بدأت إيطاليا أمس أسبوعا حاسما لمستقبل حكومة جوزيبي كونتي المهددة بالسقوط منذ أن خرج زعيم "الرابطة" ماتيو سالفيني الخميس الماضي من تحالفه مع شريكه في الائتلاف الحاكم.
ومع هذه التطورات يسعى سالفيني لتشديد الضغوط وصولا إلى التصويت على مذكرة بحجب الثقة عن حكومة كونتي في مهلة أقصاها 20 آب الجاري وتنظيم انتخابات مبكرة في الخريف، مراهنا على استطلاعات للرأي تمنحه 36 إلى 38 بالمئة من الأصوات، ومواصلاً خلال نهاية الأسبوع الماضي سعيه لكسب تأييد ناخبي الجنوب المناصرين حتى الآن لحركة خمس نجوم، شريكته في الحكومة لمدة 14 شهراً.
غير أن سالفيني واجه اعتراضات في بازيليكاتا وصقلية حيث ذكره البعض بانتقاداته السابقة لـ "الجنوب الذي يعيش على المساعدات".
وبرر ماتيو في كل محطات جولته أسباب انفصاله عن حركة خمس نجوم، منتقدا رفضها المتكرر للمشاريع الكبرى والتخفيضات الضريبية، موضحاً أن دوافعه خلف دعوته لإجراء انتخابات مبكرة الآن، بأنه لم يعد يريد سلطة تنفيذية تشهد شجارات متواصلة، وبالقول: إننا بحاجة إلى حكومة مستقرة لخمس سنوات.
كما شهدت روما بدء المعسكر المعارض لسالفيني بحشد صفوفه بعدما تخطى الصدمة الأساسية.
ودعا زعيم حركة خمس نجوم لويجي دي مايو القوى السياسية الإيطالية إلى التصويت على التخفيض المقرر لعدد البرلمانيين قبل العودة إلى صناديق الاقتراع.
وقال: دعونا نلغي 345 مقعدا (من أصل 950 مقعدا حاليا تعتبر عددا قياسيا) ورواتبها، من أجل إعادة الاستثمار في المدارس والطرقات والمستشفيات.
كما خرج مؤسس الحركة الممثل الهزلي بيبي غريلو عن صمته ليساند دي مايو مقترحا تشكيل "جبهة جمهورية" قادرة على منع "البرابرة" من السيطرة على السلطة.
وكان رئيس الوزراء الأسبق إنريكو ليتا أعرب (بين نيسان 2013م وشباط 2014م) عن قلقه الكبير حيال صعود سالفيني، محذرا بأنه إذ لم يتم وقفه فقد يحصل على "الغالبية المطلقة" في البرلمان، وقال: سيشكل ذلك خطرا كبيرا على البلاد، مشيرا إلى أن سالفيني بأفكاره السيادية يمكن أن يدفع نحو إخراج إيطاليا من أوروبا.
كما قدم خلفه على رأس الحكومة ماتيو رينزي (شباط 2014 إلى كانون الأول 2016) الذي لا يزال من قادة الحزب الديمقراطي، "اقتراحا عمليا" لتفادي "تسليم مستقبل أطفالنا إلى اليمين المتطرف"، وفق ما قال.
وسعيا منه لتسريع سقوط حكومة كونتي، أكد سالفيني أول أمس استعداده لتقديم استقالة وزراء الرابطة السبعة، ما يقوض موقف المعارضين لانتخابات مبكرة ويمكنه من تفادي فشل مذكرة حجب الثقة التي طرحتها الرابطة في حين لا تملك سوى 58 مقعدا من أصل 319 في مجلس الشيوخ.