والذي يتميز بالنقد الساخر وتجاوز الخطوط الحمراء بطريقة تشبع المتلقي ضحكا وفرحا وانتظارا للحلقة القادمة منه، ولكن بعد متابعتي وجدت أن برنامجنا المحلي يفتقد إلى الكثير كي يكون نسخة مصغرة من البرامج الناقدة الساخرة ككل والتي تفتقد إلى التمتع بصفات الكوميديا «السوداء».
لا أدري، لماذا لا تخرج برامجنا من شرنقة الرسمية والجدية ولاسيما في برامجها الناقدة، وإن وضعنا اللوم على مقدمي البرنامج، فقد كثرت الأسماء الفنية وغيرها على الشاشة الصغيرة التي منحتهم المجال ليدلوا بدلوهم في تقديمهم البرامج كل على طريقته ولم يضيفوا لها شيئاً على ما أعتقد.
مقدم برنامج «عنا شو» هو لاعب كرة السلة السابق «عمر حسينو» قد لا يمتلك الكاريزما اللازمة لإنجاح ما يقدمه ولاسيما أنه لا يشارك في إعداده، وإن صح القول قد يكون هناك أفضل منه أكاديميا أو حتى فنيا وإعلاميا لكن لابد من الاعتراف أنه يمتلك روحاً رياضية وهذه حرفته !
يعتبر برنامج «عنا شو «جرعة خجولة من الكوميديا والتي تعتبر «تنفيسة» شعبية تحكي هموم وحديث الشارع ولكن بشكل طفيف، رغم غياب الجمهور الكلي في الاستديو، الجمهور الذي قد يعطي حيوية في مثل تلك البرامج في حال اعتبر معدوه أنه عرض مقدم، لذا تقحم أصوات التصفيق بعد الانتهاء من تصوير وتسجيل الحلقة، وإن ألقينا الضوء على الاستديو نرى بأنه لايلائم هوية البرنامج فلا يوجد ديكورات ملفتة حيوية تعبر عنه.
عدا عن غياب الحوار الشفاف مع ضيف البرنامج، فتبقى المواربة في طرح السؤال وتقديم إجابة الضيف و»كأنا ما بدنا نزعل حدا»، رغم تخصيص كادر صحفي متخصص.. معد فقرات الضيوف الزميل وسيم سلاخ، إعداد التقارير باتريسيا غنام وفريق الكتابة عمر الحلاق ويزن القاسم.
أما الفرقة الموسيقية قد تعطي جوا من التفاعلية المحببة ولاسيما عند اشراك العازفين في الحديث الدائر مع المقدم.
يعرض البرنامج مساء كل أحد، ومن أبرز ضيوفه النجوم حسام تحسين بك، باسم ياخور، سيف الدين سبيعي، صفاء سلطان.
إذا كان البرنامج «عنا شو» إخراج ريمال أبي يونس يقدم عرضا مسرحيا فأين المتلقي والمصفق، وإن كان هدف البرنامج إظهار وإبانة الحقائق فلماذا المواربة في الطرح والابتعاد عن المحظورات الوهمية؟
ربما عنوان البرنامج لم يخدم البرنامج، لكن على معديه تغيير ما يلزم كي يستقطب المتلقي الذي لا يمكن استغفاله أو الضحك على عقله المنفتح والمتخم بالأخبار اليومية.