تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


هل أضاعت رسالتها الفكرية..؟ المراكز الثقـافية تطلق عنـانها للفنـون.. فهل تسحب البساط منهـا؟!

ثقافة
الاثنين 19-8-2019
رنا بدري سلوم

مروا من هنا، فتركوا أشغالهم اليدوية ملصقة على جدران المركز الثقافي، قبعات ملونة، رسومات بسيطة، كتب وقصص أطفال، آلات موسيقية، وكأنهم وجدوا ضالتهم في المركز،

كرياض يعيشون فيها أحلام طفولتهم في عطلة صيفية ضمن برامج ثقافية ترفيهية أطلقتها وزارة الثقافة، لتبتعد عن عملها المنوط.‏

قد يحلو للبعض هذا وقد يؤرق البعض الآخر، كيف تفتح المراكز الثقافية ذراعيها لاحتضان العمل الفني الترفيهي المخصص للأطفال؟ وكيف تدمج الفنون في جسد واحد؟ من ناحية أخرى تتعالى الأصوات وتطالب بنجدة الثقافة على اتساع فنونها كي لايفقد المركز رسالته الفكرية؟‏

ربما لم تعد البرامج الثقافية السابقة تناسب المرحلة التي يعيشها المواطن، أعني المهتم بالشأن الثقافي ومع ذلك لا يعد نفسه مثقفاً، ذريعة تقصير أصحاب الشأن في ذلك، معتبرا «المواطن ذلك المتابع للحالة الثقافية» أن هناك شرخاً واضحاً بين ما يعيشه المجتمع وما يقدمه المركز الذي لا يزال يعيش أحلام عصر الزمن الجميل!.‏

مجموعة من الآراء المتضاربة في صفوف المتابعين لنشاط المراكز الثقافية وروادها والتي توجهت وبسبب هجرة العقول وأرباب الأقلام وذوات النظرة التأملية، إلى البراعم الصغيرة لتأسيسها على حب القراءة وتنمية رغباتها الفنية على اختلاف أطيافها.‏

بداية تجد نعيمة سليمان مديرة المركز الثقافي في كفرسوسة أنه من المهم تنوع أنشطة المراكز الثقافية ما بين النشاط الفكري الأدبي والأنشطة الموسيقية والغنائية، فالنشاط الفكري الذي يهم نخبة من متابعي الحراك الأدبي والثقافي يمر في وتيرة واحدة ويحتاج إلى حركة ما تكسر جمود وملل المتلقي، فالنشاط الحركي وبرأيها ضروري لإضفاء نوع من الحيوية والنشاط وهذا ما يفسر الحضور الملفت في الحفلات الموسيقية والغنائية أكثر من حضور أمسية أدبية أو ندوة فكرية، إضافة إلى عرض الأفلام، ومع هذا مازال النشاط الفكري يترأس عمل المراكز الثقافية، فقد تم تخصيص المحاضرات والندوات الأدبية والعلمية وحلقات الكتاب والأمسيات الشعرية شهريا بالإضافة إلى أنشطة الأطفال المتنوعة.‏

وتبين سليمان أنه عندما يتخلل الفعالية نوع من الحركة سواء موسيقية أو غنائية أو سينمائية، يضفي على الأجواء حيوية ما تميزها عن غيرها من الأنشطة الثقافية الفكرية، وهو ما يرغبه المتلقي.‏

تختتم حديثها بالقول: لا تقتصر الثقافة على النتاج الفكري وحسب، فمثلا الفرق الموسيقية حافظت من خلال رسالتها الموجهة على ثوابتها الوطنية والاجتماعية بكل أمانة، وكذلك فرق التراث الشعبي والفرق الراقصة والأعمال المسرحية كلها تعتبر من الفنون الثقافية، أجل، هناك من يرجح كفة الفكر، لكن في المقابل يوجد من يفضل الأعمال الفنية الحركية والبصرية وهم كثر.‏

على ما يعتقده جمال الزعبي مدير مركز ثقافي الميدان أن النشاط الحركي الترفيهي مقتصر على النوادي الرياضية وحسب، وما هو موجود فعليا في المراكز الثقافية هو نشاط ثقافي بحت، يتمثل من خلال الفعاليات الأسبوعية للأطفال كورشات عمل تحفز الطفل على القراءة من خلال قراءة قصة قصيرة هادفة تحت عنوان «محبة الكتاب» ويتم فيها عرض القصص وترغيب الأطفال على المطالعة والقراءة وتعليمهم الرسم والأشغال والتلوين والأعمال اليدوية وغيرها.‏

ويشير الزعبي إلى أن ثقافي الميدان يقيم بالتعاون مع منظمة الهلال الأحمر «قسم الدعم النفسي» ورشة عمل اسبوعية يقدم فيها المشورة النفسية والنصائح التوعوية، إضافة إلى ورشة مخصصة لأطفال التسول تشرف عليها مجموعة «سيار» وتقوم بتعليم الأطفال المتسربين من المدارس والمتسولين لدمجهم مع الأطفال الأسوياء، مضيفاً أن هذه النشاطات مدرجة رسميا ببرنامج ثقافي وهو ما يؤكد أن عمل المراكز الثقافية لم يكن بعيداً عن الأزمة وضحاياها، إضافة إلى العروض المسرحية كل اسبوعين أو ثلاثة أسابيع على مسرح ثقافي الميدان.‏

في حين تؤكد ريم طيلوني مديرة ثقافي العدوي أن المركز الثقافي الناجح هو الذي يلبي حاجات وميول مختلف الشرائح المجتمعية وهو الذي يهتم بالقضايا الثقافية الأقرب إلى الشأن الإنساني ومستقبله، وتعرّف المهارات الحركية بأنها ليست مجرد حركات بلا معنى وإنما هي حصيلة دراسات ودلالات فكرية عميقة، وأن الصالات معدة للنشاطات الحركية أصلاً، أما المنابر فهي للنشاطات الفكرية، وتعتبر طيلوني الثقافة والإبداع شاملين لكل الفنون ولا يقتصران على الأدب وحده.‏

رؤية مديرة ثقافي أشرفية صحنايا لما سلامة صاغتها مطالبة: المركز الثقافي هو صرح ثقافي حضاري لابد أن تتواجد فيه أحدث التقنيات من مسارح ومراسم فنية وقاعات للمحاضرات وأخرى للعروض ومكتبة مكتنزة بمختلف المعارف الثقافية والأدبية والموسيقية والفنية إضافة إلى مكان للألعاب الترفيهية ليكون مركزاً مكتملاً بحق تجتمع فيه العائلة بكل أطيافها لتشاهد مختلف المحافل الفنية والثقافية، بهذا يكون قد تم نشر الثقافة التي يجب أن تترأس خطط التنمية الشاملة في رؤيتنا المستقبلية.‏

وإن كان مديرو المراكز الثقافية قد أعاروا الاهتمام إلى الفنون بأطيافها المتنوعة، فإن الفنانة التشكيلية رباب أحمد رئيسة ثقافي أبو رمانة ترى أن الفن التشكيلي مظلوم بعض الشيء ولم يأخذ حقه كبقية الفنون الثقافية، منوهة إلى محاولة تفعيل صالة المعارض أسبوعيا ضمن برنامج المركز لتطوير الذائقة البصرية عند المتلقي، من رسم ونحت وتصوير والتراث الشعبي.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية