|
أين الحقيقة في دار أيتام السويداء...مقتل طفل إثر تعذيب واغتصاب .. ومتهمة تتطوع لتبني الجريمة تحقيقات هل صحيح أن العنف الجسدي بأنواعه, وكذلك الجنسي وصولا الى القتل قد حدث في هذه الدار?. وهل صحيح أن السبب الذي أنشئت من أجله هو آخر ما تعمل عليه الادارات المتعاقبة عليها?. وهل صحيح تلك الأحاديث التي يتداولها الناس عما يجري داخلها?. أسئلة كثيرة رافقت رحلتي لأرى حقيقة ما يجري من خلال رؤية العين وأقوال المعنيين بهذا الأمر. انطباع شخصي حديقة بائسة حتى بألوان الشجر فيها, تمديدات صحية وتمديدات تدفئة يتقاطر منها الماء فوق الجدران وعلى بلاط الأرض دافعا الجميع الى التنظيف بلا توقف, وعفونة تملأ المكان وتكاد تظهر للعين وليس لحاسة الشم فقط. ثلاثة ابنية تتوزع داخل الدار أحدها للسيدات العجائز, وكذلك للرجال, وثانيها للإدارة ونزلاء الدار من الذكور, وثالثها للاناث والحضانة, يقدم لها مطبخ واحد في البناء الأول الطعام. وأكثر ما يلفت الانتباه في غرف الذكور انعدام اسباب الحماية الطبيعية أو الصناعية إذ يصل ارتفاع السرير الى حافة النافذة المفتوحة على الفراغ. وكذلك في غرفة تجمع الفتيات خزان للماء لم يضع أحد قفلا له إلا مؤخراً, علما أن هذه الغرفة تمتلىء بالنزلاء لأسباب كثيرة. لماذا أنشئت الدار? لماذا أنشئت الدار? وما النتائج التي تود الوصول إليها?. النظام الداخلي يقول: ايواء الايتام والمشردين والعناية بصحتهم وكسائهم وتعليمهم وطعامهم, وكل ما هو ضروري لتنشئتهم تنشئة صالحة, وتأهيلهم مهنيا عن طريق فتح مشاغل تدريبية لهم. كذلك ايواء العاجزين الفقراء والمكفوفين والعناية بصحتهم وكسائهم وطعامهم وتأهيلهم مهنيا وفتح مشاغل انتاجية لهم. ومن مهامها أيضا كما يقول النظام الداخلي: مكافحة التسول عن طريق دراسة أسبابه ووضع الحلول اللازمة للقضاء عليه وعلى المتسولين وكذلك حماية الأحداث من الجنوح وتهيئة الوسائل لمعالجة انحرافهم. هذه الأسباب الإنسانية الجميلة والتي لا يختلف على أهميتها اثنان هي أسباب وجود هذه الدار التي كانت حصيلة جمع ودمج جمعية المكفوفين والأيتام ومنع التشرد والتسول عام .1978 الأمور بخواتيمها! لكن الطريق الى جهنم مفروش بالنوايا الطيبة, إذ لاتكفي الاسباب الانسانية وحدها كي نصل الى النتائج المرجوة, حيث تتقاطع المصالح الشخصية مع الاهتمامات مع الرغبة في ممارسة هذا العمل مع الأخلاق العامة للمجتمع, لتكون جميعها مع أسباب أخرى السبيل الى النجاح أو الفشل, وفي الحالين تنتج الدار أشخاصا سيكونون أعضاء فاعلين في مجتمعهم فماذا حدث في (دار اليتيم)?!. الوقائع هل صحيح أن الطفلة (آية) وقعت على المدفأة أم أن احدا قام بحرقها عامدا متعمدا بالمكواة?. وهل صحيح أن موت الطفل حكمت الجوهري جاء نتيجة الاهمال أم بسبب جنائي?. ثم لماذا لم يتحدث أحد حتى في المحكمة عن واقع هذا الطفل الذي أكدت الفحوصات الطبية الاعتداء عليه جنسيا أكثر من مرة?!. وما قصة سهام نكد التي تتعرض لمضايقات أقرانها في العمل بشكل يومي لحاجتها الى عملية جراحية لزرع قرنية لعينيها, وإلا ستفقد بصرها, والضرب الشديد الذي تعرضت له لأنها قالت الحقيقة. هذه بعض القصص في (دار اليتيم) أما التفاصيل فتقول: آية والمكواة كان يمكن للمشرفة (م.م) أن تتيقن من هروبها من أي محاسبة بعد حرقها بالمكواة آية التي لم تبلغ من العمر أكثر من ستة أعوام, لولا أن شاهدها ابن سهام نكد تقوم بهذا الفعل وأخبر والدته, فجاء العقاب (شديداً, اذ نقلت من قسم الاناث الى قسم الذكور وكفى الله المؤمنين). الغضب والعقاب الحقيقيان جاءا على رأس الشاهدة سهام نكد التي أشرنا الى حاجتها الماسة الى عملية لزرع القرنية لعينيها, وهي تطالب بإلحاح اجراء هذه العملية منذ سنوات, لكن أحدا لا يسمع ولا يرد عليها, وبعد شهادتها تلك تعرضت لأسوأ أنواع المعاملة ونقلت للعمل في المطبخ وما أدراك ما هو نوع هذا العمل, كما تعرضت لتهديدات مستمرة وضربت بعنف أكثر من مرة كما تقول سهام نفسها!. ولم يتوقف الأمر عند سهام وحدها بل طال ابنتها نسرين أيضا حيث تعرضت للضرب الشديد حسب تقرير الطبيب الشرعي وتحول موضوعها كاملا الى القضاء, لكن من مد يد المساعدة طالته التهديدات أيضا وكذلك اساءة السمعة!. ملائكة وشياطين القصة تعود الى عام,2000 لكن الحكايا لا تاريخ لها حين تتناقلها الألسن, فتبقى كأنها حدثت أمس. الأطفال ملائكة الله على الأرض ليسوا كذلك دائما, وبعضنا قد لا يراهم ملائكة أساسا, بل هم أسباب للتنفيس عن الغضب الذي يعترينا فنضربهم أحيانا ونصرخ في وجوههم أحيانا أخرى, دون أن يدرك هؤلاء الاطفال لماذا نغضب ولماذا نرضى?. حكمت الجوهري طفل لم يكمل عامه الرابع بعد حين أسعف الى مشفى السويداء مغمى عليه ثم توفي بعد أن فعل الاطباء له كل ما يمكن, ولكن ذلك لم يكن كافيا, وكأن يد العناية الإلهية هي في حالة حكمت المطلوبة ولا شيء سواها!. يقول تقرير الطبيب الشرعي إن هذا الطفل تعرض للعض من شخص بالغ, وآثار العض واضحة للعيان تملأ جسده كله, وإنه تعرض للتعذيب فترات طويلة, وكان يوجد في جسده جرح ناتج عن شفرة, وإنه ضرب وعلامات الضرب واضحة, وسبب الوفاة ناتج عن ضرب رأسه بالسرير ما أدى الى نزيف في الدماغ أدى الى حالة الوفاة!. انتبهوا نحن نتحدث عن طفل لم يبلغ بعد الرابعة من عمره, كل ما تقدم لم يكن كافيا, فقد أثبت التقرير الطبي تعرض حكمت للاغتصاب اكثر من مرة وفي فترات متتالية!. ألم يرّ حكمت في سنواته تلك كل أنواع الشذوذ الانساني وكأن هذا الطفل قد عاش قرنا?!. القضاء حكم على المتهمة بتلك الجريمة (أ. ز. د) التي التقيتها لأسألها عما حدث فعلا. وكان الجواب واضحا وصريحا, لقد غرر بها لتتحمل المسؤولية لأن عمرها آنذاك دون الثامنة عشرة وبالتالي سيكون الحكم عليها مخففا. وتضيف: تحملت المسؤولية وحكم علي بالسجن ستة أشهر بسبب اهمالي رعاية حكمت, وخرجت بعد ثلاثة أشهر. هكذا انتهت قضية حكمت ذي الاربعة أعوام, دون أن يبحث أحد فعلا عن الوقائع الفعلية لما أدت اليه, وكأن مبلغ 300 ألف ليرة سورية التي دفعتها الدار تعويض كافٍ هي الأخرى لستر الرائحة التي بدأت تزكم الأنوف, وبذلك تحول حكمت من ملاك مفترض الى حكاية يتداولها الناس في تلك المنطقة حتى اليوم. إذا عرفنا الملاك فهل نال الشيطان عقابه? أم أن الملائكة وحدهم الموجودون في هذه الحكايا?!. مبصرة رغم ضمور عينيها ما زالت منوة الحلبي متمسكة بالحياة والمستقبل رغم ضمور عينيها وسواد الدنيا من حولها, ولمنوة صفات مقاتل من الدرجة الأولى لأنها ذات نفس عفيفة دفعتها للاعتماد على قوة ذراعها لتحمي نفسها من السؤال وطلب الحاجة. ولمنوة أيضا مواقف شجاعة في الدار يشهد الجميع بها فقد استطاعت بمفردها أن تطفىء حريقاً شب داخل الدار بعد أن فر منه جميع المبصرين, ورغم الاضرار الكثيرة التي طالتها اثناء الحريق لم تمنح تعويضا أو مكافأة, وبدلا من ذلك تم أخذ بصمتها احتيالا على ورقة تفيد برغبتها بالفصل من التأمينات بعد أن أوهمت بأنها تبصم على ورقة التعويض المالي عما حدث معها. (منوة) اليوم لا تطلب الكثير تريد فقط تعويضاتها وزيادة راتبها البائس حتى تبقى كما تريد دوما كريمة النفس. ما خفي أعظم ! كان يجلس في قاعة الاستراحة يشاهد مع زميله برنامجا تلفزيونيا وعيناه غارقتان في متاهات دهر متعب. وكان في يده قطعة خيش رسم عليها بألوان داكنة علما ودبابة واشكال أخرى. كان حزينا صامتا لا يرغب في التحدث عن شيء لكن أمام أسئلتنا الكثيرة الملحة اجاب بمفردات ضئيلة محاولا التخلص من هذا الحصار.. وهو الذي كره الحصار بكل أنواعه.. ولأن اجابته لم ترو ظمأنا التقيناه مرة ثانية وبعد اعطائه الأمان تجرأ أخيرا وتحدث مطولاً عن حياته والظروف المريرة التي أوصلته إلى الدار وتحدث أيضا عن الدار والسلوكيات اللا أخلاقية الشاذة التي يمارسها بعض الطلاب.. وما إن انتهى فرّ هارباً من نفسه ومن صراحته ومن تورطه بقول الحقيقة ومنا. إدارة لم نستغرب استقالة المدير الاداري السابق الاستاذ كمال المغوش الذي لم يستطع تحمل أجواء الدار أكثر من ستة اشهر خصوصا وأن محاولاته بتنظيم الدار وتوجيهها الى الطريق الصحيح لم تفلح مع ادارة فوضوية تصر على تعتيم كل أخطاء الدار مهما كانت بحجة عدم تشويه صورة الدار وسط مجتمع ضيق لا يرحم. استقالة الاستاذ كمال المغوش كانت في 24/2/2004 وفيها أورد كل الاسباب التي دفعته لترك الدار وكان من ابرزها: العلاقات المشبوهة التي كانت قائمة ومحاولة تبريرها من قبل أعضاء مجلس الادارة تعاطفا مع المرتكبين, وإهمال الحالة التربوية وعدم اجتماع الادارة ولو مرة واحدة بالنزلاء خلال عامين كاملين, وإهمال الحالة التعليمية وعدم مراقبة الطلاب ومتابعتهم في المدارس, وإهمال الحالة الصحية والنفسية للطلاب, وإهمال كافة الخدمات في الدار بداية من التمديدات الصحية وغرف الغسيل وانتهاء بالكهرباء, وعلاقة بعض الفتيات العاطفية مع زوار من خارج الجمعية بتواطؤ من احدى النزيلات وبمعرفة العديد من المسؤولين. الاستاذ كمال المغوش لم يستطع السكوت عن الخطأ ولم يستطع مع القلة القليلة من الذين يؤرقهم وضع الدار تلافي أخطاء أعوام طويلة عاشت فيها الدار نمطين من الادارة الأول قهري بكل معنى الكلمة يعتمد على القوة وإقامة الحواجز حول الدار والاهتمام أولا وأخيرا بالجانب الاعلاني والعمراني بغض النظر عن دواخل الدار وترتيب شؤونها, والنمط الآخر كان فوضويا يعتمد على اللين والتستر على كل ما يحدث في الدار حتى لا تخرج الى العلن وتصبح سيرة الشارع وتفقد الثقة, وهذا ما حدث بالفعل لاحقاً. بين هذا النمط وذاك ضاع نزلاء الدار وأصبحوا لقمة سائغة لمفارقات الشدة واللين.. كما وقعوا في فخ الشللية التي زادت من حدة توتر الاجواء في الدار.. والكل بريء من الخطيئة لكنه يشير بأصبع الاتهام الى غريمه. أمجاد ورقية السيد هزاع أبو فخر مدير سابق للدار تحدث بإسهاب عن فترة تأسيس الدار والانجازات التي قام بها على صعيد الاعلان والحصول على تبرعات كبيرة من سفرات عديدة قام بها الى فنزويلا وأميركا, وأطلعنا على شهادات التقدير والثناء التي حصل عليها خلال ادارته للدار التي انتهت عام .2002 الهدوء الذي تحدث به (هزاع أبو فخر) عن انجازاته وحرصه على الدار والاقفال الثلاثة التي كان يضعها على مبنى الاناث والأسلوب الصارم الذي كان يتبعه مع المشرفين والنزلاء تحول الى عاصفة حقيقية عندما سألناه عن جريمة قتل الطفل حكمت الجوهري وقال: انه لا يعرف غير التفاصيل المعروفة للجميع (انه وقع وانكسر رأسه, وأن المسؤولة عن الجريمة نزيلة كانت ترعى اطفال الحضانة, وقد حكمت بالسجن وتحملت الدار مسؤولية دفع الغرامة المالية لأهل الطفل). ولم تنته العاصفة عند هذه الحادثة فقد بدأ حديثه يأخذ منحى آخر عندما أشعرني وكأنني مدفوعة من قبل أحد -أقسم إنني لا أعرفه- لتشويه تاريخه الحافل. السؤال الذي يفرض نفسه الآن هل تكفي شهادات التقدير والثناءات لنقتنع أن الدار كانت تمر بفترة ذهبية في ذلك الوقت? وماذا عن المصير الذي آلت إليه الدار هل هو منفصل حقاً عن هذه الحقبة?. أموال طائلة ولكن? ان جميع الذين سألناهم عن وضع الدار المالي قالوا أنه بألف خير إذ يبلغ رصيدها الثابت حاليا سبع عشرة مليون ليرة بالإضافة لممتلكات عقارية مستثمرة وأخرى ما زالت قيد البحث لاستثمارها بشكل جيد, يضاف إلى ذلك رسوم الانتساب السنوية والتبرعات والهبات. رغم هذا الوفر المالي الجيد لا يزال الفقر يخيم على الدار والحجة دائما الخوف من المستقبل, والحرص الدائم على أموال الدار حتى لا تقع في عجز مالي لاحق.. أليس من الأجدى أن تضع الدار ممتلكاتها تحت أيد خبيرة لاستثمارها بشكل جيد حتى لا تبقى أسيرة الخوف والحرمان, هذا من جهة ومن جهة أخرى يمكن لهذا الاستثمار الجيد أن يعود بالفائدة على العاملين في الدار وزيادة رواتبهم ومخصصاتهم ما يدفع الجميع إلى خدمة الدار وتحسين خدمات نزلائها. رأي آخر للسيد أنور بلان وهو عضو في مجلس الإدارة الحالي, وقد شارك في مجالس سابقة رأي بكل ما جرى في الدار, فهو يرى أن الخطأ أولاً وأخيراً يكمن في العناصر التي تدير الدار والامكانيات المالية المتاحة للتحرك للأمام مؤكداً أن الدار وقعت تحت كاهل عدد من الضغوط أهمها افتقار الدار لعناصر الشباب لأن معظم أعضاء الدار بعمر الستين وما فوق وهذا جعل الدار تشيخ وتهرم قبل أوانها. كما يرى أن غالبية المنتسبين للدار والراغبين بتحصيل مكانة إدارية فيها يسعون لذلك من أجل تحقيق حضور اجتماعي لهم أولا لما لهذه الدار من خصوصية في المجتمع باعتبارها -كما يفترض- منبرا لفعل الخير بغض النظر عن الدور الفاعل ورغبتهم بتحقيق النجاح للدار. ويؤكد أنور بلان أن الحل لابد أن ينطلق من اختيار المدير المناسب الكفء للدار الذي يكون المحرك الأساسي لكل شيء, مع اختيار طاقم إداري من الشباب والاستعانة ببرامج التأهيل والتدريب المختصة بهذا المجال, واعتماد أسلوب باقي الجمعيات الناجحة التي تعتمد على تسلسل المراتب بدءً من المرتبة الأهم (الأم) وإشغال النزلاء ببرنامج يومي مفيد وممتع, وإشراكهم بدورات تدريبية رياضية وعلمية مؤكدا على أهمية الاستعانة بطاقم تربوي وتعليمي جيد يهتم بشؤون النزالاء التعليمية والنفسية. وترى أمل قرضاب المشرفة على قسم الاناث في الدار حاليا أن المشكلة في الدار تبتعد كثيرا عن الشؤون المالية لأنها نظامية, وتبتعد أكثر عن مشكلات الطعام والاحتياجات الأساسية من ملبس ومأوى لأن المشكلة أولا وأخيرا تنحصر بالكادر الذي يدير الدار ومدى تفرغ هذا الكادر من اعضاء مجلس الإدارة ومشرفين لهموم الدار والنزلاء ورغبتهم الحقيقية بمد يد العون لها حتى تتجاوز محنتها وتبدأ من جديد. الدار اليوم السيد مغذى الشعار محامي الدولة المكلف حالياً بموجب قرار وزاري بإدارة الجمعية لوضع مشروع عمل متكامل لها بدأ بالفعل العمل على تصحيح مسار الدار فقد قام باستدراج عروض لتركيب طاقة شمسية لتوفير استهلاك الكهرباء, وتعاقد مع حداد افرنجي لتركيب شبك حماية للطابق الثاني في قسم الذكور, كما منع استخدام الألبسة البالية, ورفض استقبال فضلات الطعام, وقام بتعزيل حرم الدار بغاية استغلاله كملعب, وبدأ بمحاولة وضع مخطط يومي للنزلاء ووضع برنامج غذائي لهم, كما حدد أيام الزيارة وخصص قاعة لهذا الغرض. ويعمل حاليا على حصر الأعضاء المنتسبين للدار لأنهم المحرك الأساسي لانتخاب مجلس الإدارة لأن الأعداد الوهمية الموجودة والتي لا تقوم بواجباتها تحضر فقط أثناء انتخابات مجالس الإدارة ما يؤثر سلباً على هذه الانتخابات. السيد معذى الشعار يرى أن الحلول للدار تبدأ من اختيار مشرفين ومشرفات مؤهلين علمياً وزيادة عددهم, واختيار رئيس مجلس إدارة وأمين سر مفرغين كلياً للعمل بالجمعية, وبوضع شروط محددة لمن يرغب بالعمل في مجلس الإدارة من حيث المؤهل العلمي الجامعي, وأن لا يكون من العاملين في الدولة. قبل الختام الصورة القاتمة التي يتداولها الناس حول الدار وما جرى ويجري فيها, يجب ألا تمنعنا من النظر إلى أولئك الاطفال الذين ظلمتهم الحياة بطرق شتى, لكنهم ما زالوا يملكون الاصرار والعزيمة على الاستمرار فيها. هم يبحثون عن كوة النور في سرداب الظلام, لا يطلبون الكثير, ربما إذا استطاع طفل أو طفلة اختيار ملابسه مرة واحدة يكون ذلك كافيا ليشعروا انهم أحياء أكثر من ذي قبل, وربما لو أن احدا سمح لهم بمشوار في الاسبوع لشعروا أنهم بشر أكثر!. هي طلبات بسيطة ليس فيها ما يؤثر سلبا على الأسس التي بنيت عليها الدار وهي أهدافها التي تسعى لتحقيقها مع النزلاء لكنها تعني الكثير لهم على الصعد النفسية والانسانية, لكن هل يوجد حقا من يشعر بغربتهم داخل تلك الجدران الباردة?!. ما يشبه الختام! في موضوع كهذا, حيث تتصارع المصالح بين أفراد كثيرين, وحيث للحياة تقاطعاتها في دروب الناس تحدث صراعات لا نعرف نتائجها رغم أننا نعرف أسبابها, ولهذا لا يمكن أن نصل الى نتائج نهائية تكون خاتمة مرضية لكل الأطراف. الأكيد أن أماكن تعج باحتمالات الحياة, لا بد أن يكون فيها ما يعبر عنها, إنما المهم الآن ان ينتبه المعنيون ليس إلى ما مرّ على الدار من أحداث وحسب.. وإنما الى مستقبلها أيضا, هذا المستقبل الذي ترسمه القرارات التي ستتخذ, وأن يكون المعيار الأول والأخير هو مصلحة النزلاء. كيف يمكن أن يتحقق ذلك? وما الطرق الكفيلة بالنجاح? وهل ستصبح الصورة أفضل?. الاجابة عن هذه الاسئلة وغيرها ربما هي الخاتمة الصحيحة لمثل هذا الموضوع.
|