|
|
الخطر المحدق بأفريقيا؟! نافذة على حدث فمنذ أن اكتشف الاستعمار الغربي بشقيه الأوروبي والأميركي أهمية هذه القارة، وأحصى تنوع وغنى الثروات فيها، لم يشعر أبناؤها يوما بالاستقرار، فالحروب والنزاعات متواصلة على أكثر من جبهة، والأمراض والأوبئة تفتك بالعديد من الدول، ناهيك بالمجاعة التي أنشبت مخالبها في عدد من الدول مخلفة ملايين الجياع والفقراء والمشردين.. قبل سنوات تفشت في هذه القارة المأزومة حمى الانقلابات العسكرية الدموية والحروب الأهلية، وهي حمى مزمنة تشتهر بها أفريقيا أكثر من غيرها، غير أن الجديد هذه المرة هو نشوء كيانات جديدة لم تكن معروفة سابقا كدولة أرض الصومال في شماله ودولة جنوب السودان في جنوبه وإقليم برقة الذي شطر ليبيا وقسمها، وقبل أيام صحت جمهورية مالي على دولة جديدة أطلق عليها أصحابها « جمهورية أزواد» الأمر الذي يعكس حالة البؤس التي وصلت إليها هذه القارة بفعل التدخلات الأجنبية في شؤونها. غير أن ما يبعث على القلق هو أن هذه القارة باتت موضوعة على طاولة التجزئة والتقسيم الغربية، بهدف إعادة استعمارها ونهب ثرواتها بطريقة تلبي أطماع الرأسمالية الغربية المتوحشة الرازحة اليوم تحت نير الأزمات الاقتصادية، وهذا ما يفسر استشراس الغرب في تقسيم السودان وإصراره على سلخ جنوبه الغني بالنفط عن وطنه الأم تحت اسم جديد وعلم جديد، وكذلك تدخل الناتو في ليبيا عسكريا لصالح المتمردين ليصحو أبناؤها على كيانات جديدة شطرت بلدهم إلى أجزاء متناحرة. هي إذا السياسة الاستعمارية القديمة الجديدة تمضي قدما في أفريقيا، ويبدو أنها لن توفر أي دولة من دولها بما في ذلك الجزء العربي منها، ولذلك يتعين على عرب أفريقيا المنتشين بربيع الثورات الوهمية أن يستفيقوا من أحلامهم الوردية ويتأهبوا لمواجهة الخطر المحدق ببلدانهم، لأن الربيع الذي يبتهجون به لن يزهر في صحراء قاحلة ..!!
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||
