خطوها بأحرف من نور ووضعوها نصب أعينهم ومشوا بخطوات ثابتة لترجمتها إلى واقع حقيقي، فكانوا كما أرادوا متفوقين متميزين ومبدعين.
انطلاقاً من أهمية اكتشاف مواهب التميز العلمي التخصصي وتنمية قدراتها إلى إبداع وتألق محلي وعالمي وضمن عمل هيئة التميز والإبداع والأولمبياد السوري انطلقت فعاليات الملتقى العلمي الثاني الذي تقيمه إدارة الأولمبياد العلمي في هيئة التميز والإبداع لفرق الأولمبياد العلمي السوري في اختصاصات (الرياضيات والفيزياء والكيمياء والمعلوماتية وعلم الأحياء) في الهيئة العامة لمدارس أبناء الشهداء بدمشق الذي يستمر لغاية الثلاثين من الشهر الجاري، يشارك في الملتقى 120 طالباً وطالبة من مختلف المحافظات من أعضاء فرق الأولمبياد من طلاب الصفين الثاني والثالث الثانوي للعام الدراسي 2019-2020 إضافة إلى مجموعة من الطلاب الراغبين بالمشاركة في الموسم الجديد للأولمبياد.
يعد هذا الملتقى ختاماً لموسم النشاط العلمي للأولمبياد العلمي السوري 2018-2019 ويهدف إلى التحضير المبكر لأعضاء الفرق الوطنية للمشاركات العالمية للعام القادم 2020 إضافة إلى تعريف الطلاب الجدد بهذه التجربة ومراحلها وأهدافها.
لأنهم متميزون قدّمنا لهم كل ماهو متميز وفي لقاء مع مدير الأولمبياد العلمي السوري في هيئة التميز والإبداع نبوغ ياسين قالت: الملتقى الحالي هو الثاني في هذا الصيف، سبق وأن أقيم الملتقى الأول في حزيران الماضي قبل مشاركة فرق الأولمبياد العلمي السوري في الأولمبيادات العالمية، ويأتي الملتقى الحالي بهدف التحضير المبكر لأعضاء الفرق الوطنية للمشاركات العالمية للعام القادم، ويتضمن تدريبات نظرية تقام في قاعات مدارس أبناء الشهداء فيما تقام التدريبات العملية في مخابر جامعة دمشق والمعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا وهيئة الطاقة الذرية بإشراف اللجان العلمية المركزية التي تضم نخبة من كفاءات التعليم العالي والبحثي في جامعة دمشق وعدد من المراكز العلمية والبحثية العليا، ويشارك نخبة من طلاب الأولمبياد العلمي السوري ممن أبدعوا في اختصاصاتهم العلمية ومثلوا سورية عالمياً في التدريب العملي لطلاب الملتقى بتقديم خبرتهم في هذا المجال، مبينة أن الملتقى يتضمن إضافة لذلك مجموعة من الأنشطة الترفيهية الثقافية والاجتماعية والرياضية.
بدورها أكدت المدير العام للهيئة العامة لمدارس أبناء وبنات الشهداء شهيرة فلوح أن الأولمبياد من شأنه خلق جيل متسلح بالعلم وحب الوطن قادر على الإبداع والتميز في مجالات العلوم والتكنولوجيا المتطورة مشيرة إلى النتائج المتميزة والنجاحات الدولية والآسيوية التي حققها طلبتنا في مسابقات الأولمبياد العالمية، مؤكدة تقديم الدعم اللازم لهم بما يمكنهم من تحقيق نتائج متميزة في المسابقات الدولية.
وفي لقاء مع المدير الإعلامي لهيئة التميز والإبداع مالك حمود أكد على الاختلاف هذا العام بالاستراتيجة والرؤية والتنفيذ حيث كان هناك الملتقى العلمي الأول في بداية الصيف ولكنه كان خاصاً بالفرق التي شاركت عالمياً كمعسكر مغلق، ولكن الملتقى اليوم أشبه بمعسكر مغلق تؤمن فيه الإقامة الكاملة والتدريب العلمي والثقافي والترفيهي للمشاركين في مدرسة أبناء الشهداء على مدى أسبوعين، والجديد ببرامج الملتقى العلمي أنه تحضيري للموسم العلمي القادم لصيف 2020.
الطالب المشارك علي غصة من محافظة حمص قال: إنه من الطلاب القدامى في الأولمبياد يشارك اليوم كمدرب لزملائه الجدد ليشاركهم خبرته علمياً وثقافياً واجتماعياً، أما الفائدة العلمية من هذا الملتقى فنلمسها في تطوير مهارات الطلاب العلمية في المادة التي يشارك فيها كل طالب ويتلقى تدريبات مكثفة من الأساتذة في الجامعات السورية أما من الناحية الاجتماعية يتعرف المشاركون على بعضهم وقد توافدوا من مختلف المحافظات السورية. ومن الطلاب الجدد الطالبة آية معصرة من مدرسة المتفوقين بطرطوس قالت إنها ستشارك بمادة الفيزياء ونوهت بالنشاطات التي يتضمنها الملتقى من أجل التحضير للمشاركة في المسابقات العالمية معتبرة أن الأولمبياد فرصة ليقيم الطالب قدراته المعرفية في المجال الذي يحبه واختبار ذكائه لتطوير نفسه.
حماس الطلاب ونشاطهم كان واضحاً في ابتساماتهم وضحكاتهم، تميزوا فاستحقوا الأفضل، هم ثروة الوطن وزاده ومن هنا تنبع أهمية تطوير مواهبهم ودعمها لتحويلها من موارد إلى طاقات بشرية تكون أساس التنمية وعاملاً مهماً للانتقال من تخزين المعرفة إلى إنتاجها واستثمارها على أرض الواقع ليثبتوا أنهم شباب منفتحون ومتطورون يستطيعون أن يواكبوا تطور العلم على مستوى العالم.