كذلك من المتوقع أن تستلم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل جائزة نوبل للسلام باعتبارها مرشحة محتملة، وذلك بسبب جهودها في التعامل مع أزمة اللاجئين، وعليها أن تنتظر فرصتها في المستقبل القريب.
تجدر الإشارة إلى أن تونس هي أول بلد عربي عصفت به رياح ما يسمى ب «الربيع العربي» ويعتقد أن الجائزة التي منحت للرباعية هي لإثبات اعتراف لجنة جائزة نوبل ودعمها لهذا الربيع المشؤوم، لكن في الوقت نفسه ، أثارت هذه الجائزة أيضاً مشاعر معقدة ومركبة تجاه «الثورات» الملطخة بدماء الأبرياء في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
على مدى السنوات الخمس الماضية، كان الربيع العربي ينتقل كالنار في الهشيم من تونس إلى مصر ومن ثم ليبيا وصولاً إلى سورية واليمن وغيرها من البلدان، في ذلك الوقت كانت ردة فعل العالم الغربي تنم عن سعادة بالغة وهتافات وشعارات براقة موزعة بين الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان ، وقدمت الولايات المتحدة الأميركية والدول الأوروبية الأخرى الدعم المعنوي وكذلك العسكري للإرهابيين تحت ستار ما يسمى «بالمعارضة المعتدلة» الذين قادوا حالة من التمرد المسلح تحت ما يسمى ب «الثورة» الأمر الذي أدى إلى تصعيد التوتر في تلك المناطق.
لقد مرت عدة سنوات قتل خلالها الرئيس الليبي العقيد معمر القذافي بطريقة مهينة، لتسقط البلاد وتغرق في حالة من الفوضى والدمار مثلها مثل العراق واليمن وسورية، بعدما كانت سورية البلد الأكثر أمناً وأماناً في العالم وملاذاً آمناً لجميع العرب.
لقد أصبح الربيع العربي أزمة تسمم جماعية ناجمة عن الوصفة الغربية، حيث العديد من الدول التي كانت وفق المعايير الأميركية والغربية «محررة» بشكل مباشر من هذه القوى الغربية ذاتها، بينما تصنف اليوم من البلدان الأكثر غرقاً في الفوضى والإرهاب، قبل وقوع ما يسمى ب «الثورات» كانت العديد من الدول تعاني من مشاكل داخلية ومطالب محقة، لكن الغرب استغل الظروف وشجع على التمرد بذريعة إدخال الديمقراطية الغربية من خلال خلق جو من الاضطرابات والفوضى، مع ذلك فإن العديد من تلك المحاولات باءت بالفشل.
اللجنة الرباعية في تونس ليست مثالاً نموذجياً ، لتختارها لجنة نوبل للسلام وإنما لتشجيع أولئك الذين تعثروا في طريقهم الذي رسمه لهم الغرب مباشرة ، إلى التفاؤل بأنه ما يزال هناك ضوء في نهاية النفق المظلم، بالطبع يتحمل الغرب مسؤولية كبيرة إلى ما آلت إليه الأمور من فوضى ودمار وخراب و«ثورات» فاشلة، لكن يظل الإصلاح هو السبيل الأفضل والوسيلة الأنجع لأي بلد لتفادي أو الحد من آثار الأزمة، فمعظم الدول الناجحة اليوم في العالم مرت من قبل بعملية إصلاحات مكثفة أفضت في النهاية إلى حالة من الاستقرار ووضع حد للصراعات التي كانت قائمة آنذاك.