|
شباب في العمل الخيري...الخروج من بوتقة الأنا شباب نحن بامكاننا أن نجعلها ذات قيمة ومعنى عندما نختار دورنا من الآن ونحن اخترناه,يقول لي قيس رمضان أصغر رئيس مجلس إدارة جمعية خيرية في سورية,وأكبر أعضاء جمعيته,فهو طالب حقوق لم يتجاوز الثالثة والعشرين من عمره... ومع ذلك انتبه الى مشكلات مجتمعه الصغير في منطقة دمر بدمشق,فشكل مع مجموعة من شباب حيه يتجاوز عددهم ال(75)متطوعا جمعية الشباب الخيرية,وهي جمعية متعددة الأهداف تقدم المساعدات العينية للأسر الفقيرة,والدواء والمعاينات الطبية وتسعى للنهوض بالأسر اجتماعيا وأخلاقيا وثقافيا من خلال التوعية الاجتماعية والثقافية. مؤخرا كان لهم تجربة مميزة في مدرسة المتنبي بدمر باستقبالهم لخمسمئة عائلة لبنانية,استطاعوا العناية بهم طيلة شهر كامل مع أنهم لا يمتلكون أي رصيد مادي كما يقول رامز العبد الله نائب رئىس الجمعية,إلا أن تبرعات أهالي دمر غطت حاجة العائلات رغم أن إقامتهم كانت تكلف حوالي (75)ألف ليرة سورية يوميا. لم يلفت نظري أنهم شباب صغار ويعملون باقتناع في العمل الخيري الذي بدؤوا به قبل حوالي عام بل ما يفلت النظر أيضا دقة التنظيم والحماسة التي لم تفتر على مدى شهر كامل,بل وقال لي رئىس الجمعية بفرح قبل انتهاء الحرب اللبنانية بيومين أنه بامكانهم إعالة الأسر لعشرين يوما. شباب المدرسة الوطنية لا يقلون اندفاعا عن جمعية الشباب الخيرية,فهم يعملون طيلة العام في الأعمال الخيرية بتوجيه من إدارة مدرستهم.مساهماتهم تطال كل المجالات العجزة,مساعدات لجهات يعلمون أنها محتاجة..دار زيد بن حارثة. أىضا مؤخرا كان لهم تجربة يعتبرها كل من بشار البحرة وعدنان الجراح خاصة ومميزة في حياتهم,لأنها مقاومة من نوع خاص,فهم وإن لم يتمكنوا من المشاركة في الحرب إلا أنهم ومع خمسين طالبا متطوعا شكلوا فريق عمل طيلة شهر قدموا فيه المساعدات يوميا ل(180) عائلة في المدينة الجامعية... واذا كان الدافع بالنسبة لجمعية الشباب الخيرية والمدرسة الوطنية بالدرجة الأولى إنسانيا ووطنيا فانه يمكن أن يضاف إليه بالنسبة لجمعية المبرات الخيرية المخصصة لأبناء الجولان المصير المشترك,فعلي بن نمر إبراهيم وهو المهجر من الجولان,ولما كان طفلا صغيرا لا يتذكر تفاصيل هجرته,إلا أن جدته برواياتها كانت ذاكرته الحية,فهو لن ينسى أبدا أن تلك الجدة كانت تبحث عن قطع الخبز اليابس لتمدهم بالحياة. يقول لي وهو يعاند تأثره,هل نتركهم يعانون مثلما عانينا? ومع أن الجمعية التي ينتمي اليها إمكانياتها متواضعة إلا أنها استضافت أكثر من 1400 لبناني قدموا لهم كل احتياجاتهم كما يقول أحمد عوض الذي يدرس الصحافة ويعتبر أن عمله الخيري يمكنه أن يقدم الكثير لمنطقة الحجيرة قرب السيدة زينب لما تعانيه من مشكلات اقتصادية واجتماعية إلا أنه يشكو قلة التمويل,على عكس ما حدث أثناء استضافة اللبنانيين حيث هيىء لهم متبرعين قدموا نموذجا مذهلا في العطاء. هذه اللمحات الثلاث لأعمال خيرية شابة ليست الوحيدة. فاتحاد طلبة سورية ومن خلال مراكزه التي افتتحها في المدينة الجامعية أدار شؤون أكثر من 1700 لبناني متواجدين في المدينة الجامعية,مركزين ليس على تأمين احتياجاتهم اليومية بل وعلى الأنشطة الترفيهية خاصة الأطفال. ان الأزمة الأخيرة أظهرت أن لدينا طاقات وروح شبابية ابتعدت عن الأنا منطلقة باتجاه الآخر. ولم تنبع هذه الانطلاقة من حالات طارئة,الكثيرون من شبابنا شاركوا من خلال دوافع داخلية ساهمت في تصغير نتائج الأزمة على الناس وانتشلتهم من بوتقة الأنا...
|