إن قصيدته «ًWas gesagt warden muss» التي تعني «ما يجب أن يقال» يوجه بها النقد إلى النفاق الغربي لجهة البرنامج النووي الإسرائيلي وإلى احتمال قيام الدولة اليهودية بمهاجمة إيران بادعاء منعها من تطوير سلاحها النووي، كما ينتقد الحكومة الألمانية التي وافقت على بيع غواصة قادرة على حمل رؤوس نووية إلى إسرائيل.
في القصيدة المنوه عنها دعوة لكل من إسرائيل وإيران للقبول بالمعايير الدولية المتعلقة بالبرامج النووية، خاصة وأنه من المؤكد بأن إسرائيل تمتلك السلاح النووي دون أن تفصح أو تعترف بذلك مكتفية بإجابات دبلوماسية يكتنفها الغموض. أما إيران فقد نفت دوما ما يثار حول مساعيها في الحصول على السلاح النووي.
وفي هذا السياق، انتقدت قصيدة غراس إسرائيل على وجه التحديد التي ما انفكت تطالب وتعلن عن توجيه الضربة الأولى على إيران.
يقول غراس إنه كان في البداية ملتزما الصمت إزاء البرنامج النووي الإسرائيلي لأن ألمانيا ارتكبت خلال الحرب العالمية الثانية «جرائم لا مثيل لها بحق اليهود» لكن «الصمت أصبح أمراً لا يمكن الاستمرار به» دون أن يثنيه عن ذلك ما دأبت عليه إسرائيل من توجيه الاتهام بادعاء معاداة السامية لكل من ينتقدها.
اكتسب المؤلف الحائز على جائزة نوبل الشهرة من خلال روايته «طبل الصفيح» التي ألفها عام 1959 وهي الرواية الأولى التي تصور عنف النظام النازي وفقا للمنظور الألماني، واعتبرت لسنوات عديدة تمثل الضمير الألماني. لكن القراء أصابتهم الدهشة والاستغراب في عام 2006 عندما ذكر في سيرته الذاتية «تقشير البصل» بأنه قد شارك بالحرب في الأشهر الأخيرة منها.
جاءت آراء الصحف سواء اليمينية أو اليسارية منها سريعة بتوجيه النقد للكاتب إزاء تلك القصيدة حيث خاطبته جريدة ديفيلت بقولها: «هل ضربت الغشاوة على عينيك لتحجب حقيقية ما يجري في الشرق الأوسط بهذه الطريقة». بينما قالت جريدة دير شبيغل بأن «حسه الضعيف جعله جاهلا بواقع الأمور». وفضلا عن ذلك فقد أثارت تلك القصيدة حنق المنظمات اليهودية في ألمانيا.
يبدو أن الناطق باسم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ستيفن سيبرت كان أكثر موضوعية عندما قال:»ثمة حرية فنية في ألمانيا ولحسن الحظ توجد حكومة تؤمن بها ولا تلجأ للإقلال من أي إبداع فني».