وقال ظريف خلال الاجتماع التمهيدي لمؤتمر ميونيخ الامني المنعقد حاليا في مركز الدراسات بوزارة الخارجية الايرانية في طهران ان انعدام الامن والاستقرار في سورية والعراق وما إلى ذلك يعني صيغة قائمة على الخسارة وهذا ليس بمصلحة احد لان هؤلاء الذين لعبوا دورا في اثارة هذه الازمات باتوا اليوم اهدافا لها وما حدث في السعودية امس ما هو الا نموذج لذلك.
واضاف ظريف: لا بد ان نتفهم ان الانتصارات العسكرية لها تداعياتها ونحن لا بد ان نعمل لتحقيق الانتصارات السياسية مبينا ان الحلول العسكرية غير مجدية ولا حل للازمة في سورية سوى الحل السياسي الذي يرضى به الشعب السوري دون قيود تفرض عليه.
واشار ظريف إلى ان هناك بعض اللاعبين في المنطقة لا يريدون الا مصلحتهم ويرون ان التوازن لا بد ان يصب في مصلحتهم موضحا ان المنطقة تواجه الكثير من المشكلات والتهديدات وعلى الجميع ان يتعاون من اجل حل هذه المشاكل وعلى دول المنطقة ان تدرك جيدا ان تنظيم داعش الإرهابي لا يمكن ان يكون رأسمالاً لأحد.
ولفت ظريف إلى الاتفاق النووي الموقع مع مجموعة خمسة زائد واحد في تموز الماضي وقال ان نظرتنا المختلفة للقضايا هي التي مكنتنا من التوصل إلى اتفاق تاريخي واوجدت لدينا الدافع للجلوس إلى طاولة المفاوضات وكانت هناك في السابق بعض الخيارات الخاطئة ومورست انواع الضغوط على ايران على مر الاعوام الـ12 الماضية الا ان ايران كانت تدعو دائما إلى الحوار لكن بعض الدول لم تكن ترغب في الجلوس مع ايران على طاولة المفاوضات. وبدأت في طهران في وقت سابق أمس اعمال الاجتماع التحضيري لمؤتمر ميونيخ الامني بمشاركة ممثلين عن اكثر من 60 دولة في العالم.
من جانبه أكد مستشار قائد الثورة الاسلامية في ايران للشؤون الدولية علي اكبر ولايتي أن الدول الغربية لا تريد الخير والسعادة للشعب السوري ولها اهدافها التي تختلف مع اهداف وتطلعات الشعب السوري.
وقال ولايتي في تصريح صحفي على هامش اجتماع طهران التمهيدي لمؤتمر ميونيخ للامن أمس: ان الولايات المتحدة وبعض الدول الرجعية في المنطقة قد افتعلت الازمة في سورية بهدف ضرب محور المقاومة المتمثل بسورية خدمة للكيان الصهيوني لافتا إلى ان الرئيس بشار الأسد يمثل العمود الفقري للمقاومة في المنطقة وان أغلب الشعب السوري يدعمه. واشار إلى ان ايران تلعب دورا محورياً في مكافحة الإرهاب والتطرف ولا يمكن قياس ما فعلته في هذا المجال مع اي دولة أخرى سوى الدول التي تحالفت معها بمكافحة الإرهاب كالعراق وسورية مؤكدا ان النصر سيكون حليف المتصدين للإرهاب وللتنظيمات الإرهابية.
من جهته قال رئيس منظمة الطاقة الذرية في ايران علي اكبر صالحي ان ايران من أكثر الدول المتضررة من الاعمال الإرهابية مؤكدا ان بلاده ساعدت العراق وسورية في مكافحة الإرهاب بطلب منهما.
واضاف صالحي: ان الحكمة السياسية والعقلانية في العملية التي اتبعتها ايران وجهت ضربة قوية للإرهاب ومنعته من النفوذ داخل اراضيها مشددا على ان ايران قدمت مقترحات تفصيلية إلى المنظمات الدولية والاقليمية بهدف مكافحة الإرهاب وخاصة تنظيم داعش وانها تأمل ان يتوصل المجتمع الدولي إلى اجماع حول هذه المقترحات لتنفيذها ما سيضعف قوة هذه المجاميع الإرهابية.
بدوره اكد رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الايراني علاء الدين بروجردي ان ظاهرة الإرهاب تشكل تهديدا لجميع الدول، مشيرا إلى ان الدعم الروسي لجهود سورية في مكافحة الإرهاب سيكون له نتائج مهمة خلال الايام والاسابيع القادمة. وقال بروجردي في تصريح له على هامش الاجتماع التحضيري لمؤتمر ميونيخ الامني المنعقد في طهران: ان دخول روسيا بصورة جدية إلى ساحة مكافحة الإرهاب في سورية بلور ظروف واجواء جديدة للتصدي لتنظيم داعش الإرهابي فعليا وليس شكليا مثلما تقوم به الولايات المتحدة الامريكية.
وأشار إلى ان وجود الخبراء الايرانيين في سورية هو تواجد استشاري وقد اعلنا بأنه لو طلبت سورية تواجد ايران العسكري فإننا سندرس الموضوع.وبين بروجردي ان قصف المناطق التي ينتشر فيها الإرهابيون في سورية مؤثر في توفير الظروف لتطهيرها من الإرهاب.
بدوره أعلن مساعد وزير الخارجية الايرانية للشؤون العربية والافريقية حسين امير عبد اللهيان ان طهران ستزيد من وتيرة الدعم الاستشاري لسورية.
وفي تصريح له أمس قال عبد اللهيان ان لدى ايران في العراق وسورية مستشارين عسكريين لمكافحة الإرهاب وتم ارسالهم بطلب من حكومتي البلدين نافيا وجود قوات قتالية ايرانية في سورية مؤكدا أن طهران لا تخفي شيئا وانها أعلنت ارسال مستشارين إلى سورية وستزيد دعمها الاستشاري.