وقالت صحيفة الإندبندنت البريطانية،
إن حزب العمال طالب أعضاء البرلمان من حزب المحافظين والمعترضين على سياسات حزبهم الحاكم على المساعدة في منع البريكست دون اتفاق، وذلك من خلال إسقاط حكومة جونسون، وفتح الباب أمام زعيمهم جيرمي كوربن لتشكيل حكومة مؤقتة.
من جانبه، قال كوربن، إن حكومته المؤقتة سترجئ الخروج من الاتحاد وتجري انتخابات عامة، مضيفاً أن حزب العمال سيخوض الانتخابات على أساس دعمه لإجراء استفتاء ثان على شروط البريكست يتضمن خيار ما إن كان ينبغي أن تبقى البلاد في الاتحاد بعد ثلاثة أعوام من تأييدها الخروج منه، وخاصة بعد أن وعد جونسون بخروج بريطانيا بحلول 31 تشرين الأول، بغض النظر عن استطاعته تأمين اتفاق خروج مع الاتحاد الأوروبي، ورغم معارضة الكثيرين في البرلمان لفكرة الخروج من دون اتفاق.
ودعا كوربن الأحزاب الأخرى التي تخشى عواقب خروج فوضوي لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي الى عدم منح الثقة لحكومة جونسون، والعمل على تعيين حكومة موقتة بديلا عنها.
وعرض كوربن أن يترأس الحكومة المؤقتة الجديدة التي تكون مدتها محددة، وذلك حتى يتمكن من مطالبة قادة الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بتأجيل التاريخ المحدد لبريكست في 31 تشرين الاول القادم.
وقال كوربن في رسالة موجهة إلى النواب المؤيدين لأوروبا والمعتدلين سأسعى حينها بصفتي زعيما للمعارضة إلى الحصول على ثقة البرلمان من أجل حكومة لمدة محددة بهدف الدعوة إلى انتخابات عامة وتأمين التمديد اللازم لبريكست.
وأضاف وفي تلك الانتخابات العامة، سيلتزم حزب العمال بالتصويت العلني على شروط مغادرة الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك خيار البقاء.
من ناحيتهم دعا أكثر من مئة نائب بريطاني في رسالة جونسون لعقد جلسة طارئة للبرلمان واستدعاء النواب من عطلتهم لمناقشة مسألة انسحاب المملكة من الاتحاد الأوروبي.
والبرلمانيون الموقعون على الرسالة هم من معارضي خروج بريطانيا من الاتحاد ويريدون الحؤول دون حصول «بريكست» من دون اتفاق.
وكتب النواب في رسالتهم: بلدنا على حافة أزمة اقتصادية ونحن نتّجه صوب خروج بريطانيا من دون اتفاق، وأضافوا: نحن أمام حالة طوارئ وطنية ويجب استدعاء البرلمان للانعقاد على الفور.
في السياق ذاته أظهرت وثائق حكومية مسربة نشرتها صحيفة صاندي تايمز، أن بريطانيا ستواجه نقصا في الوقود والغذاء والدواء إذا خرجت من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق.
وقالت الصحيفة إن التوقعات التي جمعها مجلس الوزراء، حددت الآثار المرجحة أكثر من غيرها لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق، وليس أسوأ السيناريوهات.
ولفتت إلى أن ما يصل إلى 85% من الشاحنات التي تستخدم معابر القناة الرئيسية، قد لا تكون جاهزة للتعامل مع الجمارك الفرنسية، ما يعني أن التعطل في الموانئ قد يستمر لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر قبل تحسن تدفق حركة المرور.
وحسب الصحيفة، فإن الحكومة ترجح أيضا ظهور حدود صلبة بين مقاطعة أيرلندا الشمالية التابعة لبريطانيا وجمهورية أيرلندا، لأن الخطط الحالية لتفادي عمليات التفتيش الحدودية واسعة النطاق لن تكون مستدامة.
وأضافت الصحيفة: يقدم الملف الذي جمعه مكتب مجلس الوزراء هذا الشهر تحت الاسم الرمزي عملية المطرقة الصفراء، لمحة نادرة عن التخطيط السري الذي تنفذه الحكومة لتجنب انهيار كارثي في البنية التحتية للبلاد.
ووصفت الصحيفة هذا الملف بأنه لافت، لأنه يقدم التقييم الأكثر شمولا لمدى استعداد المملكة المتحدة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بدون صفقة.
ويرى معارضو الخروج دون اتفاق أن هذا الخيار سيكون كارثيا على بريطانيا، وسيضر بنمو الاقتصاد العالمي، وسيحدث موجات صادمة عبر الأسواق المالية وسيضعف مصداقية ادعاء لندن بأنها المركز المالي الأبرز في العالم.
ويقول مؤيدو «بريكست» إن الخروج بلا صفقة قد يكون له تداعيات سلبية على المدى القصير، لكن الاقتصاد سيزدهر لاحقا إذا ما تحرر مما يعتبرونه تجربة محكوما عليها بالفشل في التكامل جعلت أوروبا تتخلف عن الصين والولايات المتحدة.
من ناحيته فند وزير الطاقة البريطاني كوازي كوارتينغ التكهنات بحدوث نقص في الغذاء والوقود والأدوية في البلاد حال خروجها من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق، واعتبر هذه التكهنات محاولة لإثارة الذعر.
وقال الوزير في تصريحات تلفزيونية امس ردا على سؤال عن وثائق حكومية مسربة نشرتها صحيفة صاندي تايمز: أعتقد أن هناك كثير من الترويج للشائعات المخيفة والكثير من الناس يروجون لما اسماه مشروع الخوف.
بدوره، قال مايكل غوف الوزير البريطاني المكلف بتنسيق الاستعدادات لـ»بريكست» بلا اتفاق، إن تسريبات «صاندي تايمز» تتحدث عن أسوأ السيناريوهات، مؤكدا أن «خطوات هامة تم اتخاذها خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة للإسراع في التحضير لـ»بريكست».