تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


قراءات في الصحافة الإسرائيلية... معاريف : مع موفاز ...كاديما إلى ذروة التطرف

ترجمة
الثلاثاء 10-4-2012
إعداد وترجمة :أحمد أبوهدبة

أنهى حزب كاديما مؤتمره الأخير بفوز الجنرال احتياط شاؤل موفاز بزعامة الحزب والمعارضة في الكيان الإسرائيلي في مقابل خسارة تسيفي ليفني بالضربة القاضية بحسب هآرتس ، ويعد مجيء هذا الجنرال المتطرف إلى زعامة كاديما احد تجليات التحولات في البنية السياسية والحزبية الإسرائيلية باتجاه المزيد من اليمينية والتطرف القومي ،

وقد حصد موفاز نحو 62%من نسبة الأصوات في مقابل 37% لصالح ليفني ورغم ذلك تؤكد كافة التقديرات والاستطلاعات، وبما لا يدع مجالاً للشك، أن هذا الحزب بزعامته الجديدة وفي أحسن أحواله، لن يحصل على نصف ما حصل عليه في الانتخابات السابقة، وأنه سيهبط من الموقع الأول بين الأحزاب وبعدد من المقاعد يصل من 28 مقعداً، إلى 12 مقعدا على الأكثر؟.‏

عناصر فارون‏

ويذكر أن كاديما، ليس حزباً سياسياً بمعنى الكلمة، هو أقرب لصيغة تجميع لزعماء وعناصر فارين من أحزابهم كالليكود والعمل تم تلفيقها على عجل، من قبل شارون، الذي انشق عن حزبه الأم: الليكود، وشمعون بيرس من العمل إضافة الى عناصر من ميريتس وشخصيات من يمين ووسط الخريطة الحزبية...دخل الحزب في حالة من الفوضى بعد موت شارون السريري.. خلفه إيهود أولمرت،الذي خرج من زعامة الحزب والسلطة في إسرائيل بعد سلسلة من الهزائم العسكرية في لبنان وغزة والفضائح والفساد...قي حين لم تنجح ليفني خليفة أولمرت في الحفاظ على وحدة الحزب وزخمه الذي عاش طوال الفترة الماضبة حالة من الفوضى والخلافات الداخلية، الأمر الذي أخذ الحزب الى مزيد من الانحدار، إلى أن وصلت به الاستطلاعات إلى ما وصلت إليه.‏

ويتوقع مراقبون إسرائيليون أن يؤدي فوز موفاز بزعامة كاديما إلى تطورات في الساحة الحزبية اختلفوا في توقعها بدقة، منها أن يستفيد حزب العمل بزعامة شيلي يحيموفتش والحزب الوسطي الجديد الذي يعتزم الصحافي يئير لبيد تشكيله من خسارة ليفني، خصوصاً في حال تركت الحزب وأقامت كتلة مستقلة (في حال نجاحها في حشد دعم سبعة من نواب الحزب)، أو اعتزلت الحياة السياسية. ويستبعد هؤلاء المراقبون أن يبادر موفاز، إلى الانضمام لحكومة نتانياهو خصوصاً بعد إعلانه في أعقاب فوزه أنه يريد أن يكون حزبه بديلاً لنتانياهو ولحزبه في الحكم. من جهة أخرى، لا يستبعدون أن يقوم نتانياهو، الذي تتوقع استطلاعات الرأي نجاحاً باهراً له ولحزبه في الانتخابات العامة المقبلة، بتبكير موعد هذه الانتخابات ليستفيد من الانقسام الحاصل في كاديما واحتمال انسحاب ليفني من الحزب أو الحياة السياسية.‏

الاطاحة بـ ليفني‏

ومن المفارقات، أن موفاز المعروف بمواقفه السياسية والأمنية اليمينية المتطرفة، نجح في إطاحة ليفني من منصبها بفضل أصوات آلاف أعضاء الحزب من العرب في إسرائيل الذين جندهم مقاولو أصوات وقاموا بتنسيبهم للحزب على الرغم أن عدداً كبيراً منهم لا يصوت له في الانتخابات العامة. ويعاني موفاز، وهو أول زعيم من أصول شرقية لحزب «كاديما» (إيراني المولد)، من تردي شعبيته في أوساط الإسرائيليين الذين لم ينتخبوا منذ إقامة الدولة العبرية رئيساً لحكومتهم من أصول شرقية، وذلك على رغم سجله الأمني الحافل الممتد على أكثر من ثلاثة عقود تبوأ في نهايتها أرفع منصب، رئيس هيئة أركان الجيش. وبينما يتباهى القريبون منه بنجاحه قائداً للجيش ثم وزيراً للدفاع في سحق الانتفاضة الثانية وشن أوسع عملية عسكرية في الضفة الغربية المحتلة منذ احتلالها (السور الواقي) ويرفضون تحميله المسؤولية عن فشل الحرب على لبنان لعدم إعداده الجيش بشكل لائق عندما كان وزيراً للدفاع، إلا أن المعلقين في الشؤون الحزبية يشيرون إلى حقيقة فشله في إقناع عموم الإسرائيليين بقدرته على مجاراة نتانياهو، فحلّ في مرتبة متدنية في لائحة الشخصيات التي يراها الإسرائيليون ملائمة لمنصب رئيس الحكومة. ووصفه مراسل يديعوت للشؤون الحزبية « بالسياسي الباهت، والبارد واليميني المتشدد».‏

ويحفل تاريخ موفاز بالتشدد السياسي أيضاً، وهو الذي وصف اتفاقات أوسلو مع الفلسطينيين بـ «أسوأ خطأ ارتكبته إسرائيل»، ومستعد لمنح الفلسطينيين دولة على 60 في المئة فقط من أراضيهم المحتلة عام 1967، ويؤيد توجيه ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية في حال لم تثمر الضغوط الدولية وقف برنامجها النووي. ومع انتخابه أعلن موفاز أنه سيحاول الوصول إلى السلطة مع برنامج يركز على القضايا الاجتماعية. وأضاف أن التهديدات التي تواجه إسرائيل في الوقت الراهن كثيرة تستوجب أكبر قسط من الوحدة الوطنية. وأضاف أن سياسة نتانياهو الاقتصادية – الاجتماعية القاسية ضربت نسيج هذه الوحدة، «وعليه فإن المهمة الأولى الماثلة أمامي الآن هي إعادة بناء الوحدة الوطنية وتعزيز ثقة الجمهور الإسرائيلي العريض بحزبنا كبديل حقيقي للحكومة الحالية وطريقها الفاشلة».‏

نسب الفوز المتوقعة‏

و أظهر استطلاع للرأي أجراه معهد «داحاف» ، نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت أن فوز موفاز برئاسة كديما لم يغير شيئا في فرص نتنياهو، ولم يتمخض عن رفع التأييد لحزب كديما.‏

وأشارت نتائج الاستطلاع إلى أنه في حال أجريت الانتخابات اليوم، فإن حزب كديما برئاسة موفاز سيفوز بـ12 مقعدا في الكنيست القادمة، فيما يحصل الليكود برئاسة نتنياهو على 29 مقعدا، مقابل ازدياد قوة حزب العمل برئاسة شيلي يحيموفيتش بثلث عدد المقاعد حيث يحصل حزب العمل على 18 مقعدا .وأظهر الاستطلاع أن يائير لبيد سيحصل على 12 مقعدا، بينما تتراجع قوة حزب ليبرمان لـ13 مقعدا فقط.‏

في المقابل بين الاستطلاع أنه في حال انضمام تسيبي ليفني ليائير لبيد، سيحصل الحزب على 15 مقعدا، ويتراجع الليكود عندها إلى 28 مقعدا، أما حزب العمل فيحصل على 17 مقعدا. وعند حساب الحركة في المقاعد للأحزاب الإسرائيلية يتضح أن انسحاب ليفني من كديما، وانضمامها إلى لبيد يعني عمليا وفي المجمل انتقال 8 مقاعد برلمانية من حزب كديما اليوم إلى حزبي العمل ولبيد، وهي كما ذكر مراقبون في السياسة الإسرائيلية، شريحة الإشكناز الوسطى التي انتقلت، أصلا مع فوز عمير بيرتس عام 2006 برئاسة حزب العمل وتغلبه على شمعون بيرس، من تأييد حزب العمل إلى تأييد كديما برئاسة شارون .‏

الرابح الأول‏

في المقابل تظهر استطلاعات وتعليقات مراسلي الشؤون الحزبية أن موفاز لا يملك على ما يبدو قيادة كارزماتية، عدا عن أن أصوله الشرقية (من مواليد إيران) تحد من فرص فوزه وتغلبه على حزب يقوده نتنياهو. ويتفق المراقبون في إسرائيل، أن زعيمة حزب العمل شيلي يحيموفيتش، ( أشكنازية الأصول) هي الرابح الأول، من خسارة ليفني، إذ ترتفع مقاعد حزبها من 12 حاليا إلى 17-18 مما يعني قدرتها على قيادة المعارضة ومحاولة تنظيم قوى ما يسمى بـ»الوسط» و»اليسار» في مواجهة معسكر اليمين، لكن ذلك مرهون بشن حرب إعلامية وسياسية ضد يائير لبيد في حال أسس حزبا بالتعاون مع تسيبي ليفني.‏

تعليقات الصحف الإسرائيلية حول فوز موفاز برئاسة كاديما اتسمت في غالبيتها بالسخرية بموفاز وشخصيته وإمكانيته ،فقد كتب المعلق السياسي في يديعوت احرنوت امنون ابراهيموفيتش يقول :» مهما يبدو الأمر مضحكا وساخرا فان كاديما هو أكبر حزب في إسرائيل. عمره ست سنوات ونصف لكنه في هذه السنين وبعد معركتين انتخابيتين، أكبر من أخويه اللذين هما أكبر منه، الليكود والعمل.إن كديما هو اختراع اريك شارون الذي غير مذاقه السياسي وخلص الى استنتاج أن أصحابه في داخل الليكود لن يُمكّنوه من تحقيق برنامج عمله الجديد. وخشي أن يتعلقوا بظهره العريض ليدخلوا الكنيست ثم يعضوا بعد ذلك عنقه بحيث لا يستطيع التنفس.أن إنشاء كديما أدخل شيئا من النظام في الفوضى. فقد وُجد فجأة بيت لمئات آلاف المصوتين الذين كانوا محتجزين في حزب ارض إسرائيل الكاملة في حين أنهم ليسوا كذلك، لكنهم لم يستطيعوا اجتياز الشارع والتصويت للعمل لأسباب تاريخية ونفسية وعائلية واجتماعية.‏

معاريف كتبت بدورها تقول :«موفاز هو رجل مركز بشكل يكاد لا يكون إنسانيا. فقد علمته الحياة درسين: دوما توجد ثغرة، إن لم تكن بالباب فبالنافذة – درس تعلمه لأول مرة حين فشل ثلاث مرات في فحوصات الضابطية، وفي نهاية المطاف أصبح ضابطا متميزا ورئيس أركان. وثانيا، في الأماكن التي توجد فيها مراتبية، الناس يتدبرون أمرهم في نهاية المطاف بموجبها – هكذا كان حين قفز في غضون أقل من خمس سنوات عبر أربعة مناصب لواء، وعين رئيسا للاركان من فوق رأس متان فيلنائي؛ هكذا كان حين أصبح وزير دفاع بعد شهرين من تحرره من الجيش. للناس توجد حساسيات، ولكن للناس أيضا مصالح، فما بالك أن موفاز لا يخلق حوله عدائية من النوع الذي يخلقه ايهود باراك مثلا. في نهاية المطاف المصلحة تنتصر.‏

ليسوا مؤهلين‏

هذه ستكون الحملة التي سيديرها موفاز من الان وحتى الحملة الانتخابية: مصلحتكم، مصلحة الـ 44 مقعدا مما صوتوا كاديما، العمل وميرتس في الانتخابات السابقة، هي ألا يكون بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء، وهذه المصلحة تمر من خلالي. بيبي لم يفعل شيئا في الثلاث سنوات الأخيرة بحيث يدفع من أعطى لفني 28 مقعدا، بالشعار الناجح «تسيبي أم بيبي»، الى التفكير بشكل مختلف. إذن ليس مهما كثيرا ماذا يفكر هو عن موفاز. كل ما يحتاجه هو ان يذكره أين توجد مصلحته.‏

وفي هآرتس كتب أوري شابيط تحت عنوان» ليفني غير أهل حقا»:»نُشر في هذه الصفحة قبل ثلاث سنين ملاحظة تحذير قالت ان تسيبي لفني غير أهل. وتسيبي لفني غير أهل في الحقيقة. فإذا استثنينا كونها صاحبة دعاية ممتازة – فهي عنيدة وتبسيطية وهجومية – فانها لم تهب القدرات المطلوبة لترأس دولة. فليس لها فهم سياسي عميق، وليس لها فهم اقتصادي شامل، وليس لها فهم إنساني البتة. ويميل تفكيرها الى ان يكون ذا بعد واحد، وسلوكها السياسي الى ان يكون تسويغيا. لم تترك عميلة الموساد في الماضي قط أثرا ما في مجال ما من مجالات حياتنا.‏

وأضاف شابيط يقول:«لم يُصب الجمهور العريض في إسرائيل بالأوهام بالنظر الى ليفني. فقد أدرك أنها لم تُخلَق من المادة التي صُنعت منها الزعامة القومية أو الزعماء القوميون. لكن النخب الإسرائيلية رفضت ان تفهم. وفي اللحظة التي نجحت ليفني فيها في ان تُمهد لنفسها باعتبارها معارِضة بيبي المناوبة، اجتمع الجميع حولها وحموها. فتبنتها جماعة الأعمال واحتضنتها وسائل الإعلام وسجد المؤمنون بالسلام لوزيرة الحروب.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية