استمعنا فيها الى انماط مختلفة من اصداء ثقافة المقاومة, الا ان ما استدعى كلمة الوزير في ختام هذه الندوة, كان مداخلة غير نظامية لأحد الحضور.
فثمة سوء فهم طال البعض, ومنهم الاديبة كوليت خوري, كان ذلك من خلال تعليقها (روّحنا بالمرة) ( على ما كان يتحدث به الاستاذ الدكتور (سهيل زكار) مما اثار شيئاً من السجال.
( كان لافتا ايضا التعارض بين تعليق كوليت وبين محاضرتها).
ونحن نشكر السيد الوزير لما تمتع به من رحابة صدر وحسن تقدير, في التفافه حول الموقف, حين أوضح في كلمته بعض المفاهيم , وكان مرجعه القرآن ومفاخر التاريخ , وكانت حسن الختام.
بداية تحدث الدكتور الفنان غازي الخالدي عن الفن التشكيلي ودوره كوسيلة تنقل الحدث الى المتلقي.
وتحدث الدكتور خالد نجاتي عن دور الشباب في المقاومة, والوقوف معها من خلال الثقافة التي تربينا عليها في احضان اسرنا والوطن .
الاديبة كوليت خوري , تحدثت عن ملاحظات هامة, وقف السيد الوزير عند أهمها وهي التفسير الثقافي والفكري في الصراع وقالت (انه ليس صرا ع اسلام ويهودية).
ثم تحدثت عن محاولات الذين يريدون بث الفرقة والفتنة اليهودية والطائفية ايضا.
ثم تحدث الاستاذ الدكتور سهيل زكار عن جدلية علاقة العروبة والاسلام, ( وقال السيد الوزير اثار الاخ ( احد الحضور) جلبة لأن حديث د. سهيل كان عابراً ولم يكن متأنيا, وانا لا اريد ان يحدث اي سوء فهم لمثل هذه القضايا, لأننا هنا لكي نبحث عما يربطنا ولا نبحث عما يفرقنا).
ثم تحدث الشاعر الدكتور نذير العظمة وذكرنا بقصائده بمواقف البطولات وبمواقف الخيانات بأن لكل بطولة ما يقابلها من خيانة فالضد يظهر حسنه الضد, وبضدها تتميز الاشياء.
د. رياض ( بعد ان شكر المركز ( ذاكرة الثقافة) قال: اننا نتداعى دائما في المهمات والمناسبات الجليلة لكي نتحدث وان نبحث عن لغة مشتركة.
ثم حيا الاديبة كوليت لأنها وضحت ما يجب ان نعلنه دائماً , هو ان الصراع ليس صراع مسيحية ضد يهودية ,او اسلام ضد يهودية, واستشهد بما جاء في القرآن ومن سيرة الرسول عليه السلام .
وطلب من الجميع ان يسموا فوق هذه المشاعر ( ان كل مسلم مسيحي, ولا يمكن لمسلم ان يكتمل اسلامه دون ان يمر بالمسيحية, دعونا نكبر عقولنا , الدين عند الله واحد) ثم فسر ( ان الدين عند الله الاسلام) بقوله ( ال) ليست عربية هي (ال) الجنسية , هذا الدين كله يقصد المسيحية واليهودية , شملت في الرسالة النهائية, الاسلام ,فإن آمنت بالاسلام فأنت يهودي مسيحي مسلم, لأن هناك انتماء في الاسلام الى الثقافة, لا شأن للاسلام بعمق الايمان ونوعه, يعني الاسلام بوصفه ليس ديناً فقط وانما حاضن ثقافي لليهودية وللمسيحية وللاسلام ( للاسلام بوصفه دينا ليس للاسلام بوصفه حضارة) هنا جاء د رياض بشواهد من العصر الاموي والحضارة الاسلامية, ليجعل فصلاً بين الايمان وبين الاسلام , ودعا لتوسيع الافكار , وان لا يأخذنا الشطط في فهم سيىء..
ثم اضاف: انا هنا افهم رأي استاذي ( سهيل زكار), ان لا بد من اعادة الاعتبار لحاملين للأمة, بمعناهما العريق, لكي لا يخطئ احدنا في فهم الآخر, يجب ان يعيد فهم الحوامل, كل امة تحتاج الى حوامل, الالمان عندما نهضوا, نهضوا بحوامل قومية, والآن حزب الله عندما حقق انتصاراً نهض بالايمان. فنحن بحاجة الى حوامل, ولكن لنوسع فهمنا, فإن قلنا العروبة , لا يجور ان نفهم انها نسب, وبذلك يقول الكردي اذا كانت العروبة اذا انا بخاطركم) , وان قلنا الاسلام تقول كوليت ( اي روحنا), انا اريد ان اواجه الحقائق ولكن ليس بهذا الفهم.
وتابع السيدا لوزير حديثه بقوله: انه عندما نقول العروبة, نقصد الثقافة, وليست العربية لأحد منكم بأب او بأم, انما العربية لزام, والدليل, اننا عندما نتحدث عن العروبة نفخر بصلاح الدين وهو كردي, ثم نفخر بيوسف العظمة وهو تركي في الاصول مسلم في انتمائه عربي في ثقافته ولغته, من منا يقول بأن بلال الحبشي ليس منا? انا في العروبة اعتز بالشيخ رمضان البوطي الكردي, وبالشيخ مفتينا الاسبق رحمه الله , وساطع الحصري, ومحمد كرد علي.
وخلص د. رياض الى القول بأننا عندما نقول (عربي) نقصد انتماءه ثقافيا لغوياً, وعندما نقول اسلاما نقصد انتمائه حضارياً يضم اليهودية والمسيحية والمسلمين المؤمنين بالله, واكد على ان لا نفهم بذلك تقسيما تشريحيا دينيا, لا استطيع ان الغي الاسلام من الحياة العربية لكي لا يزعل احدهم ...!!
ثم حذر من الخطاب الظلامي الذي يلغي الآخر, ودعا الى خطاب منفتح.
وتحدث عن المعركة الاخيرة في لبنان بأنها قدمت الصورة الناصعة للأمة.
لقد احتضنا في دمشق بعض الاخوة اللبنانيين, ولكن في لبنان كان الاحتضان الاعظم , فقد لجأ الخائفون المذعورون من وحشية اسرائيل, الى اخوانهم المسيحيين واحتضنوهم بكل الحب, لأن الحرب كانت على الجميع, ثم تحدث مفاخراً لعدم وجود حادثة امنيه واحدة في المناطق المسيحية التي احتشد فيها الشيعة والسنة القادمون إليها .
وقال هذه هي المسيحية العربية العظيمة التي جسد موقفها ( جبلة بن الايهم ) .
وختم بأن الاسلام انتماء الى حضارة, ساهم فيها اليهود والمسيحيون والاسلام , وساهم فيها الصائبة , فأما الايمان هو ما ندعو الله ان يمن على شعبنا به, وان يقويه في قلوبنا, لأنه لولا هذا الايمان العظيم لما كنا الآن نقول انتصرنا .