وعلى محاور القتال في مناطق عيتا الشعب وسهل الخيام وغيرها من البلدات الجنوبية, انطلقت الدبابات المعادية بشكل اعمى حيث لا تعرف اين تسير ودارت المعارك الطاحنة وفر الجنود ووقعوا في كمائن المجاهدين وكان اليوم الثالث والثلاثون الاسوأ عسكريا في تاريخ اسرائيل الحربي!!
تفسير الاندلاع الجنوبي واضح لا غموض فيه انه( الهستيريا) فالهزيمة وقعت وصورة الكيان المرعب تحطمت والمعركة تكاد بهشيم نيرانها الميدانية تصل الى الداخل الاسرائيلي حيث بدأت حرب الجنرلات وعلت الاصوات المطالبة بتشكيل لجنة تحقيق في اسباب الاخفاق السياسي والعسكري وذهب الامر بالوزيرة الصهيونية ليفني للقول: لا يستطيع اي جيش في العالم القضاء على حزب الله وتجريده من سلاحه.
ويضيف القائد العسكري في الجيش الصهيوني موفاز علينا ان نعترف باننا هزمنا وتعود الحكومة الى نقطة البدء مطالبة باجراء مفاوضات مع حزب الله لا سترداد ومبادلة الاسرى كل ذلك مترافقا مع حملة اعلانية كبيرة تشنها وسائل الاعلام الصهيونية على قادة اسرائيل وتورطهم في لبنان والفشل الذريع الذي اودى بسمعة الجيش والكيان.
وامام هستيريا الهزيمة وانتقال الحرب الى العمق الاسرائيلي فان الكيان الصهيوني (المتوحش) والمطعون في عنفوانه لابد وان يلجأ لمحاولات التقاط الانفاس ويستخدم المكر والخديعة ونفوذه لدى اصحاب المشروع الشرق اوسطي الجديد عسى ان ينتقم من لبنان ومقاومته انها موجة جديدة من الالتفاف بهدف الايقاع بلبنان واللعب على اوتار التقسيم والطائفية وشرخ الموقف الوطني الموحد وتوكيل المهمة الى اعوان واتباع ووكلاء ظنا بانهم قد يستطيعون فعل ما عجزت عنه الالة العسكرية الصهيونية وهنا لا بد من الحذر واليقظة فالنصر بحاجة الى صون برموش العيون وخفقات الافئدة..!