملابس والكتب والدفاتر والحقائب والقرطاسية وغير ذلك.
فالقلق لا ينطلق من الإحساس بحجم الموضوع فقط, بل من قدرة الأهل على تأمين مثل هذه المتطلبات التي تترجم مبلغاً كبيراً يرهق أصحاب الدخل المحدود في سورية.
هنا لا نتحدث عن التعليم الخاص والمدارس الخاصة لأن حجم القلق سوف يرتفع بشكل كبير أمام ارتفاع المبالغ المطلوبة للتسجيل والتي أصبحت تمثل عقبة كبيرة يحار أمامها الأولياء حول كيفية تأمين هذه المبالغ بدءاً من متطلبات الصفوف ما قبل الدراسة المعروفة برياض الأطفال التي أًصبحت استثماراً مدهشاً لمن كتب له الخوض بهذا النوع وباتوا ينظرون إليها على أنها استثمار تجاري هدفه تأمين المزيد من الأرباح هنا ترتفع الأقساط وتصبح فوق طاقة الأهالي إذ يكفي القول إن رسم التسجيل في واحدة من روضات أو رياض الأطفال في مناطق شعبية باتت تصل لأكثر من 12 ألف ليرة لكل طالب يضاف إليها مبالغ الدفاتر والكتب والحقيبة المدرسيةوالقرطاسية وغيرها فيصبح الرقم بحدود 17 ألف ليرة طبعاً دون الحديث عن أرقام قريبة تتراوح بين 5-7 آلاف ليرة إذا كان هناك التزام بوسيلة النقل.. هنا الرقم يتجاوز 20 ألفاً وهو مبلغ يكسر الظهر.
المهم أن موجة من ارتفاع هذه الرسوم بدأ الحديث عنها الأمر الذي اقتضى تدخلاً عاجلاً من وزارة التربية ومديرياتها لتخفيض هذه الرسوم إلى الحدود المعقولة.
ولاننسى تلك المدارس (خمس نجوم) التي تفرض مبالغ فلكية لا نستطيع الحديث عنها لأنها فوق طاقة التحمل.
مانريد قوله إن بداية العام الدراسي بداية للقلق الكبير عند الأهالي قلق من تأمين مستلزمات الدراسة والقدرة على تأمينها وقلق من توفرها بالشكل المطلوب والميسر, وقلق من التحكم الأعمى بأسعارها على حساب الجودة.
فمن ينصف الأهالي ويكون لهم عوناً في بسط الرقابة على أسعار المستلزمات المدرسية ومن يمنع مسألة تحرير أسعار رسوم التسجيل وكيف نستطيع التوفيق بين حبنا وشغفنا إلى تعليم أولادنا وتأمين مستلزماتهم.
أسئلة كثيرة نطرحها تعبيراً عن قلق الناس الذي نرجو أن نكون مخطئين في طرحه.. لكن الماء يكذب الغطاس كما يقال.