رغم كل ذلك لم يقف هذا القطاع الحيوي عن العمل، حيث صمد وصبر وقاوم العاملون فيه وكذلك المربون وتحملوا كل المشقات وظروف العمل القاسية وبقوا ينتجون بيض المائدة والفروج رغم هذه الصعاب كلها ورغم الأزمة التي عصفت بالوطن وحلت به لم تتراجع الدولة أبداً عن دعم وتشجيع هذا القطاع بكل ما تملك وضمن الإمكانات المتاحة بل تحملت الآلام والجروح وبقيت مصرة على أن يكون قطاع الدواجن منتجاً فاعلاً.
وتدريجياً ومع تحسن الواقع الأمني وعودة الكثير من المناطق وتعافي الوضع الاقتصادي رفعت الدولة من جرعة دعمها ومساندتها وكان القرار بأن ينهض قطاع الدواجن كما كان ويعود أفضل من السابق حيث خصصت عدة مليارات من الليرات بما فيه دعم القطاع الخاص وتقديم كل التسهيلات والإجراءات اللازمة لعودة المربين إلى عملهم وبدأت الأمور والأحوال بالتحسن ولم يسجل على الإطلاق أي نقص في الاستهلاك المحلي بل تجاوزنا ذلك إلى تصدير الفائض لاحقاً.
وإذا دققنا في الأرقام والإحصاءات ونظرنا إلى واقع قطاع الدواجن هذه الأيام لظهر لنا جلياً فارق واقع الحال والمؤشرات التي تحدثنا عنها آنفاً تعكس حال انتعاش هذا القطاع وكيف أن الدولة تدخلت بقوة على طريق الدعم والمساندة والإصرار على الإقلاع به وعدم تركه عرضة للأحداث، فتم إضافة إلى ما قلناه تأهيل آلاف المنشآت وترخيص غير النظامي منها وتخفيض أسعار عناصر مدخلات الإنتاج ومنح القروض وكل ما من شأنه تحسين واقع قطاع الدواجن إلى أن وصلنا إلى ما نحن عليه الآن وما زال العمل مستمراً في زيادة الإنتاج والوصول إلى تصدير كميات كبيرة من الفائض والأهم العمل بكل الإمكانات لتخفيض أسعار بيض المائدة والفروج الذي يعتبر سلفة أساسية في الحياة اليومية للمواطن وبكل تأكيد وانطلاقاً من مسيرة هذا القطاع ونتاجه وتأثيره وأهميته وما أعطى وقدم فإنه يستطيع فعل الكثير...!!