فالعمل أبطاله مجتمع - نساء مسلوبات الإدارة يعملن في ورشة عمل - تخطّين مايصمم لهن ذلك - الرجل - وينفذن مايرسمن, يلبسن ماأراد , يقبلن مايخطط, يؤمن بكل ماعنده في أفكار , املائية متسلطة وتلقائية مكررة ,يلفت الأنظار فيها ,أحادية الأول أما الثاني فأكثرية تتناسخ وتتماثل لإرادة قطب واحد , أما / مونيكان/ ذلك النموذج الذي رسخه القطب الوحيد لن تقتصر على ورشة العمل المصغرة تلك - ف/ تيمة العمل المسرحي/ تستثمر الخيط , اللون الشكل وصولاً إلى المشاعرالإنسانية وتنتقل من مأساة خاصة إلى عامة آفاقها أكثر بعداً وعمقاً في تلك العلاقات الجزئية .
ورغم محاولات الانعتاق وإعلان خصوصية كل امرأة فجميعها تبوء بالفشل كما يعلن الرجل دوماً عبر حواره - أنا الآمر , أنا الذي يقرر , إذ يدرك أنه خطط ورسم وصمم وحاك وعمم نماذجه التي يريدها بكل أساليبه وتتشابه المعاناة بين النسوة والأمم المختلفة في سيمائية مسرحية بليغة ربطت بين الدال والمدلول والمعنى الأكبر , أما إعلان التحرر بلغات ,مختلفة أكدها مخرج العمل و أبقاها وفقاً لاختلاف لغات الدول المشاركة فيه , فهناك التركية , البوسنية , السورية , اللبنانية , وهذا مايعمم الحالة إلى مساحات أكثر سعة من علاقة الرجل والمرأة .
فالعرض المسرحي / مونيكان / يحاكي بامتياز العولمة التي يفرضها الغرب وامريكا لإلغاء الآخر واستغلاله ثم فرض نماذجه في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية وحتى منظومات القيم , إذ تفرض نفسها بديلاً كلياً في الثقافة والفن والسياسة والإقتصاد موظفة كافة آلياتها واستراتيجياتها ومخططاتها بدءاً من الضغط السياسي وانتهاءً بالحروب لاغية الخصوصيات الأخرى والحضارات الإنسانية فيما عداها وامتداد لذلك محاكاة دقة وكما يظهر في كتابات الزعماء الصهاينة قبل / مكان تحت الشمس / بنيامين نتنياهو فهم يريدون شرق أوسط جديد يتحول إلى سوق اقتصادي للمنتج الاسرائيلي يسمح بالهيمنة الاقتصادية وغيرها من الهيمنات الثقافية ومايتبعها , لذلك لانعجب من المحاولات الاجرامية المستمرة للتسيير نحو ذاك الهدف وبكل الوسائل يسعى الكيان الاسرائيلي تحقيقه على أرض الواقع وعلى كافة الجبهات.
حول العرض حدثنا الأستاذ/ هشام كفارنة/ المشرف العام على المسرحية : فقال : المسرحية تنقل للوهلة الأولى وعلى المستوى الأول القراءة لهم بسيط وخاص يتحدث عن تقاطعات ترتبط بعذابات المرأة وسلطة صاحب رأ س المال , الذي يضغط عليهن أن يمضين باتجاه رغباته , لكن على المستوى الأكثر أهمية والأعمق , العمل حالة هجاء للنظام العالمي الجديد والصياغات الامريكية لمسح خصوصيات الأمم في كل مكان وتحاول تحقيق ماتخطط له علي الدوام , لكن في النهاية تصل جميع النسوة إلى حالة التمرد واتخاذ المواقف , ويقلن بفم واحد : حتى الذي عندي وإن كان جميلاً , فليس هوالوحيد , فهناك هويات أخرى وأصوات أخرى , وقد نزعن مالبسنه من تصميمه وارتدين مارغبن مع صرخة وولادة جديدة , وأهمية تجربة / مونيكان / أنهاتجسد التعاون الثقافي مابين خمس دول على مستوى المسرح , فلذلك أهميته في ضوء هذه الظروف.