و في مدينة حلب الشهباء لم تكن سوى عنوان آخر من عناوين البطولة بصمود أبنائها وتضحياتهم ..و كان بطلها الشهيد الملازم شرف محمد حذيفة نبراسا كما أبطالها بالتضحية والوفاء ..
ترعرع الشهيد و درس في مدارس مدينة حلب و بعد نيله الشهادة الإعدادية سافر إلى دبي للعمل حيث عمل في دبي و حصل على إقامة و عمل هناك ..
و عندما اندلعت الأحداث في سورية كان لايزال في عمله بدبي و كان يمكنه البقاء و الاستمرار بالعمل و دفع البدل النقدي و لكنه أبى إلا أن يعود و أصر أن يؤدي خدمة العلم في صفوف الجيش العربي السوري فعاد في الشهر السابع من عام 2011 و التحق بالجيش العربي السوري باللواء 18 الفيلق الثاني و تم الاحتفاظ به بعد أدائه الخدمة الإلزامية في مناطق حدودية مع لبنان كان أكثرها في جديدة يابوس و كان يتنقل في عدة مناطق ساخنة حيث كان يقوم بمهام التذخير لرفاقه في درعا و حمص و القلمون و الزبداني و عدة أماكن أخرى ..
أصر الشهيد البطل على الاشتراك بمجموعة الاقتحام لتحرير الزبداني و أصيب قبل استشهاده أكثر من مرة و قام بعدة أعمال بطولية بالزبداني نذكر منها ما رواه قادته عنه حيث أكدوا قيامه بسحب جثة شهيد زميل له تحت النيران في ساحة المعركة ليوصل جثمان زميله الشهيد لذويه و كان بشهادة زملائه والضابط المشرف على مجموعته مقداماً شجاعاً ينفذ كافة الأوامر والمهام القتالية وفي يوم استشهاده و بعد مواجهات عنيفة مع الإرهابيين أصيب الشهيد البطل في ساحة المعركة أثناء الاشتباكات ونقله أصدقاؤه إلى المشفى الميداني حيث ارتقى شهيداً في الساعة الثانية والنصف صباحا ووصل جثمانه الطاهر بذات اليوم إلى مدينة طرطوس مكان إقامة عائلته منذ بداية الأحداث حتى الآن , و تم تشييعه إلى مقبرة الشهداء في محافظة طرطوس
والد الشهيد يقول : الشهيد حذيفة دافع منذ نعومة أظفاره عن وطنه و كان محباً لسورية و أكبر دليل على ذلك قيامه بإنهاء إقامته في دبي مع أنه كان بإمكانه دفع البدل النقدي و أبى إلا أن يعود لسورية ليؤدي خدمة العلم لأنه وجد أن سورية بخطر و عليه أن يدافع عنها كما باقي الأبطال فلبى نداء الواجب و التحق بصفوف حماة الديار حتى نال شرف الشهادة و أكد والد الشهيد البطل أن كل كتابات حذيفة على صفحته على الفيسبوك كانت تعبر عن مدى حبه لسورية و فخره بأنه من أفراد الجيش العربي السوري و أن ابنه كما الكثيرين من شباب سورية نذروا أنفسهم و ضحوا بأغلى ما لديهم للحفاظ على كرامة الوطن خاتماً حديثه بالترحم على ابنه و كل الشهداء..
والدة الشهيد البطل السيدة نجوى اعزازي أعربت عن فخرها و حزنها بذات الوقت على ابنها البطل.. و لم تستغرب ذلك عن ابنها نظراً لكونها تعرف كيف ربّت ابنها على حب الوطن و رددت لنا الأغنية التي لطالما غناها الشهيد البطل و تربى عليها « يا بني بلادك قلبك عطيها و غير فكرك ما بيغنيها ان ما حميتها يا بني من الويلات ما في حدا غيرك بيحميها » و قالت لنا بأنه و بآخر اتصال مع الشهيد قالت له : «من بعد رب العالمين استمد قوتك و إيمانك و صبرك مني و من رب العالمين يا روحي ». و بعد هذه الكلمات بفترة وجيزة ارتقى ابنها شهيدا ..
وعند وصول جثمان ابنها الطاهر استقبلته بالزغاريد و حمدت رب العالمين و شكرته على نيل ابنها الغالي شرف الشهادة ..
أشقاء وشقيقات الشهيد : أميرة . عبد القادر . سميرة . ياسمين . و شهد ، أكدوا بأنهم فقدوا شعلة كانت تضيء منزلهم عندما كان يتواجد به الشهيد الغالي و حمدوا ربهم بأنه أضحى شعلة تساهم في إضاءة مستقبل سورية و كرامتها و يدعون الله جميعا بأن تغسل و تطهر دماء الشهداء تراب سورية الطاهر من دنس المعتدين . وأن تكون أرواح الشهداء دافعاً للترابط بين الشرفاء في هذا الوطن الحبيب ومشاعل نور تضيء نصرا محتما..