تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


متى نكرسها سلوكاًً..؟التربية البيئية.. فن وذوق وأخلاق

مجتمع
الثلاثاء 10-4-2012
وصال سلوم

هل من الممكن ان تكون الاخلاق التي تربينا عليها في الصغر “قاصر” وتتعدى كون القيم الموروثة حول الصدق والكذب والسرقة والاحتيال فالاخلاق هذه الأيام تتعدى ذلك لتشمل جملاً وتصرفات جديدة تسعى مناهج التربية على اشراكها الكتب المدرسية بحصة أسبوعية وهل التربية البيئية هي مفهوم حديث على ثقافتنا ؟؟

علينا الاجتهاد على التذكير به كما لو أنه فن موروث وآلية عمل جديدة تعلمنا ألف باء التعامل مع البيئة ؟؟‏

كل هذا ليس بالجديد على ثقافتنا لكن علينا الاشتغال عليه بطريقة التدريس الأولى والتي تبدأ مع طلاب المرحلة الابتدائية فليس بالمعيب أن نتعلم أدق تفاصيل التعامل البيئيي والمحافظة على النظافة من النظافة الشخصية الى نظافة المكان الذي سيشمل فيما بعد البلد ككل ومن ثم الأرض ..‏

لنشارك بالمحافظة على البيئة ونحد من زيادة التلوث البيئي الذي يضر بالانسانية عموما ..‏

فنحن اليوم أمام تلوث أكبر وأخطر من أي شكل من أشكال التلوث ليس تلوث الهواء من دخان سيارات ومصانع بل هو تلوث أخلاقي وفني وأدبي يلوث عقولنا ويسمم أفكارنا وعقولنا أينما كان وفي أي منطقة حط رحاله فيها ..‏

فمفهوم التلوث البيئي وأسبابه هو كل تلوث يصيب البيئة ويحدث تغيرا فيها بشكل عام(الماء – الهواء – الارض – الغلاف الجوي - البشر) لذلك ولشمولية المنفعة والضرر الذي يلف الكرة الأرضية ولأن أي ضرر يحدث في مكان ما يؤثر على كوكب الأرض ككل لذلك فهو يشكل تهديدا مباشرا للحياة أما ماهو الأخطر من تلوث المياه والهواء هو تلوث الأخلاق الانسانية التي هي ركيزة يقوم عليها أي نشاط انساني وهي الأداة التي تنظم حياتنا الاجتماعية من كل جوانبها لذلك فالاخلاق هي الهاجس الأول والمنظم لبيئة صحية وسليمة لأن الانسان الذي يتمتع بقيم أخلاقية تجعله يغار على بيئته ويسعى جاهدا للحفاظ على باحة بيته ومياه قريته وسماء وطنه ويجتهد ليعلم أبناءه من بعده فن التعامل مع البيئة والحفاظ عليها كإرث سيرثه أجيال من بعده وهو مسؤول عن أمانة أئتمن عليها من قبل من هم اكبر منه لتعود بعد ذلك لأولاده وأحفاده ..‏

وهنا نستطيع تعريف التلوث الأخلاقي ربما بأنه آلية تعامل الأفراد مع عناصر البيئة بطريقة سلبية تنتج عنها أخطاء مادية تتحول الى تراكمات وكوارث بشرية فيما بعد, لذلك كان علينا العمل على الحد من ظاهرة التلوث الاخلاقي البيئي وحد اتساعه وهذا ليس بالشيء الجديد علينا أو أن الغرب صدره لنا على العكس فالدين (الاسلامي والمسيحي) هو أول من وصى وركز على القيم والأخلاق التي يكون فيها النظافة أحد أركانها لذلك يجب علينا الاهتمام بشكل كبير بالمسألة البيئية لأنها ان دلت على شيء فهي تعكس بالبداية أخلاق وقيم المجتمع ومقدار تطوره واستيعابه للخطر الذي من الممكن أن يطوله إن هو شارك بالتلوث البيئي لذلك كان على البيئة الاجتماعية حيث الخلية الأولى لتكوين أسرة وعلاقات اجتماعية مع الشارع والحي والأصدقاء هي اللبنة الأولى التي يعتمد عليها يناء الجدار السليم لمجتمع بيئي سليم , فالأسرة التي تغذي أفراد أسرتها بالصفات الحسنة والاخلاق الحميدة والسلوك الحسن للوالدين سيؤثر بشكل ايجابي على المجتمع بشكل عام لأن الأسرة هي النواة الأولى للمجتمع التي إن صلحت صلح المجتمع وان فسدت فسد المجتمع .. أيضا المدرسة ومناهج التعليم التي يجب أن تخص التربية البيئية بحصة تدريسية أيضا المعلم حتى ولو كان مدرس علوم ورياضيات يجب أن يربط منهاجه بالبيئة البيئة الحاضنة لكل العلوم ..وأن يكون المعلم المثل الذي يحتذى به أمام طلابه بالقيم والأخلاق البيئية من خلال ممارسات ممكن أن ينقلها الى طلابه من خلال فكرة تقليد الاطفال لكل مايقوم به المعلم من تصرفات أمامه ..‏

أما مايقع عليه المسؤولية والكبيرة ايضا خاصة وأننا في زمن التطور التكنولوجي والمعلوماتي المباشر عن طريق الاعلام المرئي والمسموع لذلك كان على الاعلام المسؤولية الكبيرة في خلق جيل مثقف بيئيا وأن يتعدى فكرة الاعلانات القصيرة الزمن ويتعداها ليشارك البرنامج الخاصة بالأطفال وأغانيهم حتى مسلسلات الدراما والأفلام للبيئة منها نصيب يجب التذكير بها حتى ولو بدقائق قصيرة وهنا أذكر أن أحد الأفلام الأجنبية مرة أخذ من بين جوائزه مكافأة مالية من وزارة البيئة لأنه ساهم في نشر وعي بيئي كما ساهمت دبلجتنا يوما في الاعلان المجاني للسياحة التركية .. ؟؟‏

اذا , الاعلام كالعصا السحرية نستطيع بها صنع الكثير السلبي أو الايجابي ..‏

كما أن الثقافة البيئية أيضا تساهم فيها دور العبادة لأنها مكان الاشعاع الثقافي والفكري والروحي الذي يصيغ سلوكنا ويحركنا بما يناسبنا من نقاء وطهر وهنا أحب أن أذكر بلفتة جميلة من وزارة الأوقاف ومن خلال تعميم أكثر من عنوان في خطب الجمعة التي عنونت بأكثر من مفهوم أخلاقي من التدخين والى آلية التعامل مع البيئة حتى قيادة السيارات وكل الأخلاقيات التي نظنها صغيرة الا أنها إن تكررت بأخطائها وكبر حجمها أصبحت مشكلة وولدت الكثير من الكوارث ..‏

والعلم الذي هو خادم للبشرية ممكن أن يكون سببا في فنائها إن لم يستخدم بطريقة صحيحة وسليمة تبدأ منذ الطفل الصغير الذي يقطن بيتا الى الحي والمدينة والكون أجمع لذلك لنجتمع على فكرة العمل يدا بيد لتبني فكرة توريث البيئة والمحافظة عليها وكأنها أمانة استودعها بين يدينا ورئتينا من هم قبلنا لنورثها للأجيال القادمة والذين يشكل أبناؤنا وأحفادنا جزءاً كبيراً منها سيحيا حياة سليمة وصحية ان كانت بيئته نظيفة وسليمة..‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية