وقال مدفيديف في حديث لقناة روسيا 24 نقله موقع روسيا اليوم ان الجميع على يقين من أن الجدوى من أداء الامريكيين في مكافحة تنظيم داعش في هذه المنطقة من العالم تحديدا شبه معدومة.
وردا على سؤال حول ما اذا كانت موسكو تعول على واشنطن في أن تبدل موقفها المتحفظ على الحوار مع موسكو على صعيد مكافحة الإرهاب قال مدفيديف: سنرى ماذا سيأتي به قادم الايام وسنرى القرارات التي ستتخذها الولايات المتحدة في هذا الاتجاه مشيرا بهذا الصدد إلى أن روسيا هي التي تخطو الخطوة الاولى على مسار الحوار وأنها منفتحة على الولايات المتحدة بما يخدم مكافحة الإرهاب في سورية.
إلى ذلك جدد رئيس الوزراء الروسي موقف بلاده بان الشعب السوري هو من يقرر مستقبل بلاده وقيادتها بنفسه وقال: إن مسألة الرئاسة في سورية أمر يقرره الشعب السوري موضحا ان روسيا تدافع عن مصالحها في سورية لا عن اشخاص محددين.
واكد مدفيديف ضرورة مناقشة القضايا السياسية بين روسيا والولايات المتحدة تحديدا وبين جميع الدول المعنية بإحلال السلام بالمنطقة وفي سورية مبينا ان روسيا لا تريد أن يحكم تنظيم الدولة الاسلامية الجمهورية العربية السورية بل يجب ان تكون السلطة هناك حضارية وشرعية.
واستذكر مدفيديف أنه زار سورية خلال شهر أيار 2010 عندما كان رئيسا لروسيا وقال لقد رأيت سورية قبل الحرب وأود أن أؤكد لكم أنها كانت دولة عصرية يعمها السلام لا تتعرض فيه الآثار للدمار واقتصادها يعمل بشكل طبيعي.
انطونوف: الفوضى التي تجتاح المنطقة
نتيجة مباشرة للتدخلات الخارجية
من جهته أكد نائب وزير الدفاع الروسي اناتولي انطونوف أن سلاح الجو الروسي على اتصال مستمر مع الجيش العربي السوري خلال الضربات التي يشنها على مواقع تنظيم داعش والتنظيمات الإرهابية الأخرى في سورية.
ونقلت وكالة تاس عن انطونوف قوله في مؤتمر شيانغشان الامني في الصين جميع ضرباتنا دقيقة ومعدلة وتركزت فقط على أماكن البنية التحتية لتنظيم داعش مع التواصل الدائم مع الجيش السوري.. ولم نقم بضرب اي مواقع أخرى عسكرية كانت أو مدنية أو تجمعات سكنية او مساجد كما يحاول العديد من وسائل اعلام الغرب الترويج له بشكل منتظم.
ولفت انطونوف إلى ان روسيا مهتمة بالتعاون مع جميع الدول دون اي استثناء وقد نسقنا مع جميع دول المنطقة وتم في بغداد انشاء مركز معلوماتي مشترك للتنسيق بين هيئات القيادات العامة للقوات المسلحة في ايران وسورية والعراق وروسيا كما وجهنا دعوات متكررة إلى الولايات المتحدة لتعاون اوسع بشأن سورية غير ان الاخيرة لا تزال غير مستعدة لذلك.
واكد المسؤول الروسي ان مشاركة روسيا في عمليات عسكرية ضد الإرهاب تتم بالتزام صارم بالقانون الدولي، لافتا إلى ان موسكو لم يكن بإمكانها سوى ان تستجيب لدعوة الحكومة السورية التي تحمل على عاتقها عبء مكافحة تنظيم داعش الإرهابي وبالتالي اتخذت القيادة الروسية قرار توسيع المساعدة العسكرية والتقنية العسكرية إلى سورية.
إلى ذلك حذر انطونوف من ان تنظيم داعش يحاول توسيع نشاطه الإرهابي والتمدد نحو اوروبا ووسط وجنوب شرق آسيا كما يوجد احتمال ان يستخدم التنظيم افغانستان كممر لانتقال إرهابييه إلى الصين ورابطة الدول المستقلة ولا سيما مع تكثيف نشاطه على الاراضي الافغانية مؤخراً، مشيراً إلى ان ما بين الفين وثلاثة آلاف إرهابي من داعش يوجدون في افغانستان.
واشار إلى ان إرهابيي تنظيم داعش لديهم موارد تمويل ثابتة ومعدات عسكرية كثيرة يمكن الاعتماد عليها وقد يتمدد بذلك نحو اوروبا مؤكدا ان على لمجتمع الدولي عدم تجاهل حقيقة ان بعض البلدان تقدم الدعم والمساعدة للتنظيمات الإرهابية المختلفة بهدف تنفيذ اجنداتها الداخلية.
وحذر من ان الإرهابيين يسمحون للآخرىن بقيادتهم والسيطرة عليهم إلى ان يحكموا مواقعهم ويصبحوا اقوياء وعندها يصبحون خارجين عن السيطرة.
واضاف انطونوف: يوجد حاليا نحو خمسين الف مسلح في افغانستان منظمين في اكثر من اربعة الاف مجموعة ووحدة مختلفة معربا عن تصميم روسيا على مواصلة تقديم المساعدة للحكومة الافغانية على اساس ثنائي وكذلك في اطار منظمة شانغهاي للتعاون ومنظمة معاهدة الامن الجماعي.
من جهة ثانية أكد أنطونوف ان الفوضى التي تجتاح الشرق الاوسط هي نتيجة مباشرة للتدخلات الخارجية في شؤون الدول ذات السيادة من خلال الثورات الملونة ومحاولات دول معينة املاء ارادتها على دول في المنطقة.
ونقلت وكالة تاس عن انطونوف قوله خلال منتدى شيانغشان الامني في الصين: ان الفوضى التي نشهدها هذه الايام في المنطقة تشكل العاقبة المباشرة للتدخلات في شؤون الدول ذات السيادة ومحاولات اخضاعها لارادة دول أخرى وللثورات الملونة التي تم فرضها.
ولفت انطونوف إلى تأكيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على موقف موسكو الحازم والقائم على انه من غير المقبول اطلاقا معالجة المشكلات السياسية الداخلية للدول من خلال التدخل الخارجي وما يتضمنه ذلك من دعم لمحاولات غير دستورية للانقلاب على السلطات في البلدان والاطاحة بالسلطات الشرعية فيها.. ومثل هذه الافعال ستحمل عاقبة مأساوية.
وتابع المسؤول الروسي ان التدخل الخارجي يأتي كذلك عن طريق التغاضي والتستر على القوى المتطرفة وهو ما يتسبب ليس فقط بزعزعة استقرار دول منفردة او مناطق محددة بل يجر العالم كله إلى الصراع ويسهم في تقوية التنظيمات الإرهابية الدولية ويجعلها اكثر نشاطا وفاعلية.
واوضح ان الفراغ الذي تخلقه الاطاحة بالسلطة الشرعية في اي بلد يملؤه المتطرفون والإرهابيون بشكل تدريجي فالإرهاب يستقطب ويجذب جميع انواع المسلحين تماما كالمغناطيس ليتنقلوا بالتالي بحرية من بلد إلى اخر، فهم ليس لهم وطن خاص بهم وليس لديهم الكرامة.
وتابع انطونوف ليس هناك من دولة محصنة ضد هذا الشر العالمي وسيسقط ملايين الابرياء ضحايا لهذا الثوران الإرهابي ولا بد ان نتحد لهزيمته.
واشار انطونوف إلى ان سيناريو الثورة الملونة في اوكرانيا تسبب بمآس لا يمكن اصلاحها مع مقتل الآلاف من المدنيين في بلد شقيق تتشارك روسيا معه في التاريخ وعلاقات الصداقة والتعاون الممتدة لقرون، مؤكدا اهتمام روسيا الصادق باستعادة السلام والاستقرار في اوكرانيا اكثر من اي طرف آخر.
بوشكوف:لا تفاهم مع الولايات المتحدة
بشأن سورية سوى حول سلامة الطيران
بدوره أكد اليكسي بوشكوف رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الدوما الروسي أمس عدم وجود تفاهم بين الولايات المتحدة وروسيا حول سورية سوى بشأن سلامة الطيران.
ونقلت وكالة سبوتنيك عن بوشكوف قوله على صفحته على موقع تويتر الالكتروني ان التفاهم بين الولايات المتحدة الاميركية وروسيا بشأن سورية معدوم الا فيما يتعلق بسلامة الطيران تماما كما قال الرئيس الاميركي باراك أوباما مشيرا إلى ان الولايات المتحدة لا تريد محاربة داعش بل تريد اسقاط الدولة في سورية بينما هدف روسيا الاساسي هو مكافحة تنظيم داعش الإرهابي.
روسيا تؤكد استمرارها بتقديم
المساعدات الإنسانية للشعب السوري
الى ذلك أكدت وزارة الخارجية الروسية استمرار موسكو بتقديم المساعدات الانسانية إلى الشعب السوري.
ونقل موقع روسيا اليوم عن الوزارة قولها في بيان أمس ان روسيا ستستمر بتقديم المساعدة الانسانية الضرورية للشعب السوري الصديق وكذلك مساعدة المواطنين الروس الراغبين بمغادرة الجمهورية العربية السورية.
وأرسلت روسيا خلال الاشهر الماضية عدة شحنات من المساعدات الانسانية إلى الشعب السوري.