طالبت المعلمات بإجازة صحية لمدة شهر دون اقتطاع في الراتب نظرا لضيق الحالة المادية.وقد تم حصول البعض على الإجازة المذكورة،.. وبعدما تمت الموافقة على / 20/ طلباً لمنح إجازات صحية لأصحابها تم رفض الباقين ..!!..
وللوقوف عند هذا الموضوع التقينا بأعداد كثيرة من المعلمات أمام المبنى وكانت شكواهم تتكلم .. ومعاناتهم تتألم .. نتيجة الظروف التي وضعوا بها ..
تقول إحداهن : أحضرنا تقارير نظامية من مشفى الباسل وتكلفنا بالوقت والجهد وغيرهما وعندما أتينا للخطوة الثانية لنوقع الإجازة تم رفض الإجازات وقالوا لنا خذوا إجازات بلا راتب متجاهلين وضعنا المادي السيئ ..
فالكل يعلم أن متطلبات المعيشة تقتضي منا التضحية الدائمة .. ولأن وظيفة الزوج لا تكفي للإعالة .. نذهب ونبحث عن وسائل أكثر تضحية .. غير آبهين بالنتائج مهما كانت ... لتكن الحاجة لهذه التضحية هي الباعث الأساسي للسفر .. ولكن في ظل هذه الظروف لا يمكننا السفر أبدا ..
قرارات مصيرية لا تأبه بالنتائج ..
قضايا اجتماعية كثيرة بحثت حول الأسباب الحقيقة التي تؤدي إلى الفشل في الزواج .. ولم يذكر أحدها أن ابتعاد الزوجة عن شريكها لمدة / 5/سنوات هو السبب الرئيسي ..ولكن يقدم عذراً منطقياً يبرر الطّلاق أو الزواج الثّاني ... ويعتبر سببا آخر يضاف إلى العديد من المشاكل .. وخاصة في هذه الظروف .. والأمثلة تتكلم عن ذلك بوضوح ..
المعلمة عبير من طرطوس مدرسة في محافظة حلب تقول : لا يمكننا وصف مدى المعاناة التي نعيشها .. كثيرة هي المواقف التي مرت علينا , فقد حوصرنا بين معرة النعمان وخان شيخون أكثر من /5/ ساعات,وعشنا أصعب اللحظات ..
وتتابع: بعد انتظار دام لساعات ولثلاثة أيام على التوالي .. لم تحصد المعلمات أي نتيجة تذكر ولا حتى أي استقبال من محافظة طرطوس رغم علمها بوجعنا .
الآنسة كاترين . خ « تقول : يا ليتنا نقطن بالمدينة فبعد كل هذه المعاناة نقطن بالأرياف وفي المحافظات البعيدة ونتحمل كل التكاليف والمصاريف والإيجارات وغيرها .. بوجود الجشع الكبير من التجار الذين استغلوا هذه الظروف خاصة بالنسبة لأسعار الشقق السكنية حيث أقوم مع ثلاث من زميلاتي المعلمات بدفع / 18/ ألف ل .س في الشهر «أجار بيت» يعني بالمختصر لدينا التزامات كاملة فمن سيتحمل كل هذه الضغوط .. حتى الرحمة نطلبها ولا نجدها ..!!
أما الآنسة « بلسم . د « فتقول : نحن نريد أن نسأل فقط لماذا تم منح إجازات صحية وبراتب أيضا لغيرنا ونحن لا .. علما أننا لم نقم بصرف أي إجازة بعد .. وغيرنا صرفها وأخذ غيرها .. فلماذا التمييز طالما هناك أزمة تتكلم بوضوح .. وتنادي بالعدالة .. وتصرخ بالرأفة .. فهذه الحال لا ترضي أحدا .. .. وخاصة أنه لا يتم حساب الإجازات من الخدمة الفعلية في هذه الحال والتي تبلغ / 5 / سنوات وفي النهاية نحن لا نتمنى أن يتعرض أحد للمواقف التي تعرضنا لها على الطرقات والمواقف التي مررنا بها ..
وأقل ما نطلب وبوضوح تأمين الطرقات .. وتأمين الحماية الكاملة لنا .. فالعديد من الفتيات تم الاعتداء عليهن من قبل المجموعات الإرهابية والجميع يعلم ما يفعله المجرمون من أفعال وحشية .. فما الحل ..؟؟ فهل ستكون الاستقالة باعثا حقيقياً للحل .. ..!! وهي ليست معاناتي وحدي .. فكيف لنا أن نعطي الدروس ونحن مبعدون عن أهلنا وأولادنا ...؟
الزوجة تتبع الزوج
السيد «محمد مدرس من أهالي محافظة طرطوس يقول : من الواضح أن مهنة التدريس هي رسالة إنسانية أولا وأخيرا مهمتها إنتاج الأجيال القادرة على التضحية باستمرار.. ولكن بهذا الشكل نجعل هذه التضحية مبعثرة ..فأنا أعمل مدرساً في تربية طرطوس .. ومتزوج ولدي طفلان عمر الأول /9/سنوات وعمر الثاني /3/ سنوات .. زوجتي مدرسة نجحت في المسابقة الأخيرة التي قامت فيها وزارة التربية لعام /2010/ وقد تم تعيينها في محافظة الرقة .. مع العلم أن القائد الخالد حافظ الأسد وجه سابقا بضرورة أن تتبع المرأة زوجها إلى مكان عمله .. ولكن وزارة التربية قد اتخذت قراراً بأن يوقع المتقدم إلى المسابقة بتعهد خطي بأن يعمل في المحافظة المعين فيها المتسابق مدة /5/ سنوات من دون التقدم بطلب نقل ..
والمشكلة التي نعاني منها هي أن الأولاد قد أصبحوا مشردين .. فهل هذه الحياة ممكنة ..؟
أما السيد أمجد فيقول : تعرضت زوجتي لأزمة صحية وهي الآن تتلقى العلاج ولا يمكنها السفر وجاء قرار وزارة التربية بالقول :» لا تعطى الإجازات إلا بالسفر شخصيا لصاحب العلاقة « ولكن هل من أحد يقول لي ما هو الحل ..؟؟
السيد نديم محمد « عقيد متقاعد « يقول : .. مشاهد الموت لا تكون عصية على الذي يموت فعلاً ..أهم شيء هو حل معاناة المتزوجات فهن مسؤولات عن عائلات ..ولديهن التزامات عديدة .. كان هناك قانون يحمي المتزوجات فأين هو الآن ..؟ « أما بخصوص التقاعد المبكر فيجب أن ينظر فيه عاجلا .. فمن غير المعقول وجود الكثير من المعلمات أو حتى المعلمين وبهذه الكثافة في سلك التربية والتعليم مثلا.. فتربية الأجيال تتطلب أجيالاً شابة تفهم على الطلبة وتواكب العصر ..
أين المساواة..؟
إحدى المعلمات من محافظة طرطوس مدرّسة للسنة الثالثة على التوالي في منطقة عفرين التابعة لمحافظة حلب .. تتساءل عن كيفية المساواة بين معلمة في المحافظات البعيدة تدفع مصاريف السكن وتذاكر التنقل .. إضافة إلى الغربة المريرة عن عائلتها , والمشكلات الاجتماعية التي تحصل نتيجة عدم التأقلم.. بمعلمة تبعد بضعة أمتار أو كيلومترات معدودة عن منزلها .. معاناة بالجملة لكل من حصل على التعيين في المناطق البعيدة سواء بالتعليم أو الوظائف الأخرى ..
فإذا ما قلنا أن تبادل الثقافات ضروري وواجب..فهل يتطلب هذا التبادل /خمس سنوات/ .. هنا لا يمكن اعتبار هذا القرار إلا بمثابة عقوبة على الدراسة التي أخذت منهم/ 4/ أو/ 5/ سنوات وإضافة /5/سنوات أخرى «العقد المبرم» والنتيجة تصبح /10/سنوات وأحياناً أكثر من المعاناة الدراسية والتدريسية..
«أحمد» مدرّس في إحدى قرى محافظة حلب يضيف معاناته إلى معاناة المدرسات ويقول : أصبحنا شباناً وشابات نحمل قرار الاستقالة نتيجة الظروف التي تمر بنا .. وهناك استقالات حصلت بالفعل..حتى قبل الأزمة التي مرت علينا جميعا في سورية .. فكيف الآن ..؟
فما نحتاجه هو الاستقرار بعد خدمة العلم ولكن يضاف إليها السنوات الخمس..! أما بالنسبة لي أفكر بتقديم استقالتي لا الحياة هكذا غير ممكنة..
جواب المحافظة
السيد احمد ابراهيم أمين سر محافظة طرطوس قال: تجمع مطالب . تم إعطاء إجازات صحية دون اقتطاع من الراتب .. بعدها أتت التعليمات من الوزارة بإيقاف الإجازات .. فالمعلمات مشكلتهن مع وزير التربية بالتحديد .. ومع محافظ حلب حسب رأيه .. وهو حل سياسي أولا وآخراً وهذه آخرا..
وتم طرح القضية في مجلس الشعب .. وتم التوصل إلى اتفاق مع مدير التربية في حلب يقضي بأن أي معلم أو معلمة على طريقهم يوجد مشاكل يعتبر غيابه مبرراً .. فليست كل المناطق تعاني من المشكلات.. ونحن هنا نراعي الوضع ضمن الأصول القانونية .. ونتمنى إيجاد حل منصف لنا ولهن ونحن مستعدون على الموافقة ..
مقترحات للحل ..؟؟
وانطلاقاً مما تعانيه المعلمات اللاتي يعملن في المناطق البعيدة ..المشكلات الاجتماعية بالدرجة الأولى.. بسبب تأخر نقلهن لسنوات طويلة بدون وجود حوافز تمكنهن من التوفيق بين رسالتهن التربوية والأمانة الأسرية الملقاة عليهن في تلك المناطق .. ويقعن أغلبهن بمطبات الزواج القسري نتيجة الصعوبات التي تعترضهن وتأتي العروض المختلفة بحجة الإنقاذ من الواقع المفروض.. فتكون هذه الفترة كافية لزيادة التعقيدات على الجميع ..
فلماذا لا يتم تخفيض المدة المحددة لهذه الخدمة إلى السنتين أو الثلاث مثلاً..أو يتم إعطاء بعض الحوافز المادية..أو تأمين السكن الداخلي على الأقل يوفر شروط الأمانة والحياة الكريمة لهن...أويتم تكريم من حصلت على معدلات مرتفعة وبالتالي التعيين في المحافظة التي تتبع لها ..وإعادة النظر بواقع التربية الأسرية المتوجبة على المتزوجات حصرًا .. وتقديم الحلول الاسعافية للمعلمات ريثما تهدأ الأحوال وتتحسن الأوضاع التي يمر بها وطننا الحبيب .. بتقديم الإجازات الصحية أو السعي في إيجاد أي حل لهذه المشاكل الجماعية لأن رسالة التعليم في النهاية رسالة تعليمية تربوية إنسانية تستحق أن ينظر إليها بعطف من قبل أصحاب القرار.. وبما يتناسب والظروف الطارئة.