فالدفاعات اليمنية أشعلت صاعق المفاجآت العسكرية التي طغت بدورها على كل التعهدات والضمانات الدعائية الكاذبة لتحالف العدوان وهو ما أصاب منظومة العدوان بحالة غير مسبوقة من الهستيريا.
ويرى محللون أنه وبعد أن ارتفع منسوب الانتصارت للجيش اليمني تحوّلت أطماع منظومة العدوان إلى مجرد أحلام خلبية وفي مثل هذه الظروف فإن امتلاك اليد العليا في معادلات اليمن والمحادثات المستقبلية يتطلب الحفاظ على ورقة لعب قيّمة وليس هناك ورقة أفضل من السيطرة على واحدة من أكثر المناطق الاستراتيجية في اليمن أي مدينة عدن والذي بدوره سيمنح حكام الامارات السيطرة على الوضع وإدارته بعد المغادرة ويعتبر ورقة مهمة بالنظر إلى الأهداف الإماراتية في احتياط الطاقة اليمنية والذي يعتبر سبباً كافياً لعدم استقرار المنطقة التي تتأرجح تبعاً لمصالح تحالف العدوان وأما الاقتتال بين القوات المدعومة من النظام السعودي وتلك المدعومة من الإمارات في عدن ليس حدثاً غير مسبوق فقد حصل مراراً.
ويشير المحللون في الوقت نفسه إلى أنه لا ينبغي تصوّر الخلاف السعودي الإماراتي حول السيطرة على عدن عميقاً أكثر من اللازم منوهين بأن أحد أهداف هذه الاشتباكات هو تمهيد الطريق لفصل جنوب اليمن، بحيث تسعى الرياض وأبو ظبي للقول إن هذا الانفصال هو النتيجة الطبيعية للنزاعات القبلية في اليمن التي سعى العدوان إلى تأليبها منذ بدء الحرب المجرمة على اليمن ولا يمكن تجاهل أن المتضرر الرئيس من الحرب الوحشية هو المواطن اليمني إذ يعدّ ميناء عدن من أهم نقاط استيراد السلع الأساسية إلى اليمن وأي اقتتال وعدم استقرار فيه سيكون له تأثير مباشر على أسعار المواد الغذائية والوقود والدواء والمواد الأساسية الأخرى التي يحتاجها اليمنيون ويجعل حياتهم اليومية أكثر صعوبة.
ويؤكد مراقبون أنه لا ينبغي تجاهل تأثير الاشتباكات في عدن على توسع دائرة الحرب في أماكن أخرى جنوب اليمن فبالنظر إلى الموقع الاستراتيجي لميناء عدن قد تمتد الأزمة إلی أجزاء أخرى من جنوب اليمن لذلك فإن الحديث عن انعدام الثقة بين الأطراف اليمينة والأطراف المعادية ليس وليد الصدفة وبعيد كل البعد عن العبثية التي تتهم بها الأطراف اليمنية من قبل البعض.
فيما تبقى خبث النيات التي يعلنها تحالف العدوان في مرمى الدفاعات اليمنية حيث أكد المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية أن قوات الجيش اليمني بصدد الكشف عن جديدها في الدفاع الجوي والعمليات التطويرية المستمرة بما يجعله قادراً وبمستويات أفضل على تنفيذ المهام العملياتية في مختلف المناطق وهو الكابوس الذي قضّ مضاجع حكام الرياض في الأشهر الأخيرة.
من جانب آخر فإن تطور الدفاعات اليمنية والقلق من التعرّض إلى صواريخ المقاومة اليمنية وطائراتهم من دون طيار دفع بالنظام السعودي إلى فتح الميناء أمام السفينتين المحاصرتين من قبله منذ عشرة أيام حيث وصلت إلى «غاطس» ميناء الحديدة سفينتان تحملان مشتقات النفطية كانتا محتجزتين من قبل تحالف العدوان وأوضحت شركة النفط اليمنية أن السفينة الأولى التي وصلت إلى الغاطس (برونو) تحمل 29 ألفاً و987 طناً من مادة البنزين بعد أن تعرّضت للتأخير بسبب الاحتجاز في عرض البحر من قبل تحالف العدوان لمدة عشرة أيام وبيّنت الشركة أن السفينة الثانية التي وصلت (سي أدور) تحمل 19 ألفاً و800 طن من مادة البنزين وتسعة آلاف و98 طناً من مادة الديزل.
وأكدت مصادر يمنية أن تحالف العدوان يتعمّد تأخير دخول سفن المشتقات النفطية إمعاناً في تضييق الخناق على اليمنيين وزيادة معاناتهم.
بالسياق ذاته وتكملة لمسيرة تحرير الأراضي اليمينة نقل عن مصدر عسكري يمني قوله إن مدفعية الجيش واللجان الشعبية قصفت تجمّعات لمرتزقة النظام السعودي قبالة منفذ الطوال مؤكداً مقتل وإصابة عدد منهم وتدمير آلية لهم كما دمّرت وحدة الهندسة 6 آليات للمرتزقة في خب والشعف.